مخاطر قرصنة السيارات تتحدى مزايا البرمجيات الحديثة

تتعرض السيارات الحديثة بشكل متزايد إلى القرصنة التي تستهدف برمجة التطبيقات رغم قيام مصنعي المعدات الأصلية بتطبيق تدابير الأمن السيبراني المتقدمة بشكل جوهري، الأمر الذي يستدعي التفكير في اعتماد أساليب حماية تنسجم والتطور التقني المتسارع.
لندن- يفرض تحول المركبات الحديثة إلى استخدام التكنولوجيا بشكل كبير يطال كل جزء من أجزاء السيارة على الباحثين والمطورين بناء جدار عازل أمام الاختراقات الأمنية التي ما فتئت تتزايد.
وتعطي صناعة السيارات الأولوية لتنفيذ ممارسات دورة حياة تطوير البرمجيات المحمية لتعزيز أمان أنظمة البرمجيات الخاصة بها، وهي تشمل دمج الإجراءات الأمنية في كل مرحلة من مراحل عملية التطوير، بما في ذلك التصميم والنشر.
ومع التطورات التقنية وبرمجيات السيارات الجديدة تستخدم الشركات الآن المفاتيح اللاسلكية ومفاتيح التشغيل التي تعمل بالضغط بدلا من المفاتيح المعدنية التقليدية.
ومن خلال جهاز يدعى “فوب” يتم إرسال إشارة قصيرة المدى، لذلك عندما يقترب السائق من السيارة، فإنه يفتح الباب تلقائيا، وهذا يوفر عليه متاعب البحث عن المفاتيح عندما تكون يداه مشغولتين بأشياء أخرى.
لكن هذه التكنولوجيا تسهّل الأمور على قراصنة السيارات، الذين يعتمدون على ما يسمى بـ”هجمات التتابع”، حيث ستستمر وحدة التحكم اللاسلكية في إصدار إشارة حتى لو لا يتم استعمالها.
وباستخدام معدات محمولة يمكنها التقاط الإشارة الخافتة من وحدة التحكم داخل المنزل أو موقف السيارات، يقومون بنقلها مرة أخرى إلى جهاز إرسال يمكنه استنساخ الإشارة.
ويحث الخبراء والمختصون شركات صناعة السيارات على الحد من نقاط الضعف الأمنية وتحذير أصحابها من المخاطر والمساعدة على تقليل احتمالات اختفاء السيارة على دقائق معدودة.
ونسبت وكالة أسوشيتد برس إلى ستيف لانشبيري، المهندس الرئيسي لأمن السيارات في ثاتشام البريطانية للأبحاث، وهي شركة أمنية تهتم بمخاطر السيارات، قوله إنه “من السهل نسبيا على السائقين حماية أنفسهم”.
وهناك طريقة بسيطة، ولكنها فعالة لمنع سرقة إشارة المفتاح الخاص بالسيارة، وهي استخدام حقيبة فاراداي، وهي مبطنة بشبكة معدنية تمنع نقل الإشارات الكهرومغناطيسية.
كما أن الأكياس ليست باهظة الثمن، ولذا يمكن لصاحب السيارة أيضا الحصول على صناديق تفعل نفس الشيء. لكن الخبراء ينصحون باختبارها للتأكد من فعاليتها، من خلال وضع المفتاح بالداخل والاقتراب من السيارة، وإذا لم يتم فتح الأبواب تلقائيا فسيتم حظر الإشارة.
ومن المهم أيضا أن يتذكر السائق استخدامها عند مغادرة المركبة، وعدم نسيان وضع كافة المفاتيح بالداخل، بما في ذلك أيّ قطع غيار.
وينصح الخبراء بتجاهل بعض النصائح المنتشرة عبر المنصات في الإنترنت، والتي تطلب وضع الجهاز في الميكروويف أو الفريزر لأنه ليس لها نفس تأثير حقيبة فاراداي، كون صاحب السيارة يخاطر بإتلاف المفتاح.
وقد يساعد حل المدرسة القديمة باستخدام القفل المادي على تفادي المشاكل، حيث تبدو المفاتيح التقليدية أقل إغراء للسرقة، والسبب هو أن اللص المحتمل قد يتم ردعه من خلال الجهد المطلوب لاختراق القفل وتحويل انتباهه بدلا من ذلك إلى هدف أسهل.
ومن بين الحلول الأخرى يتم تثبيت الأقفال، على شكل قرص أو قضيب طويل، على عجلة القيادة وتجعل من الصعب توجيهها.
وهناك أيضا إصدارات لناقل الحركة اليدوي الذي يمنع تشغيل السيارة، لكن الجانب السلبي هو أن السائق سيحتاج إلى وقت إضافي لإرفاقه أو إزالته عندما لا يقود السيارة.
وفي العديد من السيارات، من الممكن إلغاء تنشيط الإعداد اللاسلكي بحيث لا يتمكن أحد من فتح الباب عن بعد سوى مالكها. وبالنسبة إلى سيارات فورد وهوندا وأودي، يتم استخدم قوائم شاشة اللمس.
وإذا كانت السيارة من نوع تويوتا، فيمكن تعطيل الإشارة مؤقتًا عن طريق الضغط باستمرار على زر قفل فوب وفي نفس الوقت الضغط على زر فتح القفل مرتين.
وفي حال قام صاحب المركبة بالأمر بشكل صحيح، فمن المفترض أن يومض ضوء مؤشر فوب أربع مرات، لكن في المرة التالية، التي تضغط فيها على أي زر، سيتم إعادة تنشيط فتح القفل عن بعد.
وستختلف الطريقة وفقا للطراز، لذا من المفيد مراجعة دليل المالك الخاص لمعرفة العملية الدقيقة. وإذا كان الأمر يبدو معقدا، فهناك مقاطع فيديو على اليوتيوب تقدم إرشادات حول ذلك.
وعلاوة على ذلك، فمن الضروري عدم تجاهل أو نسيان أنه في معظم الحالات سيتعين على صاحب المركبة الضغط يدويا على زر إلغاء القفل الخاص بسلسلة المفاتيح.
وبدأت شركات صناعة السيارات في إضافة أجهزة استشعار الحركة إلى سلاسل المفاتيح. إذا لم يكتشف المستشعر الحركة الأخيرة لأنه، مثلا، تم تركها على طاولة المطبخ بعد العودة إلى المنزل، فإن الجهاز يدخل في وضع السكون ويتوقف عن الإرسال.
وفي حال كان المستخدم يفتقر إلى هذه الإمكانية، فعليه التحقق مع الوكيل الخاص لمعرفة ما إذا كان من الممكن ترقيته.
◄ صناعة السيارات تعطي الأولوية لتنفيذ ممارسات دورة حياة تطوير البرمجيات المحمية لتعزيز أمان أنظمة البرمجيات الخاصة بها
ولا يتخلف الأمر بالنسبة إلى السيارات المستعملة، حيث يؤكد بعض الخبراء أن إعادة برمجة المفاتيح أمر مهم وأحيانا لا بد منه، فقط في حالة احتفاظ المالك السابق بإحدى المفاتيح.
واكتشف الباحثون تقنية جديدة للسرقة لا تستهدف إشارات الراديو. وقال لانشبيري إن شبكة منطقة التحكم، أو نظام سي.أي.أن، هي “سمة من سمات السيارات الحديثة التي تتيح للمكونات والأنظمة المختلفة بالتواصل، وتم استهدافها واستغلالها من اللصوص مؤخرا”.
وتسمح الشبكة لأجهزة الاستشعار ووحدات التحكم بالتحدث مع بعضها البعض مباشرة، بدلا من المرور عبر عقدة مركزية.
ويستفيد اللصوص من ذلك من خلال الوصول إلى الشبكة من الجزء الخارجي للسيارة، وعادة ما يكون ذلك عن طريق إزالة المصباح الأمامي وتوصيل جهاز يمكنه “ضخ” إشارة، وخداع السيارة لفتح القفل وتشغيله.
وبينما تعمل شركات صناعة السيارات على تحسين أمان ميزة سي.أي.أن ، يرى لانشبيري أن “هناك خطوات يمكن للسائقين اتخاذها اليوم لإضافة طبقات من الأمان وردع المجرمين”، مثل استخدام القفل المادي.
وقال إن أنظمة منع الحركة الإلكترونية ما بعد البيع “يجب أن تجعل أداة السرقة، التي يستخدمها المجرم عديمة الفائدة”، وقد تحصل على خصم على التأمين على السيارات.
وتقدم ثاتشام وغيرها من الشركات هذه المنتجات، ولكن الجانب السلبي هو أنها يمكن أن تكون باهظة الثمن.