الشرق الأوسط أسرع الأسواق نموا في مدفوعات الوقت الفعلي

كشفت أحدث المؤشرات أن دول العالم تتجه إلى اعتماد المدفوعات في الوقت الفعلي، خاصة دول الشرق الأوسط، والتي باتت تكتسح الأسواق نظرا لأهميتها في مرونة التحويلات، بفضل اهتمام صناع القرار النقدي والحكومات بتطويع الرقمنة في قطاع التجارة.
نبراسكا (الولايات المتحدة) - يؤكد اعتماد المستهلكين بشكل متزايد على وسائل الدفع الإلكتروني في تعاملاتهم إصرار صناع القرار النقدي في العالم على تبني تمش يواكب التكنولوجيا المالية التي باتت سمة في التجارة.
وفي حين سلطت التقارير السابقة الضوء على الفوائد الاقتصادية للمدفوعات في الوقت الفعلي واستيعابها للمستهلكين، فإن تقرير شركة أي.سي.آي وورلد وايد هذا العام في طبعته الخامسة يتعمق أكثر في بعض الأسواق.
وتطرق معدو تقرير “وقت الذروة في الوقت الحقيقي لعام 2024” إلى العوامل التي مكنت البلدان من بناء أنظمة مدفوعات ناجحة وشاملة في الوقت الفعلي.
وتتولّى أي.سي.آي تشغيل 25 برنامجا للمدفوعات في الوقت الفعلي على المستويين المحلي والإقليمي ضمن ست قارات.
ووصل النمو العالمي لهذه النوعية من الدفع إلى مستويات مستدامة مع تسجيل 266.2 مليار معاملة في 2023، وهو نمو قدره 42.2 على أساس سنوي، فيما شكل الشرق الأوسط أسرع المناطق نموا في اعتماد هذه التعاملات.
وأظهرت البيانات أن العديد من الوافدين الجدد إلى السوق في العالم يلحقون بالركب بسرعة، حيث يسعى المشرعون والبنوك المركزية إلى اعتماد هذا النظام، عازمين على جني المنافع ودفع الإدماج المالي للمتعاملين.
وعلى الصعيد العالمي، فمن المتوقع حدوث 575.1 مليار معاملة في الوقت الفعلي خلال السنوات الخمس المقبلة، ما يمثل نموا سنويا يبلغ 16.7 في المئة، وفق ما نقلته خدمة بزنس واير التابعة لوكالة فرانس برس الثلاثاء عن التقرير.
ورجح خبراء أي.سي.آي الذين أعدوا التقرير بالتعاون مع شركة البيانات والتحليلات غلوبال داتا أن يمثل الدفع في الوقت الفعلي 27.1 في المئة من جميع المدفوعات الإلكترونية عالميا بحلول 2028.
وبينما تم إجراء 49 في المئة من جميع المعاملات الفورية العالمية في الهند، تليها البرازيل بواقع 14 في المئة، ثم تايلاند بنحو 8 في المئة والصين سبعة في المئة وكوريا الجنوبية ثلاثة في المئة، كانت دول الشرق الأوسط تشق طريقها لتكريس هذا النشاط.
وباشرت الحكومات والهيئات التنظيمية في دول الخليج إطلاق تفويضات وشروط جديدة لاعتماد هذا النوع من المعاملات، ومن المُتوقع أن تزدهر هذه الخدمة في دول مجاورة.
وأطلقت سلطنة عمان والكويت وقطر خططا عام 2023 لتنضم إلى جيرانها في منطقة الخليج الأكثر رسوخا مثل السعودية والإمارات والبحرين.
وبينما تشكل السعودية السوق الأكبر من حيث حجم المعاملات في الوقت الفعلي، تتصدّر البحرين التصنيف في نسبة الاعتماد لدى المستهلكين، بفضل حالات الاستخدام الجديدة والمتطوّرة وخدمات الدفع الرقمية.
وبفضل جهود لتطوير منظومة المدفوعات في الوقت الفعلي عبر تحديث البنية التحتية للاتصالات، شهدت السعودية تحولا سريعا نحو المدفوعات غير النقدية في السنوات الأخيرة.
ومن المُتوقع أن تصبح غالبية المدفوعات في البلد إلكترونية، بنسبة 7.4 في المئة للمدفوعات في الوقت الفعلي و48.6 في المئة للمدفوعات التي تستخدم أشكالا أخرى من الوسائل الرقمية.
ووفق شركة برايم تايم فور ريل – تايم احتلت السعودية المرتبة التاسعة ضمن قائمة الدول العشر الأوائل في اعتماد محفظة الهاتف المحمول، مع تأكيد 80 في المئة من المستهلكين في البلاد على التزامهم باستخدام محفظة الهاتف المحمول.
16.7
في المئة معدل النمو السنوي للمدفوعات في الوقت الفعلي حول العالم لغاية عام 2028
وفي البحرين التي أطلقت في 2015 نظام “فوري”، يتمّ حاليا إنجاز 60 في المئة من المدفوعات في الوقت الفعلي، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 78.6 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وبحسب التقرير، يبلغ معدل النمو السنوي للفترة 2023 و2028 في المنطقة نحو 28.8 في المئة. ومن المتوقع أن ترتفع المعاملات من 855 مليونا إلى ثلاثة مليارات.
وصرح كاريج رامسي، الرئيس العالمي للمدفوعات في الوقت الفعلي لدى وورلد وايد، قائلا إن “المدفوعات الحديثة تتطلب في الوقت الفعلي التعاون، وهي تشجع جيلا جديدا من الداخلين إلى السوق للبنوك إما للتنافس أو التعاون معهم وفي الكثير من الأحيان كليهما”.
وأضاف أن “مخططات الدفع في الوقت الفعلي هي الأكثر نجاحا في العالم، ولاسيما تلك الموجودة في الهند والبرازيل، وتتميز أيضا بحالات استخدام أثبتت شعبيتها بشكل يفوق الخيال”.
وشهدت البرازيل نموا ملحوظا على أساس سنوي بنسبة 77.9 في المئة عام 2023، مع 37.4 مليار معاملة دفع في الوقت الفعلي.
وتمضي بلدان أخرى في أميركا اللاتينية قدما في مبادرات تحديث المدفوعات في الوقت الفعلي، وتتطلع إلى تكرار نجاح البرازيل. ومن المتوقع أن تسجل كولومبيا وبيرو أعلى معدل نمو سنوي للفترة حتى 2028، بنسبة 51.2 و42.6 في المئة، على التوالي.
ومع ذلك، ظلت الهند تهيمن على سوق المدفوعات العالمية في الوقت الفعلي، مع 129.3 مليار معاملة العام الماضي، أكثر من بقية أسواق العشر الأولى مجتمعة.
ومن بين جميع عمليات الدفع الإلكترونية التي تتم في البلد، الذي تفوق العام الماضي على الصين في تعداد السكان مع أكثر من 1.4 مليار نسمة، فإن 84 في المئة منها تتم الآن في الوقت الفعلي.
وتعد آسيا والمحيط الهادئ أكبر سوق للمدفوعات في الوقت الفعلي، مع 185.8 مليار معاملة عام 2023، وهو ما يمثل 23.6 في المئة من جميع المدفوعات الإلكترونية في المنطقة.
ومع وجود 4 من أكبر خمسة أسواق للمدفوعات في الوقت الفعلي من حيث الحجم، من المتوقع أن تشهد هذه المنطقة أكثر من 351.5 مليار معاملة بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي قدره 13.6 في المئة.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي تؤدي لائحة المدفوعات الفورية التي تم إقرارها في فبراير الماضي، إلى زيادة حجم المدفوعات الفورية عبر المنطقة الموحدة للمدفوعات باليورو، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد البالغ عددها 27 دولة.
وبحلول عام 2028، من المتوقع أن تمثل المدفوعات الفورية 13 في المئة من جميع المدفوعات الإلكترونية في أوروبا، ارتفاعا من 8 في المئة بنهاية العام الماضي.