مقاضاة إعلاميين لبنانيين في الخارج وسيلة حزب الله لترهيب الإعلام

دبي - أعلن الإعلامي اللبناني في قناة “العربية” طاهر بركة أنه محروم من زيارة لبنان منذ ستة أشهر، على ضوء دعوى قضائية ضده بسبب محاورته لشخصيات إسرائيلية.
وكان المحامي غسان المولى قد تقدم بإخبار أمام النيابة العامة العسكرية في أواخر شهر نوفمبر بوكالته عن "هيئة ممثلي الأسرى والمحررين" والإعلامي حسين مرتضى، ضد بركة، بجرم "اتصال تلفزيوني مع المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني أفيخاي أدرعي".
وقال بركة في مقطع فيديو نشره في حسابه في منصة إكس إنه محروم من زيارة لبنان منذ ستة أشهر بسبب محاورة شخصيات إسرائيلية على شاشة غير لبنانية ولا تخضع لقوانين لبنان، بل تخضع لقوانين البلد الذي تبث فيه، أي الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف أن هناك جهات (لم يسمّها) تحاول استغلال ثغرات في القانون اللبناني. وألمح إلى تسييس في هذا الوقت، وذلك في إشارته إلى أن المقابلة كان يُجري مثلها منذ سنوات، لكنه لم يتعرض لهذا الإخبار القضائي في ذلك الوقت، بينما جرى الآن في إطار حرب غزة.
ودشن ناشطون وصحافيون حملة تضامن واسعة مع بركة على مواقع التواصل الاجتماعي منددين بالتحريض والافتراء الذي يتعرض له. لاسيما بعد واجه الأسبوع الماضي متحدثاً إسرائيلياً على الشاشة وانتهى الأمر بانسحاب الإسرائيلي من المقابلة، فيما هاجم المغردون حزب الله وتحكّمه بالدولة اللبنانية وفرض سطوته على السلطات وعلق صحافي:
وجاء في تعليق:
وكتبت الإعلامية اللبنانية ديما صادق:
وأعرب مغرد:
وأضاف آخر:
من جهتها، أصدرت جمعية “إعلاميون من أجل الحرية” بيانا أكدت فيه أن هذا السلوك مرفوض لأنه يشكل ترهيباً وتخويناً للعاملين في الإعلام، عبر استعمال مواد قانونية لا تنطبق عليها الصفات والاتهامات المقدمة في الإخبارات الكيدية.
وأعلنت الجمعية “التضامن مع جميع الزملاء الذين طالتهم هذه الإخبارات”، وناشدت القضاء حماية الحريات الإعلامية والعامة، مضيفة “نحن بصدد التشاور مع نقابتي الصحافة والمحررين ومع جميع الهيئات الإعلامية لتنظيم الاعتراض على هذا المسار المرفوض”.
وطاهر بركة ليس الإعلامي الوحيد الذي تعرض لملاحقات قانونية حركها حزب الله بسبب عمله الصحفي، إذ سبق أن تعرضت الإعلامية اللبنانية في قناة “العربية” ليال الاختيار لهجمة شرسة في لبنان، بعد استضافتها لأفيخاي أدرعي إذ وجّه إليها إعلاميون وناشطون انتقادات واسعة على هذا التواصل في ظل ما تتعرّض له غزة والشعب الفلسطيني من اعتداءات همجية وقتل وتدمير.
◙ طاهر بركة ليس الإعلامي الوحيد الذي تعرض لملاحقات قانونية حركها حزب الله بسبب عمله الصحفي إذ سبق للإعلامية اللبنانية ليال الاختيار أن تعرضت لهجمة شرسة
وفور انتشار فيديو للمقابلة التي رحّبت ليال في مستهلها بالناطق باسم الجيش الإسرائيلي ونادته “أستاذ أفيخاي”، تلقت الإعلامية اللبنانية انتقادات كثيرة من قبل ناشطين موالين لحزب الله، ووصل الأمر ببعضهم حد اتهامها بـ"المتصهينة" وتسميتها "ليال أدرعي".
وأعلنت هيئة ممثلي الأسرى والمحررين من السجون الإسرائيلية أن "المحامي غسان المولى تقدم بوكالته عن بعض الإعلاميين والأسرى المحررين، بإخبار لدى المحكمة العسكرية ضد ليال الاختيار المدعية لصفة الإعلامية، لإجرائها مقابلة صحفية مع أفيخاي أدرعي".
وردت الاختيار على الحملة الموجهة ضدها وقالت “كنت أقوم بعملي كإعلامية، الذي يقتضي نقل الحقيقة والصورة ونقل الخبر كما هو”، وأضافت “التوجه في القناة التي أعمل فيها هو عدم الانحياز، ونقل معاناة الناس وأوجاعهم”.
وتابعت “كنت أنقل بطريقة موضوعية فقرروا إطلاق حملة ضدي”، لافتة إلى أنّ “الملف بحقها هو سياسي وليس بالقانوني، وأنها اعتبرت الإخبار ضدها نوعا من التهويل في المرحلة الأولى”، مشيرة إلى أنها لا تتمكن من زيارة لبنان.
وعن دور الإعلام بمقابل وسائل التواصل الاجتماعي، أكدت أنّ "المشاهد يتابع القناة الموثوقة وهنا تكمن المسؤولية الإعلامية"، وقالت "للإعلام دور أساسي في ترجمة الواقع السياسي والنزاعات".
من جهتها، أعلنت قناة "العربية" عن تضامنها مع الاختيار بعد مذكرة البحث والتحري التي صدرت بحقها، وهجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي تعرضت له من قبل موالين لحزب الله. وأكدت "العربية" وقوفها إلى جانب الاختيار ودعمها إلى جانب وقوفها مع الصحافيين في تأدية مهامهم.