البرهان وراء إقالة الطاهر حجر من تجمع قوى تحرير السودان

الخرطوم - أعلن تجمع قوى تحرير السودان اليوم السبت إقالة الطاهر حجر من رئاسة الحركة وتشكيل لجنة لمحاسبته واتهامه بالخيانة العظمى لمساندته قوات الدعم السريع التي تخوض صراعا ضد الجيش السوداني وحركات مسلحة متحالفة معه.
ويعتقد مراقبون أن القرار الذي اتخذ في حق الطاهر حجر كان بإيعاز من قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان على خلفية موقفه من الصراع الجاري، حيث يتعاطى قائد الجيش بعقلية من ليس معي فهو ضدي.
وقد سبق أن أعفا البرهان رئيس تجمع قوى تحرير السودان من عضوية مجلس السيادة الانتقالي في 23 نوفمبر الماضي كما أعفى رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان مالك عقار ورئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي الهادي إدريس في الثالث من نفس الشهر.
وجاء في بيان للتجمع، وهو أحد أطراف اتفاق جوبا للسلام، بصفحته على فيسبوك أن حجر ارتكب "جريمة الخيانة العظمى بدعمه قوات الدعم السريع المتمردة في حربها ضد الشعب السوداني وهو سبب إعفاءه من مجلس السيادة الانتقالي".
واتهم البيان الطاهر حجر أيضا "بالفساد المالي، والعمل بمفرده في كثير من المواقف بما فيها عقد التحالفات والمواقف السياسية وعدم احترام دستور الحركة".
ويؤشر قرار الإعفاء على أن الحركة المسلحة قررت القتال إلى جانب الجيش في المعركة الدائرة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، غربي السودان.
والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور، ومركز إقليم دارفور المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع في نزاعها المسلح ضد الجيش السوداني.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023، أعلن حجر وإدريس الحياد وانخرطا في جهود القوى السياسية الرامية إلى وقف الحرب.
بينما قررت عدد من الحركات المسلحة في السودان مغادرة منطقة الحياد والانخراط في الحرب لصالح الجيش، في خطوة أشبه بمقامرة، في ظل ظروف صعبة تعانيها على مستويات تنظيمية وسياسية وعسكرية.
وروجت حركات مسلحة تقاتل بجانب الجيش لقدرتها على تغيير موازين القوى العسكرية وأصدرت بيانًا تحدثت فيه عن جاهزيتها للتصدي لأي هجمات تتعرض لها الفاشر، وهي المدينة الوحيدة في إقليم دارفور الخاضعة لسيطرة الجيش، وزعمت أنها قادرة على تحرير جميع ولايات دارفور وهزْم قوات الدعم السريع في ربوع السودان.
ووقعت على البيان حركات: تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، والعدل والمساواة بزعامة وزير المالية جبريل إبراهيم، وفصائل منشقة عن تجمع قوى تحرير السودان والتحالف السوداني وحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، وحركة تحرير السودان – المجلس القيادي.
لكن حجر أعلن انسحاب تجمع قوى تحرير السودان من القوة المشتركة في دارفور، مشيرا إلى أنه في ظل الوضع الحالي أصبح من المستحيل على القوة المشتركة القيام بالمهام التي تم تكوينها من أجلها.
وأعلنت القيادة العامة لتجمع قوى تحرير السودان في أبريل الماضي رفضها لقرار رئيسها الطاهر حجر بالانسحاب من القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في إقليم دارفور.
وتكونت القوة المشتركة من الحركات المسلحة في دارفور عقب اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 بهدف حماية المدنيين في الإقليم المضطرب.