نقابة الصحافيين المغاربة تحتج على تهميشها في مراجعة مدونة الصحافة

النقابة تستنكر تهميش دورها أمام اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر معتبرة أنها تجاوزات بحقها.
السبت 2024/05/18
فاعل أساسي

الرباط - أعلنت النقابة الوطنية للإعلام والصحافة في المغرب عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الوطني للصحافة الخميس القادم، تعقبها وقفة احتجاجية مماثلة في نفس اليوم، أمام مقر وزارة الشباب والثقافة والاتصال، مع احتدام النقاش والجدال حول مراجعة مدونة الصحافة والنشر التي تعتزم الحكومة إجراءها، بينما تستنكر النقابة تهميش دورها أمام اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر، معتبرة أنها تجاوزات بحقها.

وربط الكاتب الوطني للنقابة عبدالواحد الحطابي اللجوء إلى هذا التصعيد بـ"تفرد اللجنة المؤقتة والوزارة الوصية، بإعداد مشاريع القوانين المنظمة للقطاع وحصر الاستشارة، وليس الحوار مع جهات تعتبرها الوزارة معنية وحدها دون غيرها بمراجعة القوانين"، معتبرا أن هذا "ضرب خطير لقيم ومبادئ الديمقراطية التشاركية".

وكانت النقابة قد قررت في الثالث من أبريل الماضي فتح باب التشاور حول مراجعة مدونة الصحافة والنشر، مع الإعلان عن تلقي اقتراحات وآراء الصحافيين حول المسائل المتعلقة بورش المراجعة الشاملة للمنظومة القانونية لقطاع الصحافة والنشر في المغرب، لكنها أقصت مدراء المقاولات الصحفية الصغرى منها والناشئة من هذه الدعوة بشكل أثار انتقاد البعض في الوسط الصحفي.

لكن الحطابي قال إن من أسباب هذا الاحتجاج "التجاوزات الخطيرة للجنة المؤقتة في ما يتعلق بتنظيم الوصول إلى ممارسة مهنة الصحافة وإقصائها في سلوك مارق للمراسلين والمتعاونين والمصورين الصحافيين المعتمدين الذين يعتبرون عماد المقاولة (المؤسسة) الإعلامية سواء المتوسطة أو الصغرى أو التقليدية"، مسجلا أن "هذا الإجراء هو أمر خطير لما يمثل من تضييق ممنهج على حرية الإعلام والإعلاميين".

وطالب بـ"ضرورة تحسين مجال حرية الصحافة"، متابعا أن "المشهد الإعلامي ببلادنا لا يمكن أن يستقيم في ظل استمرار اعتقال وحبس عدد من الزملاء الصحافيين والمدونين وتعثر رفع كل أشكال التضييق على الممارسة الصحفية".

عبدالواحد الحطابي: لا يمكن للصحافي أن يعيش أزمة على كافة المستويات
عبدالواحد الحطابي: لا يمكن للصحافي أن يعيش أزمة على كافة المستويات

وفي استعراضه لدوافع دعوة النقابة إلى هذه الوقفة الاحتجاجية، لفت المسؤول النقابي إلى "أهمية حماية الصحافي اجتماعيا"، مسجلا أنه "لا يمكن للصحافي أن يكون صحافيا متسولا ولا يمكن أن يعيش أزمة على كافة المستويات ولا يمكن أن يكون صحافيا حقيقيا في ظل وضع اجتماعي مأساوي وكارثي أمام الارتفاع الصاروخي للأسعار وأمام الزيادات المتتالية في أثمنتها وغلاء المعيشة". وشدد على أنه "لا بد من تحصين الصحافي اجتماعيا حتى يتمكن من أداء مهامه ودوره بكل مسؤولية وبكل أمانة بعيدا عن كل ما من شأنه أن يمس بكرامته، وكذلك لتجويد إنتاجه من خلال إعمال مبدأ التكوين والتكوين المستمر".

ودعا النقابي الوزارة الوصية على قطاع الصحافة والنشر إلى فتح نقاش “حقيقي وجاد ومنتج” بينها وبين ناشري الصحف والإعلام الإلكتروني لاسيما المقاولة الصغرى من أجل إعداد برنامج لإنقاذها من كل “أشكال ومظاهر العجز والإفلاس”، مؤكدا “احتفاظ نقابتنا برفع سقف هذه الاحتجاجات في حال استمرار الحكومة والوزارة الوصية نهج سياسة الإخفاء والتهميش واللا مبالاة في مخطط مراجعتها للقوانين المنظمة للصحافة والنشر وصياغة نصوص قانونية منظمة للقطاع على المقاس".

واحتجت النقابة على عدم تمكينها كـ”فاعل أساسي في المشهد الإعلامي من مشاريع القوانين المؤطرة للقطاع وكل ما يهم الوصول إلى ممارسة الصحافة، والتنظيم الذاتي للمهنة”، معتبرة أن "عدم ربط الاتصال بجهازها الوطني انتهاك صارخ للقوانين والأعراف، وتجاوز فاضح لمفهوم دولة القانون والمؤسسات".

وحمّلت الهيئة النقابية الحكومة "مسؤولية الانتهاكات والخروقات الجسيمة للجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر"، محذرة من عواقب “تماديها في الترامي على حق الصحافيين المهنيين ومدراء النشر والمصورين الصحافيين والمراسلين الصحافيين المعتمدين والتقنيين الذين تتوفر فيهم شروط الخبرة لمدة سنتين من بطاقة الصحافة المهنية وتجديدها دون شروط إضافية”.

ولم تبد النقابة نية التراجع عن “الخطوات التصعيدية” في حال “استمرار نهج سياسة الإقصاء والتهميش واللا مبالاة، وضرب الحقوق والحريات، وإنتاج قوانين تعيد إنتاج ذات المعوقات المكرسة والمتعارضة وفلسفة إصلاح القطاع وإعادة تأهيله”. وبالتوازي مع التحرك الاجتجاجي اجتمع رئيس النقابة عبدالكبير أخشيشن مع أعضاء الجمعية المغربية للصحافيين الشباب، وتم التداول في مجموعة من النقاط التي تهم الشأن الصحفي والصحافيين الشباب بصفة عامة.

في بداية اللقاء عرض أيوب أجوادي رئيس الجمعية المغربية للصحافيين الشباب، أسباب تأسيس الجمعية وأهدافها، التي لخصها في رغبة تطوير وتنظيم المجال الصحفي خاصة على مستوى مدينة الدار البيضاء، التي تعتبر حاضنة لأكبر عدد من الصحافيين الشباب. وركز رئيس الجمعية على كون جميع الأعضاء والمنخرطين، هم شباب ينتسبون للمهنة تكوينا وخبرة، جمعهم طموح ورغبة النهوض بالقطاع، ما نتج عنه مولود جديد وهو الجمعية المغربية للصحافيين الشباب.

من جهته رحب أخشيشن بهذا التنظيم، وشجع أعضاء الجمعية على العمل وتشكيل قوة اقتراحية تعمل تحت لواء النقابة الوطنية للصحافة المغربية، مشددا على أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية تعطي في هياكلها أهمية للشباب والنساء كروافع هامة، وتشجع على حضورهما النوعي.

ووعد أخشيشن بأن تسهر النقابة على هذه الدينامية بمختلف فروعها بما يسمح للشباب بترجمة اقتراحاتهم وتصوراتهم إلى عمل ميداني يساهم فيه الجميع وبإشراك الصحافيين الشباب في هذه الدينامية. كما رحب بكل المقترحات التي تتقدم بها الجمعية المغربية للصحافيين الشباب، وأكد على مد يد النقابة للجمعية والعمل على تسهيل كل ما يتعلق بتنظيم دورات تكوينية أو التأطير أو ندوات لفائدة الصحافيين الشباب.

5