سرايا السلام تخلي المطعم التركي وتسلمه للقوات العراقية

قرار مقتدى الصدر يأتي بعد انتفاء حاجة وجود ميليشياته في المبنى وكرسالة لبقية الفصائل بضرورة الانسحاب من مقرات الدولة.
الأربعاء 2024/05/01
أيقونة رمزية لثورة تشرين 2019

بغداد - أخلت عناصر سرايا السلام التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر،  اليوم الأربعاء مبنى "المطعم التركي" في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، الذي سيطرت عليه منذ نحو 4 سنوات أثناء التظاهرات الشعبية الواسعة التي شهدتها البلاد عام 2019، فيما أكدت وسائل إعلام عراقية أن المطعم تم تسليمه إلى القوات الأمنية العراقية.

وكانت بناية "المطعم التركي"، المطلة على ساحة التحرير وسط بغداد من جهة والمنطقة الخضراء المحصنة من جهة ثانية، شبه مهجورة قبل أن تتحول إلى أيقونة رمزية لثورة تشرين 2019، حيث عمل المتظاهرون العراقيون على إعادة تأهيله والسكن فيه، واعتصم فيه مئات المتظاهرين خلال ذروة الاحتجاجات لعدة أشهر، وشهد أيضا مقتل العشرات منهم بمحيطه.

وفي منتصف أبريل 2020 سيطرت عناصر سرايا السلام على المبنى، بعد أن هاجمت واعتدت على المتظاهرين المعتصمين داخله، وتعرض قسم منهم للطعن والضرب، وقد بقي أتباع الصدر في المبنى طوال السنوات تلك.

ووفقا لقناة الرشيد الفضائية العراقية نقلا عن مصدر أمني فقد تم تسليم المطعم التركي إلى القوات الأمنية، وقد جرى إثر ذلك إطفاء إنارة مبنى. من دون أي تفاصيل تذكر.

ونقلت لوكالة شفق نيوز عن مقرب من زعيم التيار الصدري قوله اليوم الأربعاء، إن "الانسحاب جاء بتوجيه مباشر من قبل الصدر من تلقاء نفسه"، مضيفا "هذا القرار جاء بهدف تقوية الأجهزة الأمنية خاصة أن هذا المقر تابع للدولة وحاجة وجود سرايا السلام داخل المطعم انتفت، كما هو رسالة بضرورة انسحاب كل الفصائل من مقرات الدولة".

وأوضح أن "الحديث عن وجود فرصة استثمارية داخل المطعم التركي دفعت سرايا السلام للانسحاب غير صحيح، وهذا الأمر خاص بعمل ومؤسسات الدولة"، مؤكدا أن "انسحاب السرايا تم بتوجيه من زعيم التيار الصدري وهو اتخذه من ذات نفسه دون أي طلب منه من قبل أي طرف".

وكان رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي يخطط لتحويل المطعم إلى متحف حضاري تحت مسمى "متحف تشرين".

ودعا الناشط في التظاهرات العراقية علي الزهيري إلى تحويل المطعم لمتحف يخلد ضحايا ثورة تشرين عام 2019، ليكون شاهدا على حقبة زمنية في تاريخ العراق قائلا عبر حسابه على منصة إكس "هذا ليس مطلب ولا أمنية هذا حق شعبي مجتمعي في تاريخ العراق والمفترض الدوائر والمؤسسات صاحبة الشأن العمل عليه ودخول التاريخ لجمهورية العراق الحديث".

وأضاف "على العراقيين الطامحين بدولة تحفظ كرامة المواطن وتعمل لخدمته وحقوق أن يعملوا جاهدين حصاده للأجيال القادمة ولأحفادهم سيكرس في ذاكرتهم معنى الحقوق وسيكون محفز لتحقيق العدالة والوعي الاجتماعية".

ويعود إنشاء هذا المبنى المؤلف من 14 طابقا إلى ثمانينات القرن الماضي، إذ أشرفت على بنائه شركة هندية وافتتح في عام 1983. واحتل مرآب سيارات واسع طوابقه السفلى وامتلأت طوابقه الأخرى بالمحلات التجارية لتشكل مركز تسوق كبير.

وعُرف المبنى باسم المطعم التركي بسبب إطلاق هذه التسمية على مطعم احتل الطابق الأعلى منه وامتاز بشرفاته التي تقدم منظرا بانوراميا مطلا على مدينة بغداد، وذلك لأنه اعتمد عند افتتاحه على طاقم تركي بالكامل.

تعرض هذا المبنى الذي يعد إحدى البنايات الرئيسية في وسط مركز العاصمة العراقية، لقصف أميركي في حرب الخليج الثانية عام 1991، وقد أثر ذلك القصف على هيكله الأساسي، لكن أعيد استخدام بعض طوابقه في أواخر التسعينات كمقر لهيئة الرياضة والشباب في عام 2001.

لعب المبنى دورا مهما في بعض الثورات والمسيرات والانتفاضات التي شهدتها مدينة بغداد، حيث وجهت دبابات أميركية عند اقتحام العاصمة العراقية خلال الغزو الأميركي للعراق عام 2003، بعض القذائف للمبنى ضد المسلحين المقاومين لها المتمترسين فيه.

وفي حركة الاحتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي عام 2011، سُلطت الأضواء على هذا المبنى من جديد عندما استخدمته القوات الأمنية مركزا لمراقبة المظاهرات التي كانت تتمركز تحته في ساحة التحرير وسط العاصمة.