المعدات الطبية جبهة أوروبية أخرى في المعركة التجارية مع الصين

بروكسل تطلق موجة من التحقيقات تستهدف الصين للنظر في دعم التكنولوجيا الخضراء.
الخميس 2024/04/25
الجودة أحيانا ليست مهمة!

بروكسل - فتح الاتحاد الأوروبي الأربعاء تحقيقا بشأن المناقصات الصينية حول المعدات الطبية بشبهة حصول ممارسات “تمييزية” في حق منتجاته على خلفية توترات تجارية متنامية مع بكين، التي سارعت إلى اتهام فوري بأن الكتلة تنخرط في “الحمائية”.

وتشتبه بروكسل في أن حكومة ثاني أكبر اقتصاد في العالم ترجح كفة مزودين محليين في المشتريات الحكومية عبر سياسة شراء منتجات محلية على ما جاء في وثيقة فتح التحقيق التي نشرت في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.

وحددت الجريدة الرسمية الطرق التي يمكن أن يحدث بها ذلك، بما في ذلك من خلال سياسة “شراء الصين”. وترى المفوضية الأوروبية أن “هذه الإجراءات والممارسات التقييدية على الاستيراد مجحفة جدا” في حق شركات الاتحاد الأوروبي.

الاتحاد الأوروبي فتح تحقيقا بشأن المناقصات الصينية وذلك بشبهة حصول ممارسات تمييزية ضد منتجاته الطبية

ويخشى الأوروبيون من أن بكين تفضل مورديها عندما يتعلق الأمر أساسا بالحد “من شراء سلع مستوردة” وبفرض “شروط تفضي إلى عروض (أسعار) منخفضة بطريقة غير طبيعية لا يمكن أن تتحملها الشركات التي تبغي الربح”.

وجاء في الإشعار المنشور في الجريدة أن الاتحاد لديه مخاوف أيضا من أن الصين قد تفرض قيودا على الواردات، بالإضافة إلى فرض شروط “تؤدي إلى عطاءات منخفضة بشكل غير طبيعي لا يمكن للشركات التي تهدف إلى تحقيق الربح أن تدعمها”.

وفي حال لم تتوقف هذه الإجراءات التمييزية سيسمح هذا المسار للأوروبيين بمعاقبة الشركات الصينية في المناقصات الأوروبية.

وانتقدت بكين التحقيق. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ ونبين الأربعاء إن “الاتحاد الأوروبي يقدم نفسه على أنه أكثر الأسواق انفتاحا في العالم، لكن جل ما يراه العالم هو أنه يتوجه تدريجيا إلى الحمائية”.

وأكد وانغ “نطلب من أوروبا فورا الوفاء بوعدها بفتح السوق والمنافسة الشريفة واحترام قواعد منظمة للتجارة العالمية ووقف استخدام أي حجة للإلغاء أو الحد من وصول الشركات الصينية إلى السوق الأوروبية”.

ويعد سوق الأجهزة الطبية في الصين ثاني أكبر سوق بعد الولايات المتحدة، حيث تبلغ قيمته حوالي 135 مليار يورو في عام 2022 (145 مليار دولار)، وفقا لتقرير عام 2023 الصادر عن مركز الأبحاث ميريكس الذي يركز على الصين.

ويعد تحقيق الاتحاد الأوروبي هو الأول ضمن آلية المشتريات الدولية للكتلة والتي تسعى إلى تعزيز المعاملة بالمثل في الوصول إلى أسواق المشتريات العامة الدولية.

وقالت الجريدة الرسمية “إن الإجراءات والممارسات التقييدية تضر بشكل كبير ومنهجي بالمشغلين الاقتصاديين والسلع والخدمات في الاتحاد (الأوروبي) لأنهم يفضلون بشكل منهجي شراء المنتجات المحلية على حساب المنتجات المستوردة”.

وإذا توصل التحقيق إلى سلوك غير عادل من جانب الصين، فيمكن للأوروبيين أن يحدوا من وصول الشركات الصينية إلى سوق المشتريات العامة في الكتلة المكونة من 27 دولة.

ومن المتوقع أن ينتهي التحقيق في غضون تسعة أشهر، على الرغم من أن المفوضية الأوروبية يمكنها تمديد ذلك لمدة خمسة أشهر إضافية.

وجاء في نص الوثيقة أن بكين “مدعوة إلى تقديم آرائها وتقديم المعلومات ذات الصلة”، ويمكنها إجراء مشاورات مع المفوضية الأوروبية التي تعد السلطة التجارية للاتحاد الأوروبي، “لإلغاء أو معالجة التدابير والممارسات المزعومة”.

145

مليار دولار حجم سوق الأجهزة الطبية في الصين، وفق مركز الأبحاث ميريكس

وأطلقت بروكسل موجة من التحقيقات التي تستهدف الصين خلال الأشهر القليلة الماضية، للنظر في دعم التكنولوجيا الخضراء.

وأثار الأوروبيون غضب الصينيين في وقت سابق هذا الشهر بعد إعلانهم عن إجراء تحقيق بشأن موردي توربينات الرياح الصينية.

وركزت التحقيقات الأخرى على الدعم الصيني للألواح الشمسية والسيارات الكهربائية والقطارات، حيث تسعى بروكسل إلى الابتعاد عن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا الصينية الأرخص.

وأعلنت المفوضية الثلاثاء الماضي عن تنفيذ مداهمات مفاجئة في مكاتب الاتحاد الأوروبي لشركة مجهولة تصنع وتبيع “معدات أمنية” في إطار تحقيق في الدعم الأجنبي. ونددت غرفة التجارة الصينية في الاتحاد الأوروبي بالمداهمات في هولندا وبولندا.

وقال مسؤولو الاتحاد الأوروبي مرارا إنهم لا يريدون “تعريض علاقاتهم الاقتصادية مع الصين للخطر” بعد أن كشفت الحرب في أوكرانيا اعتماد أوروبا في مجال الطاقة على روسيا.

كما تبنى الاتحاد الأوروبي أيضا قوانين تضع الصين في أنظاره غالبا. ووافق البرلمان الأوروبي، الثلاثاء الماضي، على فرض حظر على المنتجات المصنوعة باستخدام السخرة (العمل القسري).

ويأمل المؤيدون أن يتم استخدامه لمنع البضائع من منطقة شينجيانغ الصينية حيث يقال إن أقلية الأويغور المسلمة تعاني من العديد من انتهاكات حقوق الإنسان.

وتم الإعلان عن التحقيق الأخير بعد أن ألقت السلطات الألمانية القبض على مساعد لعضو البرلمان الأوروبي اليميني المتطرف، ماكسيميليان كراه، للاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح الصين.

10