متحف سعودي تتجول لوحاته مع الزوار وتتواصل مع بعضها بعضا

جدة (السعودية)- حدد متحف “تيم لاب بلا حدود جدة”، المبادرة التعاونية بين وزارة الثقافة السعودية وتيم لاب، موعد افتتاحه خلال صيف عام 2024، على مساحة تبلغ حوالي 10 آلاف متر مربع على ضفاف بحيرة الأربعين؛ مطلا على المناظر البانورامية لمنطقة جدة التاريخية، والمدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وسيكون “تيم لاب بلا حدود جدة” أول متحف من نوعه يقام وبشكل دائم في منطقة الشرق الأوسط.
ويعرض أكثر من 50 عملا فنيا تجريبيا صممتها مجموعة “تيم لاب” الفنية باستخدام التكنولوجيا الرقمية، وسيكون أول متحف من نوعه يتم إنشاؤه وبشكل دائم في منطقة الشرق الأوسط.
ويسمح المتحف للزوار بإنشاء تجارب تفاعلية جديدة، عبر الانغماس في الفن الرقمي من مكان إلى آخر واستكشاف هذا العالم بأجسادهم، التي قد تتحول بدورها إلى جزء من العرض الذي يستخدم أجهزة عرض عالية السطوع.
يضم هذا المجمع الضخم ثلاثي الأبعاد منشآت رقمية وتفاعلية لإنشاء عالم رقمي هو الأول من نوعه في العالم للفنون والترفيه، تحت مفهوم كسر الحدود بين “فن وآخر، بين الفن والزوار، بين الذات والآخرين”، حتى يتمكن الزوار من الاندماج في الفن وأن يكونوا جزءا منه، مع المنشآت التي يتم تحويلها وفقا لوجود الجمهور، كل ذلك لإقامة علاقة جديدة تتجاوز الحدود بين
الناس والعالم. بالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى أن مرافق هذا المتحف الفريد رقمية، فيمكن تكييفها باستمرار لإضافة ميزات جديدة، مثل التغيرات الموسمية أو المناظر الطبيعية المختلفة تماما.
ويعد المتحف مبادرة فنية عالمية تم إنشاؤها من قبل “تيم لاب”، وهو عالم من الأعمال الفنية بلا حدود، حيث تغادر الأعمال الفنية الغرف بحرية، وتتواصل مع الأعمال الأخرى، وتؤثر في بعضها البعض، وتختلط مع بعضها البعض أحيانا، لتشكل عالما واحدا بلا حدود.
ويعرض المتحف قرابة 80 عملا مستقلا ومترابطا، في فضاءات الأعمال الفنية منها “عالم بلا حدود”، و”غابة الألعاب الرياضية”، و”مدينة ألعاب المستقبل”، و”غابة المصابيح”، بالإضافة إلى “إن تي هاوس”.
ويأتي “تيم لاب بلا حدود” بمثابة عالم واحد ينساب باستمرار بلا حدود، نشأ من خلال هذه المجموعة من الأعمال الفنية، ويتجوّل فيه الزوار، ويكتشفون ذلك العالم بأجساد مليئة بالرغبة، ويستكشفون ذلك العالم مع الآخرين .
وتمثل غابة الألعاب الرياضية في المتحف فضاء إبداعيا يتم من خلاله اكتساب القدرة على الإدراك المكاني عبر تعزيز نمو الحصين في الدماغ، وتستند على مبدأ فهم العالم عن طريق الجسد والتفكير فيه على نحو ثلاثي الأبعاد، في فضاء ثلاثي الأبعاد معقد وينطوي على تحديات بدنية تدعوك إلى الانغماس في عالم تفاعلي، أما مدينة ألعاب المستقبل فتعد مشروعا تعليميا تجريبيا يعتمد على مفهوم الإبداع التعاوني (الإبداع المشترك)، وهي مدينة مسلية تتيح للناس الاستمتاع ببناء العالم بحرية مع الآخرين .
كما يستمتع الزائر في “إن تي هاوس” في كل مرة يعدّ فيها فنجان شاي، وتزهر زهرة فيه، وتستمر الزهور بالإزهار طالما الشاي في الفنجان، حيث يتحول إلى عالم لانهائي تزهر فيه الزهور باستمرار، مستمتعا بشرب الشاي في عالم لا حدود له . ويعد “تيم لاب بلا حدود جدة” جزءا من رؤية وتطلعات وزارة الثقافة في إحياء منطقة جدة التاريخية عبر الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة والثرية؛ ويهدف إلى الحفاظ على المركز الحضري التاريخي كمركز ثقافي نابض بالحياة، ويعكس تاريخَ المملكة المتنوع وروحَها المبتكرة .
ويقدم المتحف لزوّاره عالما متفردا من الأعمال الفنية الإبداعية المدهشة، ومتحفا بلا خريطة أنشأته مجموعة “تيم لاب” الفنية، ويقدم رحلة بصرية متصلة تتداخل فيها الأعمال مع بعضها البعض بشكل مبتكر وخلاق يتخطى الحدود، لتشكلَ عالما إبداعيا متكاملا، تم تصميمه من أجل أن يثير دهشة الزوار ويحفزهم على الاكتشاف وتذوق الفنون بكل الحواس.
وقد انطلق أول متحف “تيم لاب بوردرليس” من العاصمة اليابانية طوكيو في شهر يونيو من عام 2018، واستقبل أكثر من 2.3 مليون زائر سنويا، محَققا رقما قياسيا عالميا لأكثر متحف استقطابا من قبَل مجموعة فنية واحدة.
وإن كان يطلق عليه متحف إلا أنه يختلف كثيرا عن المتاحف العامة، فمساحته كلها تشبه المتاهة. يتم فيها عرض صور مبهرة باستخدام كمبيوتر جرافيك على الحوائط والأرض ذات الأشكال المعقدة وكأنك تمشي داخل العمل الفني. كما يتم عرض الصور على وجهك وملابسك وكأن هناك سيلا من الأنهار والورود التي تنهمر بلا توقف.