ارتباك في إسرائيل بعد قبول حماس مقترح هدنة غزة

إعلام أميركي يكشف عن تغييرات طفيفة في صياغة مقترح الهدنة وضعها وسطاء عرب بالتشاور مع مدير "السي أي أيه".
الثلاثاء 2024/05/07
كرة في ملعب إسرائيل

القاهرة - تتواصل المفاوضات، اليوم الثلاثاء في القاهرة عقب وصول وفدي حماس وإسرائيل، بيتما قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن ثمة "اختلافات طفيفة" بين المقترح الذي وافقت عليه الحركة والاقتراح الإسرائيلي الأميركي حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة في استنادها لمصدرين لم تذكرهما الثلاثاء، أن الاختلافات تم إجراؤها من قبل وسطاء بالتشاور مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز.

وأضافت أن النسخة الجديدة تحتوي على عبارة مهمة مثل "الهدوء المستدام" والذي يمكن أن يقبله جميع الأطراف مسبقا.

وأشار المسؤولان إلى أن رد حماس على المقترح كان "جديا" وأن الأمر متروك لإسرائيل لتقرر ما إذا كانت ستتوصل إلى اتفاق أم لا.

والاثنين، قالت حركة حماس إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ قطر ومصر موافقة الحركة على مقترح البلدين الوسيطين بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة.

وكان نائب رئيس حماس قال إن "المقترح الذي وافقت عليه الحركة يتضمن 3 مراحل كل مرحلة 42 يوماً، بهدف وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وعودة النازحين وتبادل الأسرى.

ونقل موقع "أكسيوس" عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الحكومة الإسرائيلية فوجئت باحتواء إعلان حماس قبول مقترح التهدئة على "الكثير من العناصر الجديدة" التي لم تكن جزءاً من المقترح السابق الذي وافقت إسرائيل عليه وقدمته الولايات المتحدة ومصر وقطر للحركة قبل عشرة أيام. وأضاف مسؤول "بدا وكأنه اقتراح جديد كلياً"

وأفاد مسؤولان إسرائيليان كبيران بأنه حين زار وفد حماس القاهرة مطلع الأسبوع قدم له الوسطاء المصريون مقترحاً جديداً دون التنسيق مع إسرائيل، لكن مسؤولا أميركيا كبيرا نفى مزاعم نسبت لمسؤولين إسرائيليين بأن إدارة الرئيس جو بايدن كانت على علم بمقترح التهدئة في غزة الذي قبلته حماس لكنها لم تطلع إسرائيل عليه.

بينما لفت مسؤول أميركي إلى أن إدارة بايدن تعتبر رد حماس "مقترحا مقابلا للعرض السابق وليس مقترحا جديدا".

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن المقترح الذي وافقت عليه حماس "بعيد كل البعد عن تلبية متطلبات" تل أبيب، وأن تل أبيب سترسل وفدا للقاهرة "لاستنفاد إمكانية التوصل إلى اتفاق بشروط مقبولة".

وقال مسؤول إسرائيلي إن المقترح الذي أعلنت حركة حماس موافقتها عليه هو نسخة "مخففة" من اقتراح مصري يتضمن عناصر لا يمكن لإسرائيل قبولها.

وذكر المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "هذه خدعة على ما يبدو تهدف إلى جعل إسرائيل تبدو وكأنها الجانب الذي يرفض الاتفاق".

وقال مسؤول آخر اطلع على المقترح إن حماس وافقت على اقتراح قدمته إسرائيل في 27 أبريل يتضمن مراحل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وذلك مع تغييرات طفيفة فقط لا تؤثر على البنود الرئيسية في الاقتراح.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن واشنطن ستناقش رد حماس مع حلفائها في الساعات المقبلة وإن الاتفاق "يمكن جدا التوصل إليه".

وتوجه وفد قطري صباح الثلاثاء إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة قطرية-مصرية-أميركية مشتركة من أجل التوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن الدوحة تأمل في "التوصّل إلى اتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى كافة مناطق القطاع".

وأكّد الأنصاري في بيانه أنّ "حماس أرسلت للوسطاء ردّاً على مقترحاتهم التي طرحوها على إسرائيل والحركة بشأن الهدنة وأنّ الردّ يمكن أن يوصف بالإيجابي".

ورحب رئيس دولة فلسطين محمود عباس بالإعلان عن نجاح الجهود المصرية والقطرية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأعرب عباس عن ارتياحه لهذا الاتفاق الذي كان أولوية للقيادة الفلسطينية منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة، معربا عن أمله بأن تلتزم إسرائيل بوقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وطالب الرئيس عباس "المجتمع الدولي بممارسة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على شعبنا، ومواصلة الجهود الرامية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين".

لكنّ إسرائيل أكّدت بعد إعلان حماس أنّها ماضية في خطتها لاجتياح رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والتي تتعرض لقصف عنيف بعد أن طلب الجيش من سكان أحيائها الشرقية إخلاءها.

وقتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية أكثر من 34600 فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة. وحذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة وشيكة في القطاع.

واندلعت أحدث حرب في غزة عندما هاجم مسلحو حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة، تعتقد أن 133 منهم ما زالوا في غزة.

وستكون أي هدنة أول توقف للقتال منذ وقف لإطلاق النار استمر أسبوعا في نوفمبر وأفرجت حماس خلاله عن نحو نصف الرهائن.

ومنذ ذلك الحين تعثرت جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة جديدة إذ ترفض حماس إطلاق سراح المزيد من الرهائن من دون تعهد بوقف دائم للحرب بينما تصر إسرائيل على مناقشة وقف مؤقت فقط.

وأخبر طاهر النونو المسؤول في حماس والمستشار الإعلامي لهنية رويترز بأن الاقتراح يلبي مطالب الحركة فيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار في غزة وعودة النازحين الفلسطينيين وتبادل رهائن إسرائيليين بمحتجزين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وصرح خليل الحية نائب رئيس حركة حماس في غزة لقناة الجزيرة بأن الاقتراح يتكون من ثلاث مراحل مدة كل منها ستة أسابيع، على أن تسحب إسرائيل قواتها من غزة في المرحلة الثانية.

وأمرت إسرائيل الاثنين بإخلاء أجزاء من مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية والتي تعد الملاذ الأخير لنحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وقال مسعفون إن غارة إسرائيلية على منزل في رفح قتلت خمسة فلسطينيين بينهم امرأة وطفلة.

وتقول إسرائيل إن عددا كبيرا من مقاتلي حماس، وربما عشرات الرهائن، موجودون في رفح مضيفة أن النصر يتطلب الاستيلاء على تلك المدينة الرئيسية.

ودعت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل إلى عدم مهاجمة رفح قائلة إنها يجب ألا تمضي في ذلك من دون خطة كاملة لحماية المدنيين هناك، والتي لم تكشف عنها بعد.

وقال مسؤول أميركي بشكل منفصل إن واشنطن تشعر بالقلق إزاء الضربات الإسرائيلية الأخيرة على رفح لكنها تعتقد أنها لا تمثل عملية عسكرية كبيرة.