إسلاميو موريتانيا يحاولون التشويش على ولد الغزواني بترشيح رئيسهم للرئاسية

حزب "تواصل" يسعى لرصّ صفوفه في ظل التصدع والانقسامات بالإيهام على أن مرشحه يحظى بتأييد المعارضة.
الخميس 2024/05/02
الموريتانيون أمام استحقاق انتخابي جديد

نواكشوط - أعلن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، ذراع الإخوان المسلمين في موريتانيا، أنه قرر ترشيح رئيس الحزب حمادي ولد سيد المختار للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 29 يونيو المقبل، في خطوة رآها مراقبون أنها محاولة للتشويش على ترشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لعهدة ثانية.

وأوضح الحزب في بيان أصدره في وقت متأخر من ليل الأربعاء/الخميس أن المكتب السياسي للحزب "انحاز في قراره لخيار قواعده" وتطبيقا لنتائج الشورى، "انسجاما مع تطلعات الشعب الموريتاني المشروعة في الإصلاح والتغيير".

ويأتي هذا القرار بعد نحو أسبوع من إعلان الرئيس ولد الشيخ الغزواني ترشحه لخوض غمار الاستحقاق الرئاسي في خطوة يرى مراقبون أنها تأتي لاستكمال مرحلة البناء والتغيير التي بدأها في الولاية الأولى، فضلا عن كونه متمتعا بأغلبية مريحة في البرلمان.

ويعتقد الموريتانيون المراقبون لمسار الانتخابات، أنّ ولد الشيخ الغزواني هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بهذه الرئاسيات والبقاء في السلطة، وأنّه ما يزال يحتفظ بشعبية واسعة لدى الشارع الموريتاني.

وكان حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية قد قاد خلال الأشهر الماضية حراكا حزبيا لمنع ترشيح ولد الشيخ الغزواني لعهدة رئاسية ثانية، بذريعة ضعف حكومته في الإنجاز، وتزوير الانتخابات، وقمع الحريات.

ومع إعلان الرئيس الموريتاني الحالي ترشحه رسميا، تزايد قلق حزب "تواصل" الذي لم يجد من وسيلة للتشويش على ترشح ولد الغزواني غير إعلان ترشح رئيس الحزب، لكن هذا الإعلان لن يكون له تأثير على الأوساط الشعبية الموريتانية بسبب فقدان الإخوان الكثير من قدراتهم على التأثير كما لم تعد أصواتهم مسموعة في الشارع.

وفي بيانه دعا "تواصل" كافة مرشحي المعارضة للتنسيق لرفض تكرار التزوير، وأكد مد يده لهم من أجل وضع برنامج مشترك في هذا الصدد. كما أعلن الحزب وضع جميع مستشاريه وخبراته وطواقم تمثيله في مكاتب التصويت تحت تصرفهم.

وأكد تعويله على بذل وتضحية التواصليين والتواصليات، ودعاهم لمواصلة ما عرفوا به من جدية وتفان وإتقان، حتى يتحقق التغيير في انتخابات يونيو المقبلة.

وذكر الحزب بما "تمثله الانتخابات الرئاسية من أهمية استثنائية، في ظل نظام شبه رئاسي، صلاحيات الرئيس فيه شبه مطلقة، عززتها الأعراف المطبقة منذ عقود، حيث باتت التوجيهات الرئاسية أبلغ أثرا وأكثر فاعلية من بعض القوانين والمراسيم".

وأضاف أن قراره جاء "انسجاما مع تطلعات الشعب الموريتاني للإصلاح والتغيير، وسعيا من حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) لتوفير بديل جدي للنظام، يحمل مشروعا إصلاحيا متكاملا".

ولفت إلى أن القرار جاء بعد "حوارات ونقاشات مطولة مع الإخوة في الطيف المعارض في البلاد، سعيا لتوحيده، والدفع به لتبني مرشح موحد لمواجهة النظام ومرشحه وأجنداته"، وكذا "إثر تجارب عديدة سابقة، آثر فيها "تواصل" إرجاء خياراته، والتنازل عن آرائه، تغليبا لوحدة المعارضة، وحرصا على الأهداف الكبرى، واتساقا مع الرغبة الجماهيرية العارمة في التغيير".

ويسعى "تواصل" من خلال هذا الإعلان إلى رص صفوفه لمنازلة الرئيس ولد الغزواني بالإيهام إلى وجود معارضة قوية تؤيد ترشيح رئيس الحزب، ولد سيد المختار، كمرشح موحد، لكن يقلل مراقبون من تحقيق الحزب ذو الميول الإخوانية هدفه في تجميع أنصاره.  

ويرجع مراقبون عجز "تواصل" عن لملمة شتاته والوصول إلى سدة الحكم إلى التصدع الكبير الذي يعيشه منذ فترة، بسبب الاستقالات التي تقدّم بها الكثيرون من قيادات الصفين الأول والثاني، وإلى تراجع تأثير الحزب في الأوساط السياسية والشعبية بسبب تخلي الحزب عن خطابه الحاد تجاه النظام، لا سيّما أنّ الحزب انسحب من الميدان ولم يعد صاحب المبادرة.

ويعتقد مراقبون (تواصل) على وشك أن تنتهي صلاحيته السياسية، بعد الانسحابات الأخيرة التي أثرت بشكل كبير على التيار لدى المواطنين والنخب، بعد تخلي أبرز قياداته عن مشروعه المجتمعي.

حزب "تواصل" الذي أسّسه وقاده ولد منصور هو ثاني أكبر حزب سياسي مُمَثّل في البرلمان الموريتاني بـ11 مقعداً من أصل 176، وذلك بعد حزب "الإنصاف" الحاكم الذي يتمثّل بـ 107 مقاعد.

وتتواصل التحضيرات لهذه الانتخابات التي ستُجرى دورتها الأولى في 29 حزيران (يونيو) المقبل، ويحتمل تنظيم الدورة الثانية في 14 يوليو، وقد بدأ العمل على إجراء إحصاء إداري انتخابي وتخصيص ميزانيات لعمليات الانتخابات المختلفة.

وحتّى الآن، أعلن عدد من المرشحين أنّهم سيشاركون في الانتخابات، من بينهم الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز الذي يمضي عقوبة بالسجن لمدة (5) أعوام، بتهمة إساءة استخدام السلطة والإثراء غير المشروع، وبرلمانيان من صفوف المعارضة، وهما بيرام الداه عبيد للمرة الثالثة، والعيد ولد محمدن للمرة الأولى.