تشاد تستعد للانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة

الحكومة التشادية تقدم استقالتها تمهيدا للانتقال الى حكم دستوري هو الأول في غرب افريقيا بعد موجة انقلابات.
الأربعاء 2024/05/22
هل ينجح محمد ادريس ديبي في احتواء التوترات الداخلية؟

انجمينا - تستعد تشاد مع تقديم رئيس الوزراء سيكسيه ماسرا استقالته واستقالة حكومته لمرحلة سياسية جديدة وإفساح المجال أمام تعيين فريق وزاري جديد بعد خسارته أمام الرئيس محمد إدريس ديبي في الانتخابات التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر.

وأصبحت تشاد التي تعتبر آخر دولة في منطقة الساحل لديها وجود عسكري فرنسي كبير،  الأولى التي تعود إلى الحكم الدستوري عبر صناديق الاقتراع من بين عدة دول في غرب ووسط افريقيا التي تحكمها مجالس عسكرية بعد انقلابات.

وكانت هيئة الانتخابات الحكومية قد أعلنت عن فوز الرئيس المؤقت محمد إدريس ديبيو الذي تولى السلطة في عام2021، بعد حصوله على 61 في المئة من الأصوات متجاوزا منافسه، مرشح المعارضة الرئيسي سوكسيه ماسرا الذي تحصّل على 18.53 في المئة.

وقال كاميرون هدسون،عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقره واشنطن العاصمة، في منشور على تطبيق إكس، إن تشكيك ماسرا في نتائج الانتخابات، يجعل من الصعب أن يتم تعيينه رئيسا للوزراء تحت قيادة ديبي.

واتهم مرشح المعارضة هيئة الانتخابات بالتزوير، معلنا قبل مراسم الكشف عن النتائج مباشرة فوزه،معتمدا على نتائج تعداد للأصوات اجراه نشطاء حزبه في أنحاء تشاد.

وصرح عمر كديلاي المدعي العام في نجامينا لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه تم وضع 76 ناشطا رهن الاعتقال في سجن كليسومو يحاكمون بتهمة التزوير واستخدام وثائق مزورة والتواطؤ.

وأدان حزب المعارضة الاعتقالات التي وصفها بالتعسفية كما استنكر التهديدات وأعمال العنف الخطيرة التي استهدفت أنصاره ومنعهم من الوصول الى مراكز الاقتراع لمراقبة عملية فرز الأصوات والانتهاكات بما في ذلك اطلاق الرصاص الحي للاستيلاء على بطاقات الاقتراع و المحاضر، كما طالب ماسرا بإلغاء الانتخابات إلا أن المجلس الدستوري رفض الاستجابة لطلبه.

ويرى مراقبون أن الانتخابات التي أجريت في 6 مايو 2024 ستكون نقطة تحول حاسمة على طريق العودة إلى النظام الدستوري، فقد تولى الرئيس محمد ادريس ديبي الذي عيّن رئيسا انتقاليا من طرف مجلس مشكل من 15 جنرالا عام 2021 خلفا لوالده ادريس ديبي اتنو الذي قتل خلال اشرافه على معركة مع متمردين بعد أن حكم البلاد بقبضة من حديد.

وتعتبر انتخابات مايو2024 الأولى في تاريخ تشاد حيث تنافس فيها الرئيس ورئيس وزرائه الى جانب 8 مترشحين آخرين من بينهم امرأة.

ويرى محللون أن الانتخابات الحالية ستكون خطوة نحو الانتقال السلمي في دول تحكمها الانقلابات العسكرية والحروب الاهلية وبالتالي فإن تحقيق الاستقرار في منطقة الساحل أمر بالغ الأهمية.