نتنياهو يتعهد بإغلاق مكتب الجزيرة واصفا إياها بـ"الإرهابية"

إسرائيل تقول إن منع بث قناة الجزيرة القطرية سيكون في إسرائيل فقط ولن ينطبق على الضفة الغربية أو غزة.
الأربعاء 2024/05/01
هل اقترب الإغلاق

القدس - تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل، واصفا إياها بـ”قناة إرهابية” تنشر التحريض، بعد أن أقر البرلمان قانونا يمهد الطريق لإغلاقها.

وأدى تعهد نتنياهو إلى تصعيد الخلاف الإسرائيلي طويل الأمد مع قناة الجزيرة، لكنه هدد أيضا بزيادة التوترات مع قطر، التي تمتلك القناة، في وقت تلعب فيه حكومة الدوحة دورا رئيسيا في جهود الوساطة لوقف الحرب في غزة. ولم تعلق قطر ولا هيئة البث على الفور.

ولطالما كانت علاقة إسرائيل متوترة مع قناة الجزيرة، متهمة إياها بالتحيز غير العادل ضد إسرائيل. وشهدت العلاقات تراجعا كبيرا منذ ما يقرب من عامين عندما قُتلت مراسلة الجزيرة شيرين أبوعاقلة خلال حملة عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وكانت الصحافية الفلسطينية - الأميركية معروفة في العالم العربي بتغطيتها الناقدة لإسرائيل، واتهمت القناة إسرائيل بقتلها عمدا. ونفت إسرائيل التهمة، قائلة إنها على الأرجح قُتلت بنيران إسرائيلية فيما يبدو أنه إطلاق نار عرضي.

وتدهورت هذه العلاقات بشكل أكبر بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على حماس في السابع من أكتوبر، عندما نفذت الجماعة المسلحة هجوما عبر الحدود في جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين كرهائن.

◙ نتنياهو أكد أن الجزيرة أضرت بأمن إسرائيل وشاركت بشكل فعال في مجزرة السابع من أكتوبر وحرضت ضد الجنود الإسرائيليين

وقال نتنياهو على موقع إكس “لقد أضرت الجزيرة بأمن إسرائيل، وشاركت بشكل فعال في مجزرة السابع من أكتوبر، وحرضت ضد الجنود الإسرائيليين. لقد حان الوقت لإزالة بوق حماس من بلادنا". وأضاف أنه يعتزم التصرف على الفور بموجب القانون الذي تم إقراره حديثا. وأضاف “قناة الجزيرة الإرهابية لن تبث من إسرائيل بعد الآن”.

وسبق أن تم إغلاق قناة الجزيرة أو حظرها من قبل حكومات أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك السعودية والأردن والإمارات والبحرين. وحظرت مصر قناة الجزيرة منذ عام 2013، التي بدأت حملة على القاهرة عام 2013 لدعم جماعة الإخوان التي تعتبرها مصر جماعة إرهابية.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة لا تتفق دائما مع تغطية الجزيرة، لكنها تحترم عملها. وأضاف "نحن ندعم الصحافة الحرة المستقلة في أي مكان في العالم. الكثير مما نعرفه عما حدث في غزة هو بسبب المراسلين الذين يقومون بعملهم هناك، بما في ذلك مراسلو قناة الجزيرة".

وهددت إسرائيل في الماضي بإغلاق قناة الجزيرة لكنها لم تفعل ذلك قط. ولم يغلق القانون الذي تم إقراره مؤخرا المحطة على الفور لكنه يسمح للمسؤولين بالقيام بذلك بعد التشاور وموافقة المسؤولين القانونيين والأمنيين. ولن يكون أي أمر ساري المفعول إلا حتى الحادي والثلاثين من يوليو أو نهاية الحرب في غزة.

ويمنح هذا القانون الذي أقرّ بأغلبية 70 صوتا مقابل 10 لرئيس الوزراء إمكان حظر بث القناة المستهدفة، وصولا إلى إغلاق مكاتبها في إسرائيل. ويسمح النص القانوني للسلطات بحظر وسائل إعلام أجنبية تشكل خطرا على الأمن القومي.

وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارهي إنه يعتزم المضي قدما في الإغلاق. وقال إن الجزيرة تعمل بمثابة “ذراع دعائية لحماس" من خلال "تشجيع الكفاح المسلح ضد إسرائيل”. وتابع "من المستحيل أن نتسامح مع وسيلة إعلامية، لديها أوراق اعتماد صحفية من المكتب الصحفي الحكومي والمكاتب في إسرائيل، أن تعمل من الداخل ضدنا، وبالتأكيد في زمن الحرب".

وأفاد مكتبه بأن الأمر يهدف إلى منع بث القناة في إسرائيل ومنعها من العمل في البلاد. ولن ينطبق الأمر على الضفة الغربية أو غزة. وصرح مدير المكتب المحلي لقناة الجزيرة وليد العمري، في وقت متأخر من الاثنين، بأن المحطة لم تتلق أي اتصالات من السلطات الإسرائيلية. وقال لوكالة أسوشيتد برس "لكن من الواضح أنها مسألة وقت وسيتخذون القرار في غضون أيام".

◙ القناة المملوكة قطريا تنفي بشدة صحّة ما تتهمها به إسرائيل وتتّهم بالمقابل الدولة العبرية باستهداف ممنهج لموظفيها في قطاع غزة

وتنفي القناة بشدة صحّة ما تتهمها به إسرائيل وتتّهم بالمقابل الدولة العبرية باستهداف ممنهج لموظفيها في قطاع غزة. وسبق أن جدّدت نفيها للاتهامات الإسرائيلية، مندّدة بتصريحات نتنياهو.

وقالت الجزيرة في بيان إنّها “تدين هذه التصريحات التي لا تجد لها إلا وصفا واحدا وهو أنها كذبة خطيرة ومثيرة للسخرية”. واعتبرت أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي شنّ “حملة مسعورة” ضدّها، مؤكّدة أنّه “لم يجد ما يقدّمه للعالم من تبريرات لهجومه المتواصل على الجزيرة وحرية الصحافة سوى أن يقدّم أكاذيب جديدة وافتراءات تحريضية بحقها وحق العاملين فيها”. وحمّلت نتنياهو “سلامة أطقم الجزيرة الصحافية حول العالم”.

ووضعت الجزيرة تصريحات نتنياهو “ضمن سلسلة من التعدّيات الإسرائيلية الممنهجة لإسكات الجزيرة، بما في ذلك اغتيال مراسلتها شيرين أبوعاقلة، وقتل صحافييها سامر أبودقة وحمزة الدحدوح، وقصف مكتبها في غزة والاستهداف المتعمد لعدد من صحافيي الجزيرة وأفراد أسرهم واعتقال وترهيب مراسليها في الميدان”. وكانت إسرائيل اتّهمت في يناير الماضي صحافيا في الجزيرة ومتعاقدا حرّا قتلا في ضربة في غزة بأنهما “عنصران إرهابيان”.

وفي الشهر التالي قالت إن صحافيا آخر يعمل لحساب القناة وجُرح في ضربة منفصلة، كان “نائب قائد سرية” في حماس. وجُرح مدير مكتب الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح في ضربة إسرائيلية في ديسمبر، قُتل فيها مصور للشبكة.

وتواصل القوات الإسرائيلية هجومها على غزة منذ أكتوبر، حيث اندلعت الحرب إثر هجوم نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1160 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

5