ملتقى المبدعات العصاميات يحتفي بأعمال فنانات تونسيات

الملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي يقدم عددا من الورشات الفنية والمعارض والأنشطة للمولعات بالفن.
الأربعاء 2024/04/24
تحفيز على دخول عالم الفن

المنستير (تونس) – تنطلق الخميس فعاليات الدورة العشرين من الملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي في مدينة المنستير (وسط شرق تونس) مقدمة على امتداد أربعة أيام العديد من الأنشطة والمعارض والفعاليات.

ويسلط الملتقى الذي يستمر من الخامس والعشرين إلى الثامن والعشرين من أبريل الجاري الضوء على إبداعات فنانات تشكيليات من مختلف جهات تونس، يشتركن في ولعهن بالفن وبتجاربهن العميقة فيه رغم عدم تلقيهن التكوين الأكاديمي فيه.

ويفتتح الملتقى مساء الخميس باستقبال المشاركات بالمركب الثقافي بالمنستير، بينما تشهد الفقرة الليلية تقديم شهادات وتجارب حول النسوية الإبداعية بإشراف الباحثين سامي بشير وحمدة دنيدن.

شهادات وتجارب حول النسوية الإبداعية
شهادات وتجارب حول النسوية الإبداعية

وصبيحة اليوم التالي الجمعة تنطلق الورشات بمختلف تقنياتها بعنوان “تانيت وأيقونة الإبداع في زمن الرقمنة” بقصر الرباط بالمنستير، ونجد ضمن الورشات التي يوفرها الملتقى هذا العام ورشة الرسم على الماء “فن الإيبرو” إشراف الفنانة زهرة زرّوق، ورشة الغرافيك إشراف الأكاديمية هالة الهذيلي، ورشة الفسيفساء إشراف كريم كريّم، ختاما بورشة الطباعة الأحادية إشراف الأكاديمي محمد بركة.

ويكون مساء الجمعة موعدا مع الافتتاح الرسمي للملتقى في حفل يشهد مراوحة موسيقية للفنان محمد الغربي، علاوة على تدشين المعرض الجماعي بعنوان “تناغمات لونية بأنامل نسائية” الذي تقدمه مجموعة من المشاركات في التظاهرة. كما ينظم ضمن اليوم الافتتاحي عرض Mapping للأكاديمية منى حفيظ.

وتستمر الورشات ليل الجمعة من خلال تنظيم ورشة تفاعلية حول استغلال الذكاء الاصطناعي والميديا الجديدة في ترويج الأعمال التشكيلية، تنشيط الإعلاميين تهاني الإميم وصالح سويسي.

ويتواصل نشاط الورشات لليوم الثالث من الملتقى، يتم على إثرها تدشين جدارية محمد سحنون على حائط المركب الثقافي بالمنستير، بينما يخصص المساء لسهرة للمشاركات. ويختتم الملتقى فعالياته يوم الأحد بعرض موسيقي يتخلله تكريم المشاركات في الملتقى.

وجاء في بيان المنظمين المعنون بـ”الحياة قصيرة والفن مديد” أنه “لأن الأرض أنثى، والسماء أنثى، والحياة أنثى. أرادت المرأة المبدعة أن تكون علامة فارقة في المشهد الثقافي وقادحا للخلق وإثبات الوجود، وهو ما جعلها تنتصر على العدم من خلال تحويل السائد والعادي والقبيح إلى مجال شاسع للبوح والجمال والعطاء”.

وأضاف البيان “إنها المرأة المفكرة والمبتكرة والفاعلة عبر العصور نحتت لذاتها وللآخر بألوانها وفرشاتها وبجميع أدواتها، لوحات طريفة لافتة. وشكلت مشهدا مغايرا للمألوف تتجلى فيه عناصر متنوعة، متماهية تارة، متناغمة، وطورا متنافرة تتفاعل بين الجوهر والمظهر، حيث تتقاطع الأبعاد، وتتجاوز الأضداد، وتتمازح الألوان والظلال فتنتج المعرفة وتحيل الخيال من الائتلاف إلى الاختلاف”.

ثث

هكذا هي المرأة المبدعة، وفق بيان المنظمين، أم التجارب منذ البدء ما فتئت تحضن بخيالها الخصب ولمساتها الفنية العالية أكوانا من الدهشة والفرادة والوحي الخلاق برهافة حس ورقّة شعور، وإصرار دائم على التميز والنجاح.

ويضيف البيان “لقد برهنت الفنانة التشكيلية العصامية القادمة من شتى أنحاء البلاد، ومن خلال هذا الملتقى الوطني ومنذ سنوات طويلة وبدعم كبير من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية والمركب الثقافي بالمنستير أنها قادرة على التجاوز ومزيد البذل والعبور وتخطي الصعاب لبناء جسور الخلق والفن في لحظة إنسانية صادقة وفارقة متمردة على الرتابة والرداءة بالحفر عميقا في تضاريس الفكرة وشفافية الموضوع، وهي التي تجتهد بأساليبها المتنوعة لتشكل فوق اللوحة مسرحا من العلاقات المتشابكة والدلالات العميقة لكل ما يختلج في دواخلها من تطلعات وأحلام وآمال”.

والمبدعات العصاميات هن اللاتي لم يتلقين الفن من المدارس الخاصة به، لكن لا يقلل هذا من شأن أعمالهن، لذا يقدم لهن الملتقى فرصة للانطلاق في تجاربهن الفنية، ويفتح أمامهن فرصة للتكوّن في التقنيات التشكيلية، وتتمثل مهمة الملتقى الفريد من نوعه في دفع المبدعات العصاميات إلى المشاركة بأعمالهن الفنية، كما يوفر لهن التعريف بتجاربهن، إضافة إلى المساهمة في صقلها من خلال عدد من الورشات والأنشطة.

ويهدف الملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي إلى الانفتاح على التجارب الإبداعية ذات الخصوصية، وإتاحة الفرص للمبدعات التونسيات للتعريف بفنهنّ محليّا مع الاستفادة من تجارب المحترفين من تونس وخارجها.

فف

13