عبدالعزيز الفارسي كاتب استثنائي في الثقافة العمانية

كاتب وأديب عماني مرموق رفد المكتبة العربية بالعديد من الإصدارات المتميزة مثل رواية "تبكي الأرض يضحك زحل".
الجمعة 2024/05/10
مناقشة لتجربة الأديب الراحل

مسقط - نظّمت مؤسسة بيت الزبير ندوة بعنوان “نخلة واحدة في أرض شاسعة” تناولت التجربة الأدبية للكاتب والطبيب الراحل عبدالعزيز الفارسي.

أدار الندوة الكاتب سليمان المعمري، وشارك فيها نخبة من الباحثين والأدباء، حيث قدم الدكتور نضال الشمالي أستاذ السرديات بجامعة صحار ورقة بعنوان “تسريد العتبات النصيّة في قصص عبدالعزيز الفارسي القصيرة”، بينما قدم الدكتور علي المانعي قراءة – قرأها نيابة عنه الدكتور محروس القُللي – عن “السرد السير ذاتي في قصص عبدالعزيز الفارسي القصيرة”.

أما الباحث أحمد الحجري فقدم ورقة عنوانها “الرؤى المحتجبة في أدب عبدالعزيز الفارسي”، تناول فيها الدلالات الكامنة في قصص عبدالعزيز الفارسي، والتحولات التي شهدها المعنى في المجاميع القصصية التي نشرها، والدلالات والرؤى خلف نبرة السخرية في القصص الأخيرة للأديب الراحل.

j

وتحدث ماجد الفارسي عن أخيه عبدالعزيز، مستعرضًا شغفه بالأدب والمعرفة منذ طفولته، وكاشفًا للحضور عن عوالم عبدالعزيز النفسية والعاطفية بحكم علاقته اللصيقة به، كما تحدث عن التحولات التي أثّرت على تجربته الأدبية.

حضر الندوة عدد من الكُتاب والأدباء و المهتمين، وشاركت على هامشها دار نثر بمجموعة إصدارات للأديب الراحل عبدالعزيز الفارسي.

يشار إلى أن عبدالعزيز الفارسي لم يكن طبيبًا استشاريًّا في أمراض الأورام فحسب بل كاتبًا وأديبًا مرموقًا رفد المكتبة العربية بالعديد من الإصدارات المتميزة، مثل: “قريبًا من الشمس.. حوارات في الثقافة العُمانية”، و”العابرون فوق شظاياهم”، و”مسامير”، و”ليس بعيدًا عن القمر.. حوارات في القصة العُمانية”، و”رجل الشرفة.. صياد السحب”، و”الصندوق الرمادي”، و “وأخيرًا استيقظ الدب”، و”تبكي الأرض.. يضحك زحل”، و”شهادة وفاة كلب” (رواية مشتركة مع الكاتب سليمان المعمري).

الفارسي كان أول عُماني يحقّق نتيجة ذات بعد عربي، فقد صعدت روايته الأولى “تبكي الأرض يضحك زحل” إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) في دورتها الأولى.

ويقول عنه الكاتب محمود الرحبي “الفارسي يستحضر في قصصه ورواياته تفاصيل قريته الساحلية شناص (300 كم عن مسقط) التي ولد ودفن فيها، فكل من يقرأ كتاباته السردية سيرى ذاكرة هذه القرية وتفاصيل شخوصها وبساطتها، وكانت البداية مع مجموعة ‘جروح منفضة السجائر’، كما يكتشف القارئ في قصصه مدى رهافة حسّ إصغائه لنبض حياة الناس في هذه القرية التي أطلق على ساكنيها ‘العابرين فوق شظاياهم’، نسبة إلى إحدى مجاميعه القصصية، إلى جانب مقدرته على التنويع في القصص والتقاط مفارقات الحياة ومرحها المضمر”.

ويشير إلى أن الكاتب “قد أخلص لهذه القرية الهامشية وكائناتها، حين تعمّق في نسيجها وذاكرتها، انطلاقاً من طفولته وحياته فيها”.

14