نيجيريا تستعين بالمغرب لتدريب قواتها وصيانة طائراتها العسكرية

الرباط/أبوجا – أصبح المغربية، بفضل قدراته المتميزة وتجربته المتنوعة في مختلف المجالات، لاسيما في المجال العسكري الجوي، وجهة مرموقة تستهدفه عدة دول تسعى للاستفادة من خبرته ومساعدته، حيث تعتبر المملكة منصة رائدة على المستوى الأفريقي في هذا السياق.
وفي هذا الإطار أعلن قائد أركان القوات الجوية النيجيرية حسن بالا أبوبكر إثر محادثات مع الملحق العسكري لسفارة المملكة في أبوجا العقيد محمد أبوالنصر عن رغبة في الاستعانة بالمغرب لتدريب طياريها وتقديم خدمات الصيانة لطائراتها العسكرية داخل البلاد.
وأكد المسؤول العسكري النيجيري عبر حسابه على منصة إكس أن هذا الطلب يأتي في إطار تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، حيث تهدف نيجيريا إلى تعزيز قدرات طياريها وصيانة طائراتها العسكرية، خاصة مع استحداثها لعدد من الطائرات بدون طيار في الآونة الأخيرة.
ومن جانبها، قالت الصفحة الخاصة بالقوات المسلحة الملكية المغربية، في بيان، إن "الملحق العسكري للمملكة في ضيافة قائد القوات الجوية النيجيرية، لمناقشة سبل تعزيز التعاون العسكري ونقل خبرة القوات الملكية الجوية في صيانة الطائرات وكذا تكوين الطواقم الجوية النيجيرية".
وكانت القوات الجوية النيجيرية قد تسلمت مؤخرا ثلاث مقاتلات من طراز "جي إف 17" من باكستان، والتي تصنف من الطائرات الحربية الخفيفة والمتطورة، كما تعاقدت على عدد من الطائرات بدون طيار، التي بات المغرب رائدا في تصنيعها قاريا.
ومن المتوقع أن تبدأ وحدة صناعية لصيانة الطائرات العسكرية في منطقة بنسليمان بالدار البيضاء العمل في نهاية هذا العام، وهي مخصصة لصيانة وتحديث أنظمة الطائرات والمروحيات العسكرية، خاصة طائرات إف 16 وسي 130 الأميركيتين، ويعتبر هذا أول مشروع من هذا النوع بعد موافقة المغرب على قانون يهدف لتعزيز الصناعة المحلية في هذا المجال. وفق موقع "الدفاع العربي" المتخصص في الشؤون العسكرية.
وأشار الموقع إلى أن هذا الطلب يندرج ضمن إطار مشروع خط الغاز الضخم بين نيجيريا والمغرب، الذي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي عبر القارة الأفريقية إلى أوروبا، مُبينا أن هذا المشروع يتطلب جهدا عسكريًا لتأمينه، وهنا يأتي دور المغرب في تقديم الخبرات والتعاون في مجال تدريب وصيانة الطائرات والتحكم في الطائرات بدون طيار التي أصبح المغرب ينتجها محلياً.
وبالنظر إلى التفاصيل، من المتوقع أن يمتد الخط لأكثر من 5600 كيلومتر، يمر عبر 11 دولة أفريقية، بتكلفة أولية تقدر بحوالي 25 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينقل الخط حوالي 3 مليارات متر مكعب من الغاز يومياً. هذا المشروع يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الإقليمي وتنويع مصادر الطاقة لأوروبا، خاصة في ظل البحث عن بدائل للغاز الروسي.
ووفق وسائل إعلام مغربية، فإن هذا الطلب يأتي في سياق أوسع للتعاون العسكري بين البلدين، حيث تشهد العلاقات الثنائية تطورات إيجابية على مستوى مختلف القطاعات، بما في ذلك مجال الأمن والدفاع.
ويعتبر المغرب رائدًا في مجال تطوير وتصنيع الطائرات بدون طيار على المستوى القاري، مما يجعله شريكا مثاليا لنيجيريا في تدريب طياريها وصيانة طائراتها العسكرية.
ويعود التعاون بين القوات الجوية النيجيرية والقوات المسلحة الملكية إلى عام 2017. وكان القائد السابق للقوات الجوية النيجيرية، المارشال صادق أبوبكر، قد أعلن في أكتوبر 2017 أن جنودا نيجيريين خضعوا للتدريب في المغرب.
ويعد طيارو القوات المسلحة الملكية المغربية نموذجا حيا للكفاءة والتفاني في عالم الطيران العسكري، مما يجعلهم يتميزون بشكل لافت عن نظرائهم في القارة، ويرجع ذلك بالأساس إلى عدة عوامل رئيسية تجعلهم رمزًا للتدريب الجيد والاحترافية المتقدمة.
ويعزز التدريب المكثف والمتقدم، الذي يتلقاه ربابنة القوات الملكية الجوية قدرتهم على التعامل مع تحديات متنوعة في الجو، سواء كانت جوية أو مناخية، مما يجعلهم مستعدين للتحليق في ظروف صعبة ومعقدة، الشيء الذي يضمن تنفيذ المهام بكفاءة عالية ودقة متناهية.
كما يستفيد طيارو القوات المسلحة الملكية المغربية من تقنيات حديثة في مجال الطيران، مثل أنظمة الملاحة الذكية والأجهزة الإلكترونية المتطورة، مما يساعدهم على تحقيق أقصى استفادة من الطائرات وتحسين فعالية العمليات الجوية.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل تفاعل طياري القوات المسلحة الملكية المغربية في التدريبات والمناورات الدولية، دفعة قوية، تغذي الخبرة والكفاءة التي يتمتعون بها، مما يعزز مكانة المغرب كدولة تمتلك قدرات عسكرية جوية متقدمة، وتتبوأ موقعا مهما في المشهد العسكري الدولي.
بهذه الصفات والمزايا، يظل طيارو القوات المسلحة الملكية المغربية عنصرا أساسيا في تحقيق الأمن والاستقرار والتطور الوطني، ويعتبرون أحد أهم أصول الدفاع والأمن في المملكة، مؤكدين بذلك دورهم الحيوي في تأمين الحدود وحماية السيادة الوطنية ودعم العمليات الإنسانية والإغاثية عند الضرورة، الأمر الذي يجعل خبرتهم محط طلب دولي وهو ما تجلى في رغبة القوات الجوية النيجيرية في الاستفادة من الخبرة المغربية في هذا المجال.