عباس يناشد دولة وحيدة قادرة على إيقاف اجتياح رفح

وفد حماس يسلم الوسطاء الاثنين رد الحركة بعد مناقشة الاقتراح المصري الجديد لوقف النار وتبادل الأسرى.
الأحد 2024/04/28
عباس يحذر من أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني في حال اجتياح رفح

الرياض - اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد أنّ الولايات المتحدة هي "البلد الوحيد" القادر على إيقاف الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، والذي اعتبر أنه سيكون "أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني" في حال حدوثه.

وقال عباس خلال كلمة أمام منتدى الاقتصاد العالمي المنعقد في الرياض "نناشد الولايات المتحدة الأميركية بالطلب من إسرائيل أنّ تتوقف عن عملية رفح لأن أميركا هي الدولة الوحيدة القادرة أنّ تمنع إسرائيل عن ارتكاب هذه الجريمة"، في المدينة التي تضيق بالمدنيين النازحين بعد فرارهم من القصف الإسرائيلي في أماكن أخرى.

وكثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على رفح على مدى ايام الأسبوع المنصرم، وهددت قبل أسابيع بشن هجوم شامل على المدينة قائلة إن هدفها هو تدمير ما تبقى من كتائب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هناك.

وناشدت دول غربية، منها الولايات المتحدة، إسرائيل للتراجع عن مهاجمة المدينة الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية والتي تؤوي ما يربو على مليون فلسطيني نازح بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ سبعة أشهر على معظم المناطق المتبقية من قطاع غزة.

وقال عباس "ما يجري في غزة وما سيجري خلال الأيام القادمة، وما ستقوم به إسرائيل من اجتياح مدينة رفح، لأن جميع الفلسطينيين من أهل غزة تجمعوا في رفح وبقي ضربة فقط لكي يخرجوا جميعا".

وأضاف "وهنا تحصل أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني. نأمل أن تتوقف إسرائيل عن هذا العمل، عن هذا الهجوم".

وأكد عباس مجددا أنه يرفض تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وقال إنه يشعر بالقلق من أنه بمجرد أن تكمل إسرائيل عملياتها في غزة، فإنها ستحاول بعد ذلك إجبار السكان الفلسطينيين على الخروج من الضفة الغربية إلى الأردن.

وقال عباس "هذا الوضع باختصار، الوضع في قطاع غزة، ينطبق عليه بشكل أو بآخر ما يجري في الضفة الغربية. وأخشى ما أخشاه أن إسرائيل بعد أن تنتهي من غزة أن تتجه أيضا إلى الضفة الغربية لترحيل أهلها نحو الأردن".

ويصل القاهرة غداً الاثنين وفد من حركة حماس، لبحث المقترح المصري بخصوص الهدنة. ومن المقرر أن تسلم الحركة ردها خلال اللقاءات مع المسؤولين المصريين.

وقال مسؤول كبير في حماس طلب عدم الكشف عن هويته إن "وفدا قياديا من حماس برئاسة خليل الحية يصل مصر غدا ويلتقي مع مدير ومسؤولين في المخابرات المصرية العامة لمناقشة وتسليم رد الحركة (...) ومناقشة الاقتراح المصري الجديد لوقف النار وتبادل الأسرى".

ويأتي هذا بينما أفاد تلفزيون "آي 24" الإسرائيلي اليوم الأحد بأن إسرائيل تنتظر رداً من حركة حماس على آخر عرض بخصوص صفقة تبادل الأسرى، وذلك خلال 48 ساعة.

ونقل التلفزيون عن مسؤول لم يسمه قوله "أبدينا استعداداً لتقديم تنازلات كبيرة بخصوص عودة النازحين لشمال غزة".

وأضاف أن "المرحلة المكثفة من الحرب في غزة شارفت على نهايتها وأنظارنا تتجه إلى الجبهة الشمالية"، في إشارة إلى لبنان والمواجهة مع حزب الله والفصائل المسلحة هناك.

وشدد المصدر على أنه في حالة صدور رد سلبي من حماس، فمن المتوقع أن تختار إسرائيل إجراءً "تدريجياً ومنضبطاً" للتعامل مع ما تبقى من كتائب حماس في رفح.

يأتي هذا التطور وسط ضغوط دولية متزايدة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالإضافة إلى تشديد موقف عائلات الأسرى الإسرائيليين.

وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع أكسيوس السبت إن المقترح الإسرائيلي الجديد بشأن الصفقة المحتملة مع حركة حماس ينطوي على استعداد لبحث "استعادة تهدئة دائمة" في غزة بعد الإفراج عن المحتجزين.

وبحسب أكسيوس فإن هذه هي المرة الأولى منذ اندلاع الصراع في السابع من أكتوبر التي يبدي فيها زعماء إسرائيل استعداداً لمناقشة نهاية للحرب في غزة في إطار صفقة لتبادل المحتجزين.

والسبت أعلنت حركة حماس، في بيان تسلمها رد إسرائيل الرسمي على موقف الحركة حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والذي سلمته للوسيطين مصر وقطر في 13 أبريل الجاري، مشيرة إلى أنها حال الانتهاء من دراسته ستسلم ردها (للوسطاء)".

وجاء تسلم حماس للرد الإسرائيلي غداة زيارة وفد أمني مصري إلى تل أبيب، حاملا "مقترحًا لبلاده يتناول إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة عام"، حسبما أفادت به صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وحسب موقع "والا" العبري، زار وفد من الاستخبارات المصرية إسرائيل، الجمعة، وأجرى لقاءات مع الوفد الإسرائيلي المفاوض قبل أن يغادر بعد ذلك بساعات عائدا إلى القاهرة.

ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.

ولم تسفر المفاوضات بشكل نهائي عن بلورة اتفاق بسبب رفض إسرائيل مطلب حماس بإنهاء الحرب وسحب قواتها من قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق لحماس ضدّ إسرائيل أدّى إلى مقتل 1170 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات رسميّة إسرائيليّة.

وخلال هجوم حماس، خُطف أكثر من 250 شخصًا ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزّة، بينهم 34 توفّوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليّين.

ردًّا على ذلك، تعهّدت إسرائيل تدمير حماس التي تتولّى السلطة في غزّة منذ 2007 وتُصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي "منظّمة إرهابيّة".

وأسفرت الحرب المدمرة في قطاع غزّة عن مقتل 34388 شخصا، معظمهم مدنيّون من النساء والأطفال، حسب حصيلة وزارة الصحّة التابعة لحماس.