عدم وضوح الرؤية الإسرائيلية لما بعد حرب غزة يخدم حماس

فشل نتنياهو في التخطيط لما بعد الحرب ساهم في ظهور بعض الانقسامات الحقيقية في مجلس الحرب الإسرائيلي.
الاثنين 2024/05/20
الصبر على نتنياهو بدأ يتضاءل في إسرائيل

القدس- ظهرت انقسامات جديدة بين المسؤولين في إسرائيل بشأن حكم قطاع غزة بعد الحرب، وهو ما يخدم وفق محللين، حركة حماس.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من سبعة أشهر هجوما على قطاع غزة، لكن إلى حد الآن لا يبرز أي أفق لقرب نهايته، ولا يرتبط الأمر فقط بالعملية العسكرية بل وأيضا بدوافع سياسية.

وبعد أن أعاد مقاتلو حماس تجميع صفوفهم في شمال غزة، حيث قالت إسرائيل في وقت سابق إنه تم تحييدهم، ظهرت انقسامات واسعة في حكومة الحرب الإسرائيلية في الأيام الأخيرة.

ميراف زونسين: بدون بديل لملء الفراغ فإن حماس ستواصل النمو
ميراف زونسين: بدون بديل لملء الفراغ فإن حماس ستواصل النمو

وتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجوم شخصي السبت من الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس الذي هدّد بالاستقالة ما لم يصادق رئيس الوزراء على خطة لفترة ما بعد الحرب في القطاع.

وكان وزير الدفاع يوآف غالانت قد وجّه انتقادات لنتنياهو لعدم استبعاده تشكيل حكومة إسرائيلية في غزة بعد الحرب.

وأدى رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الصريح للقيادة الفلسطينية بعد الحرب في غزة إلى خلاف واسع النطاق بين كبار المسؤولين وأفضى إلى توتر في العلاقات مع الولايات المتحدة.

ويقول خبراء إن عدم الوضوح لا يخدم إلا مصلحة حماس، التي أصر زعيمها إسماعيل هنيّة على أنه لا يمكن إنشاء سلطة جديدة في المنطقة دون مشاركتها.

وقالت ميراف زونسين، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية “بدون بديل لملء الفراغ فإن حماس ستواصل النمو.” ويتفق المحاضر في جامعة تل أبيب إيمانويل نافون مع ذلك.

وأضاف “لو تركت حماس في غزة، فبالطبع سوف يظهرون هنا وهناك وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى مطاردتهم” موضحا “إما أن تنشئوا حكومة عسكرية إسرائيلية أو حكومة يقودها العرب”.

وقال غانتس في خطاب متلفز السبت “يجب على حكومة الحرب بحلول الثامن من يونيو الموافقة على خطة عمل تؤدي إلى تحقيق ستة أهداف استراتيجية ذات أهمية وطنية… (أو) سنضطر إلى الاستقالة من الحكومة.”

وأوضح أن الأهداف الستة تشمل الإطاحة بحماس، وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني، وإعادة الرهائن الإسرائيليين.

بنيامين نتنياهو: مطالب غانتس تعني نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل
بنيامين نتنياهو: مطالب غانتس تعني نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل

وأضاف “إلى جانب الحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية، إقامة إدارة أميركية أوروبية عربية وفلسطينية تدير الشؤون المدنية في قطاع غزة”.

وسارع نتنياهو للرد على غانتس معتبرا أن مطالبه “معناها واضح: نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلي عن معظم الرهائن، وترك حماس سليمة وإقامة دولة فلسطينية”.

وقال غالانت الأربعاء خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب “أدعو رئيس الوزراء إلى إعلان أن إسرائيل لن تفرض سيطرة مدنية على قطاع غزة”.

وتعرض نتنياهو لهجوم مماثل بشأن تخطيطه للحرب من رئيس الأركان هرتسي هاليفي بالإضافة إلى كبار المسؤولين في جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت).

ويرزح نتنياهو تحت ضغوط من واشنطن لوضع حد سريع للصراع وتجنب التورط في حملة طويلة.

وأصر نتنياهو الخميس على رفض أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة ما بعد الحرب، قائلا إنها “تدعم الإرهاب وتعلّمه وتموله”.

وبدلا من ذلك، تشبث نتنياهو بهدفه الثابت المتمثل في “القضاء” على حماس، مؤكدا أنه “ليس هناك بديل للنصر العسكري”.

ويقول خبراء إن الثقة في رئيس الوزراء الإسرائيلي تتضاءل.

ورأى كولين بي كلاك، مدير السياسة والأبحاث في مركز “صوفان غروب” للأبحاث أنه “مع انتقاد غالانت لفشل نتنياهو في التخطيط لما بعد الحرب فيما يتعلق بحكم غزة، بدأت بعض الانقسامات الحقيقية في الظهور في مجلس الحرب الإسرائيلي”.

وكتب على موقع إكس “لست متأكدا من أنني أعرف الكثير من الأشخاص، بما في ذلك أشد مؤيدي إسرائيل حماسا، الذين يثقون في بيبي” في إشارة إلى نتنياهو.

Thumbnail

وبدأت الحرب في قطاع غزة في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على المستوطنات في غلاف غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1170 شخصا على الأقل.

وتوعّدت الدولة العبرية بـ”القضاء” على الحركة، وأدت عمليات القصف والهجمات البرية التي تنفذها في القطاع إلى مقتل حتى الآن 35386 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، إلى جانب أسر العشرات من الأشخاص.

ويقول خبراء إن الآمال تضاءلت الآن في عودة الرهائن، وربما بدأ الصبر على نتنياهو يتضاءل في إسرائيل.

وبعد دخول القوات الإسرائيلية مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، حيث كان يعيش أكثر من مليون نازح من غزة، توقفت المحادثات التي تتوسط فيها مصر والولايات المتحدة وقطر لإطلاق سراح الرهائن.

وقالت زونسزين من مجموعة الأزمات الدولية “صفقة الرهائن وصلت إلى طريق مسدود تمامًا – لم يعد بالإمكان الإيحاء بحصول تقدم.”

 

اقرأ أيضا:

      • الشرق الأوسط قنبلة موقوتة

      • العلاقات بين مصر وإسرائيل متماسكة رغم الخلافات في غزة

2