أبوظبي الأول يعتزم شراء حصة مسيطرة في يابي كريدي التركي
إسطنبول- يدرس أبوظبي الأول، أكبر بنك في دولة الإمارات عمليات استحواذ محتملة في تركيا، بما في ذلك يابي كريدي بنك، كجزء من بحث المصرف الإماراتي عن فرص النمو في الخارج.
وكشفت مصادر مطلعة لرويترز الثلاثاء إن البنك الإماراتي يجري محادثات وصلت لمرحلة متقدمة للاستحواذ على حصة المجموعة التجارية والصناعية كوتش التركية البالغة 61.2 في المئة في بنك يابي كريدي، ومقره إسطنبول، وذلك مقابل نحو 8 مليارات دولار.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها نظرا لسرية المحادثات، إن “العمل جار لوضع اللمسات النهائية للصفقة المحتملة لرابع أكبر بنك خاص في تركيا بعد أشهر من المفاوضات”.
وارتفعت أسهم يابي كريدي بما يصل إلى 6.7 في المئة في بورصة إسطنبول بعد نشر هذه الأنباء، في حين ارتفع سهم كوتش القابضة 3.7 في المئة. واستقرت أسهم بنك أبوظبي الأول.
وقال أحد المصادر إن “كوتش طلبت نحو 8.5 مليار دولار مقابل أسهمها في يابي كريدي، لكن بنك أبوظبي الأول قدم عرضا نحو 7.5 مليار دولار”.
7.5
مليار دولار عرض البنك الإماراتي للاستحواذ على 61.2 في المئة من البنك التركي
ومع عدد سكان يزيد عن 85 مليون نسمة، يرى المقرضون الخليجيون أن تركيا سوق واعدة للتوسع نظرا لقربها الجغرافي وإلمامهم بالنظام المصرفي المحلي فيها.
ولكن أي صفقة من الممكن أن تواجه في تركيا صعوبات بسبب بيئة الاقتصاد الكلي غير المؤكدة في البلاد، حيث تحول بنكها المركزي خلال الأشهر الأخيرة نحو تشديد السياسة النقدية، ووضع قيودا على الاستهلاك الذي يمثل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي.
ويعد أبوظبي الأول أحدث بنك إماراتي يعرب عن اهتمامه بالأصول التركية بعد أن قام الرئيس رجب طيب أردوغان بجولة في منطقة الخليج والشرق الأوسط في يوليو الماضي، لدعم الاستثمارات في اقتصاد تركيا البالغ حجمه 1.1 تريليون دولار.
واستحوذ بنك دبي الإسلامي، أكبر بنك متوافق مع الشريعة الإسلامية في البلد الخليجي من حيث الأصول، في سبتمبر الماضي، على حصة قدرها 20 في المئة في مجموعة تي.أو.أم التركية.
وتمتلك كوتش للخدمات المالية حصة 40.95 في المئة في يابي كريدي، بينما تمتلك كوتش القابضة 20.22 في المئة.
وبتقييم قدره 40 مليار دولار، تبلغ قيمة بنك أبوظبي الأول أكثر من خمسة أضعاف قيمة يابي في كريدي بنك البالغة حوالي تسعة مليارات دولار، ارتفاعا من نحو 7.5 مليار دولار في أوائل الشهر الماضي.
وقال مصدر ثان لرويترز إن قيمة الصفقة المتوقعة “ستقدر قيمة البنك بأكمله بما يتراوح بين 13 و14 مليار دولار”.
وسيشكل أي اتفاق أحدث استثمار خليجي في تركيا، التي عمل رئيسها أردوغان خلال السنوات القليلة الماضية على إصلاح العلاقات مع الإمارات والسعودية وجذب تمويلهما لدعم اقتصاد تركيا المتعثر واحتياطاتها المستنزفة.
وفي العام الماضي، وقعت الإمارات وتركيا اتفاقية تجارة حرة، ثم قالتا إنهما اتفقتا على سلسلة من الصفقات بقيمة تزيد عن 50 مليار دولار بعد زيارة أردوغان للمنطقة الصيف الماضي.
40.95
في المئة حصة كوتش للخدمات المالية في يابي كريدي، بينما تمتلك كوتش القابضة 20.22 في المئة
ولم يتضح ما إذا كان أبوظبي الأول وكوتش سيتوصلان في نهاية المطاف إلى اتفاق نهائي، وهو ما قد يعتمد على أسباب منها النتائج المالية لشركة يابي كريدي في الربع الثاني من عام 2024، والتي من المقرر الإعلان عنها الشهر المقبل.
ونما صافي أرباح البنك الإماراتي العام الماضي، بمقدار 56 في المئة على أساس سنوي بعد استثناء مكاسب بيع حصص في الشركات التابعة ليبلغ 4.47 مليار دولار.
وذكر البنك في بيان إعلان نتائج أعماله في فبراير الماضي إن الإيرادات بلغت 7.57 مليار دولار في 2023، بفضل نمو أعمال القطاعات الرئيسية للمجموعة كافة، وارتفع مجموع الأصول 5 في المئة، مقارنة مع العام الماضي إلى 318 مليار دولار.
وقال الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة بنك حينها إنه “تعزيزا لمكانة بنك أبوظبي الأول في الإمارات وفي القطاع المصرفي في المنطقة، فإننا نعمل وفق استراتيجية واضحة تهدف إلى إضفاء قيمة متميزة للمساهمين”.
وأوضح أن ذلك يأتي “تزامنا مع دعمنا (أبوظبي الأول) لدولة الإمارات في ترسيخ مكانتها كمركز مالي ومحور للابتكار والتكنولوجيا الحديثة، ووجهة تجارية مزدهرة”.
وقام البنك الإماراتي بعدة محاولات للاستحواذ على مصرف خارج المنطقة بحثا عن النمو. وفي العام الماضي، كان يدرس عرضا بقيمة 35 مليار دولار لشراء بنك ستاندرد تشارترد البريطاني وحاول شراء أكبر بنك استثماري في مصر في 2022.
