حماس وفتح تتفقان على أجندة الحوار المستقبلي باتجاه المصالحة

الحركتان تتفقان على انضمام كافة القوى والفصائل إلى منظمة التحرير وتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة غير فصائلية.
الثلاثاء 2024/04/30
الصين تتدخل لإنهاء الانقسام الفلسطيني

بكين – أعلنت وزارة الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء عن استضافتها لمحادثات بين ممثلين عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح الفلسطينيتين مشيرة إلى أن الجانبين عبرا عن رغبة سياسية في تحقيق مصالحة فلسطينية من خلال الحوار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان للصحافيين "بناء على دعوة من الصين، قام ممثلو حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بزيارة بكين مؤخرا لإجراء مناقشات متعمقة وصريحة للدفع باتجاه المصالحة الفلسطينية".

وأوضح المتحدث أن الجانبين توصلا إلى اتفاق بشأن أفكار للحوار المستقبلي، وأنهما اتفقا على مواصلة الحوار لتحقيق وحدة فلسطينية في أقرب وقت، وأنهما قد عبرا عن تقديرهما البالغ لدعم الصين للشعب الفلسطيني.

وأفادت مصادر مطلعة بأن "لقاء حركتي حماس وفتح في بكين توصل إلى عدّة مخرجات أولها التأكيد على ضرورة الوحدة الفلسطينية، وضرورة الوحدة وإنهاء الانقسام الفلسطيني وذلك في إطار منظمة التحرير الفلسطينية".

وأوضحت المصادر أن "مخرجات لقاء حماس وفتح تعتبر جدول أعمال للقاء المقبل بين الجانبين في 14 يونيو المقبل، في بكين".

كما ذكرت المصادر أنه جرى "التشديد على انضمام كافة القوى والفصائل الفلسطينية إلى منظمة التحرير ومؤسساتها اعتمادًا على الاتفاقيات السابقة" خلال الاجتماع في بكين.

وبحسب المصادر، أكد لقاء حماس وفتح "ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني غير فصائلية مؤقتة أثناء حرب الإبادة أو بعدها، من مهامها القيام بواجباتها الفنية والإدارية في الإغاثة وإزالة آثار العدوان وإعادة إعمار غزة".

وأشارت المصادر إلى أن الجانبين توافقا على أنه "من المهام الأساسية لهذه الحكومة توحيد المؤسسات الفلسطينية والتحضير لإجراءات الانتخابات العامة".

وشدد ممثلو الحركتين على ضرورة "تنسيق الجهود المشتركة في إدخال المساعدات والإغاثة العاجلة إلى قطاع غزة"، واتفقوا على "الترتيب مع الجهات المعنية في غزة لتشكيل لجنة ثنائية مشتركة في القاهرة للتنسيق والمتابعة".

ووفقا للتقارير، اتفقت حماس وفتح على "ضرورة إحياء اللجان المشتركة بينهما ومعالجة أي إشكاليات تواجههما ووقف التراشق الإعلامي".

وتسيطر حماس على قطاع غزة، وقد شنت في السابع من أكتوبر هجمات على إسرائيل أشعلت فتيل الحرب، حيث أسفرت عن مقتل 1200 شخص، غالبيتهم مدنيين، وبينهم نساء وأطفال، واحتجاز 253 رهينة، وفقا لأرقام رسمية.

وتتعهد إسرائيل بـ"القضاء على حماس" من خلال حملتها العسكرية المستمرة منذ ذلك الحين على القطاع، والتي أدت حتى الآن عن مقتل 34535 ألف شخص، معظمهم نساء وأطفال، حسب وزارة الصحة في غزة.

وفتح هي الحركة التي يقودها محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب، التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

ولم يفلح الفصيلان الفلسطينيان المتنافسان في معالجة خلافاتهما السياسية منذ أن طرد مسلحو حماس فتح من غزة عام 2007.

وأظهرت الصين في الآونة الأخيرة تأثيرا دبلوماسيا متزايدا في الشرق الأوسط، حيث تتمتع بعلاقات قوية مع الدول العربية وإيران. وتوسطت بكين العام الماضي في التوصل إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين السعودية وإيران.

وكثف مسؤولون صينيون جهودهم في الدفاع عن الفلسطينيين في منتديات دولية خلال الأشهر القليلة الماضية، ودعوا إلى عقد مؤتمر سلام فلسطيني إسرائيلي واسع النطاق، ووضع جدول زمني محدد لتنفيذ حل الدولتين.

وفي فبراير الماضي، حثت بكين محكمة العدل الدولية على إبداء رأيها في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، الذي قالت إنه غير قانوني.

ولاحقا، ضغطت الصين من أجل انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة، وهو ما قال عنه وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأسبوع الماضي إن من شأنه أن "يصحح ظلما تاريخيا طال أمده".

وكانت موسكو قد احتضنت اجتماعا مماثلا نهاية فبراير الماضي، لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة، وفق ما أعلن وقتها، إلا أنه لم يحقق تقدما كبيرا.