مهرجان الفداوي يناقش "الحكاية وتحويلاتها في الفنون"

تونس - تنظم جمعية أحباء المكتبة والكتاب بمدينة سوسة في تونس الدورة الثانية والعشرين من مهرجان الفداوي، وذلك من 4 إلى 12 مايو الجاري تحت عنوان “الحكاية وتحويلاتها في الفنون".
ويفتتح المهرجان في الرابع من مايو الجاري، في حين تبدأ الأنشطة في اليوم التالي، بفضاء الحكايات بالمكتبة الجهوية بسوسة، بمشاركة ورشات الحكي بالمكتبات العمومية والمؤسسات الثقافية والتربوية، وفي الخامسة مساء وفي فضاء الاتحاد الثقافي سيدي يحيى تنتظم فقرة “حكاية وغناية” بالتعاون مع جمعية الأنس للموسيقى بقيادة الفنان لسعد المؤخر.
وتنطلق الورشات التكوينية بالمكتبة الجهوية بسوسة، وهي ورشة “أدوات وتقنيات الحكواتي في مسرحة القصة” تأطير الأستاذ محمد دغمان يوم 7 مايو، وورشة "فن الحكي" تأطير الأستاذ كمال العلاوي يوم 8 مايو وورشة “قراءة الحكايات” تأطير ماري إيزابيل جاندو وأني وانغ من فرنسا يوم 11 مايو وورشة “حكايات المدينة” يوميْ 5 و7 مايو بفضاءات المدينة العتيقة.
أما عروض الفداوي فتتوزع على عرض للحكواتية نعومي محايلية من الجزائر بفضاء الاتحاد الثقافي سيدي يحيى، وعرض حكواتي لكل من قادة بن شميسة من الجزائر وعبدالرؤوف عسقول من فلسطين بدار بديعة، فضلا عن عروض الفداوي الجوال في المدرسة الابتدائية بسيدي الهاني يوم 8 مايو والمدرسة الابتدائية حشاد ببوفيشة يوم 11 مايو.
وتشهد المكتبة الجهوية بسوسة يوم الخميس 9 مايو افتتاح معرض صور إنتاج طلبة المعهد العالي للفنون والحرف بقابس. ومن 09 إلى 12 مايو الجاري، تنتظم ورشة تطبيقية لإنتاج حكايات مسموعة ومرئية بالتعاون يبن المعهد العالي للفنون والحرف بقابس والمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة وجمعية أحباء المكتبة والكتاب بعنوان “من الحكاية إلى الصورة”.
ويختتم المهرجان بالمتحف الأثري بالنفيضة بعرض للأطفال وعرض تنشيطي للحكواتية زهرة الوسلاتي، وعرض للحكواتية هدى بن عمر من تونس ونعومي محايلية من الجزائر.
فيما تنتظم الندوة العلمية للمهرجان يوم 9 مايو تحت عنوان “الحكاية وتحويلاتها في الفنون”، والتي تهدف إلى رصد حركة “الحكاية” وتنقّلاتها عبر مختلف الفنون سردا وشعرا وفلسفة ومسرحا وسينما ورسما، ويكون مدار الاهتمام موزّعا على عدد من المحاور وهي “الحكاية في الأدب والفلسفة” و”الحكاية في السينما والرّسم” و”الحكاية في المسرح والموسيقى”.
وجاء في بيان المهرجان أن “أنماط التحوّل والتشكّل وإعادة الصياغة تعود إلى أكثر من دافع، منها دوافع فرديّة خاصة تعود إلى الذّات المبدعة حين تروم التحرّر من الأنماط التعبيريّة الثابتة ذات الشروط المسبقة فتسلّط عليها من طاقتها الفنّية ما ينزاح بها عن بنائها الأوّل إلى بناء ثانٍ وينقلها من فضاء فنّي إلى آخر ومن جنس إبداعيّ إلى غيره من الأجناس. وهناك أيضا دوافع جماعيّة موضوعية تنبع من التحوّلات الاجتماعيّة عبر الزمن وظهور آفاق استقبال مختلفة واجتراح آليات جديدة لإنتاج الفنون وتلقّيها”.
وتابع البيان أنه “تكفي التفاتة صغيرة إلى تاريخ الفنون لنتبيّن قوّة التفاعل فيما بينها ومدى التقاطع بين هذا الفن وذاك إن بالتبديل أو بالتنسيب أو بالتجاور وحتى بالتماهي. ويمكن اعتبار "الحكاية / Conte / Tale" أقدر الأشكال التعبيرية الفنية على التحوّل والتصريف واختراق مختلف الفنون؛ وهي التي صحبت الإنسان منذ بدأ يعي قدرته على تمثّل الكون باللغة وإعادة صياغته صياغة علاميّة تحمل وجهة نظره إلى الآخر وتقترح رؤى مختلفة إلى الوجود الإنساني وتبني الأنساق التعبيرية الثقافية المشتركة".