الشارقة تحتفي بطريقة مبتكرة بـ"اليوم العالمي للمتاحف 2024"

الشارقة - في إطار يغاير الصورة النمطية للاحتفالات، تحتفي هيئة الشارقة للمتاحف باليوم العالمي للمتاحف 2024، الذي يصادف الثامن عشر من مايو من كل عام، معلنة إتاحة الدخول المجاني لمتاحفها، وتنظيم عدد من الفعاليات الثقافية والفنية والعلمية، التي تعرف بتراث دولة الأمارات الثري ضمن أجواء ممتعة.
ويأتي شعار هذا العام “متاحف للتعليم والبحث” متماشيا مع رؤية الشارقة التي تعتبر المتاحف مدرسة للأجيال القادمة، كما يعكس التزام هيئة الشارقة للمتاحف بتعزيز مكانة المتاحف باعتبارها مراكز إشعاع ثقافي وتعليمي.
وأكدت عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، أهمية هذه المناسبة وقالت “المتاحف، ومتاحفنا على وجه التحديد، مصممة لخدمة كافة فئات وأطياف المجتمع، وتعمل بشكل متواصل على تقديم تجارب تعليمية وثقافية فريدة وثرية للجميع، وتمنح الزائرين من داخل الدولة وخارجها فرصة للتعرف عن كثب على دور المتاحف كمراكز تعليمية وتوعوية تسعى لتعميق وتعزيز سبل التعاون الثقافي وتلاقي الحضارات”.
وفي إشارة إلى وفرة وتنوع عروض المتاحف التي تقدمها الهيئة بالمناسبة التي تمثل لحظة فارقة وفريدة لمجتمع المتاحف الدولي، أضافت ديماس “تتمتع متاحفنا بمعارف قيمة تقدمها لزوارها من العائلات والمختصين الذين يبحثون عن رؤى أو أفراد يستكشفون ميولهم واهتماماتهم التاريخية”.
واختتمت مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف بالقول “رؤيتنا أن نكون منبرا ثقافيا يعزز هوية الشارقة محليا وعالميا، والمساهمة في تنشئة مجتمع واع بأهمية ومكانة المتاحف كوجهة ثقافية وتعليمية جذابة وممتعة”.
وتتيح الهيئة لزوارها فرصة مثالية لاستثمار يوم الثامن عشر من مايو الذي يصادف السبت المقبل في سبر أغوار متاحفها التي تزخر بالمقتنيات والبرامج الشاملة مقدمة رؤية أعمق وأشمل حول التاريخ الغني والنسيج الثقافي للشارقة والمنطقة على نطاق أوسع، حيث سيكون الجمهور خلال فترة الاحتفاء باليوم العالمي للمتاحف على موعد مع عشرة أنشطة تفاعلية وجولات خاصة وورش عمل ومسابقات، تستهدف الفئة العمرية من 13 عاما فما فوق.
الجمهور سيكون خلال فترة الاحتفاء باليوم العالمي للمتاحف على موعد مع أنشطة تفاعلية وورشات وجولات
وتشمل ورشة “كلمة وصوف” التي تعمل على تثقيف المشاركين حول الحياكة وبعض الحرف اليدوية التقليدية التي مارستها النساء قديما وربطها بالتراث الثقافي، علاوة على فعالية “صناعة الأختام” التي تتناول عملية إنشاء الطوابع باستخدام خط المسند، حيث يتعرف المشاركون في هذه الورشة على مفردات خط المسند وما يعادلها في اللغة العربية، ما يقدم نظرة فريدة لطرق الكتابة القديمة.
ويتضمن البرنامج أيضا جولات خلف الكواليس في مربى الشارقة للأحياء المائية، حيث يمكن للمشاركين اكتساب خبرة عملية في رعاية الأسماك وطرق تغذيتها وعلاجها، بالإضافة إلى نشاط “الإبداع بالألوان” في متحف الشارقة للفنون الذي يتيح للحضور التعبير عن ذواتهم، من خلال رسم لوحاتهم الخاصة في إبداع يظهر مكانة الإمارة في الحراك الفني والثقافي.
وستساعد الفعاليات الأخرى المرتقبة على إثراء الخبرات التعليمية والثقافية للمشاركين والاستزادة بمعلومات في مجالات متنوعة ومختلفة بما في ذلك علم الآثار والتراث والفن والعلوم والطيران، والتاريخ البحري والحضارة الإسلامية والخط وغير ذلك ما يربط التعليم بالمتعة.
وبالتوازي مع الفعاليات التي تقدمها متاحف إمارة الشارقة، يمكن لزوار مدينة خورفكان، التي حصدت جائزة أفضل مدينة سياحية عربية لعام 2023، استكشاف كنوز حصن خورفكان الذي يعود تاريخ بنائه إلى 300 عام، الذي يستعرض من خلال حزمة من المقتنيات، تاريخ الساحل الشرقي لإمارة الشارقة، إلى جانب التجول في بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي في كلباء الذي تم تشييده عام 1899، ويقدم للمرتادين نظرة ثاقبة لحياة ما قبل النفط وتاريخ المنطقة بآثارها المحفوظة.
تشمل الفعاليات الأخرى المختلفة التي تعزز أحد أهم أدوار المتاحف كمساحات تعليمية حية، معارضها المتنوعة والمستمرة، وبرامج الوصول والبرامج المجتمعية، ومبادرة “متاحف على الطريق” الرامية إلى تعزيز قدرة الطلاب على الوصول إلى ما توفره متاحف الشارقة والتجارب الفريدة التي توفرها بطريقة ممتعة تمزج بين التعلم والترفيه، من خلال حافلة تحمل معرض متخصص.
كما تصدر الهيئة لجمهورها المتخصص منشورات أبرزها على سبيل الذكر لا الحصر مجلة “المتاحف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، وهي أول مجلة متخصصة في الأخبار والفعاليات والمبادرات الخاصة بمتاحف المنطقة تصدرها الهيئة كل سنتين. وفي نسخة هذا العام، التي سيتم إطلاقها بالتزامن مع اليوم العالمي، تتناول المجلة موضوع “المتاحف ووسائل التواصل الاجتماعي” مع التركيز على كيفية انتقال المتاحف إلى وسائل التواصل الاجتماعي لكسر الحدود والتواصل مع جمهور عالمي متنوع.
والجدير بالذكر أن المتاحف في جميع أنحاء العالم تحتفل باليوم العالمي في الثامن عشر من مايو من كل عام منذ أن أطلقه المجلس الدولي للمتاحف ICOM أول مرة في عام 1977 بهدف تعزيز دور المتاحف في التبادل الثقافي والتنمية.