نموذج إماراتي للذكاء الاصطناعي ينافس كبرى شركات التكنولوجيا

دبي – أطلق معهد أبحاث حكومي في الإمارات الاثنين نموذجا جديدا مفتوح المصدر للذكاء الاصطناعي التوليدي والذي يمكن أن ينافس نماذج شركات التكنولوجيا الكبرى.
وقال معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي إنه أطلق الإصدار الثاني من نموذجه اللغوي الكبير باسم فالكون 2 وهو مجموعة جديدة تضم نسختين متطورتين، “فالكون 2 11 بي” للنصوص و”فالكون 2 11 بي في إل إم” الذي يحول الصور المرئية إلى نصوص مكتوبة.
ومعهد الابتكار التكنولوجي هو مركز أبحاث تابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة. وتقوم الإمارات، وهي دولة مُصدّرة رئيسية للنفط وقوة مؤثرة في الشرق الأوسط، باستثمارات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة ومستشار رئيس الإمارات للأبحاث الإستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، إن الإمارات تبرهن على أنها تستطيع أن تكون لاعبا رئيسيا في مجال الذكاء الاصطناعي.
تأتي سلسلة فالكون 2 في الوقت الذي تتسابق فيه الشركات والدول لتطوير نماذج لغوية كبيرة خاصة بها بعد إصدار “شات جي.بي.تي” من “أوبن إيه.آي” عام 2022.
ورغم أن بعض الشركات قررت الاحتفاظ بشفرة الذكاء الاصطناعي خاصتها فإن البعض الآخر، مثل فالكون في الإمارات ولاما من شركة ميتا، جعل شفراته متاحة للجميع للاستفادة منها.
وقال البناي “على الرغم من الأداء المتميز الذي قدمه نموذج ‘فالكون 2 11 بي’ إلا أننا نؤكد مجددا التزامنا تجاه تطوير النماذج مفتوحة المصدر”.
وأضاف “ترقبوا قريبا تطوير نماذج جديدة متعددة الوسائط ودخولها إلى السوق بأحجام مختلفة، إذ إننا نهدف إلى تمكين المطورين والمؤسسات من تعزيز خصوصيتها وتعزيز وصولها إلى أحد أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي لإثراء استخدامها لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي”.
وأعلنت شركة مايكروسوفت الأميركية أنها ستستثمر 1.5 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية جي 42 ما يمنحها حصة أقلية ومقعدا في مجلس الإدارة ويسمح للشركتين بتعزيز العلاقات وسط المعركة العالمية من أجل الهيمنة التكنولوجية.
وفي إطار الشراكة، التي قالت الشركتان إنها “مدعومة بضمانات لحكومتي الولايات المتحدة والإمارات بشأن الأمن”، ستستخدم جي 42 خدمات مايكروسوفت السحابية لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وكانت جي 42 في طليعة حملة دولة الإمارات لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتتراوح أعمال الشركة بين الحوسبة السحابية والمركبات دون سائق.
1.5
مليار دولار قيمة ما ستستثمره مايكروسوفت في شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية جي 42
وأكدت مايكروسوفت مرارا جاهزية الشركات الإماراتية لاحتضان الذكاء الاصطناعي بفضل الجهود التي تبذلها الحكومة في ما يتعلق بالبنية التحتية.
وأظهر مسح أجرته الشركة في العام الماضي التقدمَ الملحوظ للمؤسسات الاقتصادية الإماراتية في استخدام وتبني حلول الذكاء الاصطناعي، بالمقارنة مع نظيراتها العالمية.
وفي “ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي” خلال أكتوبر الماضي، أكدت المديرة التنفيذية وكبيرة الباحثين بالإنابة في وحدة الذكاء الاصطناعي بمعهد الابتكار التكنولوجي ابتسام المزروعي أن دولة الإمارات باتت من أهم المطورين لتقنيات الذكاء الاصطناعي مع إطلاق نموذج “فالكون 180 بي” في سبتمبر.
وأشارت إلى أن هذا النموذج تم تطويره من خلال توظيف 180 مليار عامل متغير، وتم تصميمه ليكون مفتوح المصدر ضمن حرص المعهد على استمرارية التطوير والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز مساهمتها في تحقيق توجهات ورؤية دولة الإمارات، موضحة أن نموذج “فالكون 40 بي” الذي تم إطلاقه سابقا شهد معدلات تحميل تجاوزت 12 مليون مرة للاستفادة منه والعمل عليه.
وقالت المزروعي إن “دولة الإمارات تولي تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي اهتماما كبيرا، وقد قطعنا أشواطا واسعة في هذا المجال، حيث أطلقنا في 2022 النموذج ‘نور’، وهو أكبر نموذج ذكاء اصطناعي قادر على فهم اللغة العربية الطبيعية بدقة كبيرة”.