كلية الفنون والعمارة اللبنانية تحيي ذكرى المؤسسين بمعرض فني

منارات إبداعية تنفتح على التجارب الفنية المعاصرة بعيدًا عن التقليد والرتابة.
السبت 2024/05/25
تجربة أسست لحركة التشكيل اللبناني

طرابلس (لبنان) - نظّمت كلية الفنون والعمارة الفرع الثالث بالتعاون مع الجامعة اللبنانية المنتدى المرئي للفن والعمارة في الجامعة اللبنانية، معرضا للمنتدى البصري للفنون والعمارة، بمناسبة الذكرى 44 لتأسيس الكلية.

وألقى الدكتور عصام عبيد، مدير الكلية، كلمة قال فيها “في سنة 1974 كانت الولادة من مدينة الفيحاء طرابلس.. إنها مجموعة الفنانين العشرة، الذين خاض أعضاؤها غمار رؤيتهم الفنية من خلال لغة تشكيلية جديدة أبهرت المدينة.. هذه الحركة اعتمد فنانوها على القيم التراثية الوطنية والعربية والمشرقية، استنادا إلى موروثهم وعلى انتمائهم لهذه الحضارة الضاربة في عمق التاريخ، وذلك ضمن قالب حضاري وحداثوي. لقد حملت هذه التجربة الفنية علامات مميزة حيث أسست لجيل كامل من رواد الفنون البصرية والتشكيلية”.

يذكر أن مجموعة الفنانين العشرة تأسست عام 1974، وتضم الفنانين محمد غالب، فضل زيادة، عدنان خوجة، فيصل سلطان، عبدالرحيم غالب، محمد الحفار، محمد عزيرة، عبداللطيف بارودي وبسام الديك. وشاركتهما البداية فنانتان هما سلمى معصراني، ونهاد إستانبولي.

وأوضح الدكتور عبيد أن “من أسباب نجاح التجربة التشكيلية للفنانين العشرة هو التزامها بمبادئ فنية رصينة وانفتاحها على التجارب الفنية المعاصرة بعيدًا عن التقليد والرتابة”.

وتابع “شكلت مجموعة الفنانين العشرة التجربة الأساسية والمميزة للحركة التشكيلية في مدينة طرابلس وفي شمال لبنان، وقد اتسع تأثيرها وحضورها على امتداد الدولة اللبنانية وصولا إلى المحيطين العربي والعالمي. ومن هذه المجموعة انطلقت فكرة تأسيس فرع في طرابلس لمعهد الفنون في الجامعة اللبنانية”.

وأشار إلى أنه “يأتي اليوم إنشاء متحف للفنانين العشرة في كلية الفنون الجميلة والعمارة عربون وفاء لمجهود هذه المجموعة في إثراء الحركة التشكيلية اللبنانية، وتقديرًا لمجهودها في إنشاء الفرع الثالث لكلية الفنون الجميلة والعمارة، والعمل على دعمه على مدى عشرات السنين”.

أعمال تعكس تاريخا وقيما وهوية مشتركة من خلال محاكاة رصينة لمختلف التيارات الفنية، وللقيم الثقافية والاجتماعية الموروثة

وأردف أن “المنتدى البصري للفنون والعمارة الذي يقيمه الفرع الثالث يضم افتتاحا لمتحف الفنانين العشرة يترافق مع معرض لأعمالهم، ومعرض لأساتذة الفرع التشكيليين الذين درسوا في الفرع منذ تأسيسه بالإضافة إلى معرض الطلاب وأعمال مركز الترميم والحفاظ على الأوابد ومحاضرة ألقاها المعماري العالمي البريطاني نيل ليتش الباحث المتخصص في الذكاء الاصطناعي”.

من جانبه، وصف العميد زين الدين المعرض بـ“منارات إبداعية تضيء عاصمة الشمال”. وقال “روافد متعددة المنابع الفنية والجمالية والفكرية والإبداعية، تجمعت في مسار واحد واتجهت كما نهر العاصي نحو الشمال، والفن بطبيعته عاص مشاكس متمرد، والفنان مقاوم للجمود والتصحر الفكري بالفطرة، يشق الطريق بإبداعاته في مساحات الفكر العذراء، ليعيد تركيبها وضخ الحياة فيها ويرتقي بالجماعة والأفراد والبنى الفكرية والجمالية إلى مستوى آخر أکثر حضارة وأكثر جمالا”.

وأضاف “هي قصة الفنانين العشرة الذين احتضنت إبداعاتهم التشكيلية كلية الفنون الجميلة والعمارة في الفرع الثالث في طرابلس الشمال، مجموعة من المبدعين نهلوا من مشارب الفن التشكيلي العالمي، تأثروا بمدارس ومناهج متنوعة، واكبوا النهضة الفنية الطليعية في لبنان والعالم وأثروا فيها وأغنوها بلوحاتهم ومعارضهم المحلية وبمشاركاتهم العالمية عاشوا الصخب التشكيلي والثورات الفكرية والطليعية، سافروا ودرسوا وعادوا ودرسوا في بيتهم ومعدهم الذي احتضنوه بعنايتهم واحتضنهم بين جدرانه لسنوات طويلة، تخرج على أيديهم مئات الفنانين التشكيليين في لبنان، صالوا وجالوا في مدن لبنان والعالم وعادوا محملين بكنوز الفن والجمال والخبرة والعلم ليرتاحوا في مسقط رأس إبداعهم في مدينتهم العطشى للفن الزاخرة بالأماكن التاريخية والتراثية والملهمة لإبداعات الكثيرين منهم، طرابلس منارة الشمال”.

من جانبه، رأى رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران أنه “لولا الفنانين العشرة لما كانت الكلية قد أبصرت النور”، لافتا إلى أن “مضامين إنتاجهم أغنت مشاعرنا ومنحتنا رؤية جمالية خاصة للحياة”.

وتابع “إن التجول بين الأعمال الفنية يتيح التفاعل مع التراثين المحلي واللبناني، لأنها تعكس تاريخنا وقيمنا وهويتنا المشتركة من خلال محاكاة رصينة لمختلف التيارات الفنية، ولقيمنا الموروثة الثقافية والاجتماعية”.

13