نتنياهو يتوعد بزيادة الضغط على حماس وسط استعدادات عسكرية

الأراضي الفلسطينية - تستعدّ إسرائيل التي تحتفل الاثنين ببدء عيد الفصح اليهودي، لزيادة الضغط العسكري على قطاع غزّة حيث يقول جيشها إنّه يُعدّ "للمراحل التالية من الحرب" ضدّ حركة حماس، بعد أسابيع من الحديث عن خطة بشأن اجتياح بري لمدينة رفح الحدودية مع مصر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مصوّر مساء الأحد عشيّة عيد الفصح اليهودي "سنوجّه ضربات إضافيّة ومؤلمة. في الأيّام المقبلة، سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس، لأنّ هذا هو السبيل الوحيد لدينا لتحرير الرهائن".
من جهته، التقى رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي الأحد قادة العمليّات العسكريّة في غزّة و"وافق على المراحل التالية للحرب"، حسبما قال المتحدّث باسم الجيش دانيال هاغاري.
وقال هاغاري إن رئيس الأركان هرتسي هاليفي، "صادق على خطط لاستمرار العمليات" في قطاع غزة.
وأضاف "أكملنا هذا الأسبوع في غزة عملية أخرى في وسط قطاع غزة ضد حماس لتدمير البنية التحتية لها".
وأشار هاغاري، إلى أن "هناك دائما قوات تعمل داخل غزة، إلى جانب قوات إضافية تستعد للخطوات التالية في الحرب".
ويُلوّح نتنياهو منذ مدّة بشنّ هجوم برّي على مدينة رفح في أقصى جنوب غزّة حيث لجأ أكثر من 1.5 مليون شخص، مؤكدا ضرورة تنفيذ ذلك للقضاء على آخر معقل رئيسي لحركة المقاومة الإسلاميّة في القطاع.
لكنّ المنظّمات الإنسانيّة وعددا متزايدا من الدول الأجنبيّة تُعارض هذه العمليّة، خشية أن تتسبّب في سقوط كثير من الضحايا المدنيّين.
ويؤكّد الجيش الإسرائيلي أنّ بعض الرهائن الذين خُطفوا في 7 أكتوبر في إسرائيل، محتجزون في رفح.
واندلعت الحرب في غزّة بعد هجوم نفّذته حماس على الأراضي الإسرائيليّة في 7 أكتوبر، أسفر عن مقتل 1170 شخصا، غالبيّتهم مدنيّون، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات رسميّة إسرائيليّة.
وخُطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، قضى 34 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليّين.
ودعت عائلات الرهائن، الإسرائيليّين إلى ترك مقعد شاغر خلال عشاء عيد الفصح اليهودي مساء الاثنين، من أجل تذكّرهم.
وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي "في عيد الفصح، سيكون 200 يوم من الأسر قد مرّ على الرهائن... سنُقاتل حتى تعودوا إلينا".
وفي غزّة، ارتفعت الحصيلة الإجماليّة للضحايا منذ اندلاع الحرب إلى 34097 قتيلا، معظمهم مدنيّون، وفق حصيلة أوردتها وزارة الصحّة التابعة لحماس الأحد.
وفي جنوب القطاع، أكّد الدفاع المدني الأحد إخراج ما لا يقلّ عن 50 جثّة لأشخاص دفِنوا بعد قتلهم بأيدي القوّات الإسرائيليّة في مستشفى في خان يونس.
وقال الجيش الإسرائيلي ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية إنّه يتحقّق من هذه التقارير.
وبحسب الدفاع المدني في غزّة، عثِر على بعض من الجثث "منزوعة الملابس" و"قد تحلّل" معظمها في باحة مجمع ناصر الطبّي.
ورصدت وكالة الصحافة الفرنسية عناصر في الدفاع المدني يستخرجون الجثث من باحة المستشفى فيما لُفّت جثث عدّة بأكفان.
واحتشد سكّان في المكان نفسه بحثا عن أقارب لهم مفقودين. من بين هؤلاء أمّ محمد الحرازين التي تبحث عن زوجها. وقالت "لقد فُقِد منذ نحو شهر. لم يكن يخرج سوى ليأتي لنا بالطعام والماء. لقد اختفى لحظة دخول الجيش الإسرائيلي إلى خان يونس".
يأتي ذلك غداة مصادقة مجلس النوّاب الأميركي على مساعدات عسكريّة لإسرائيل بـ13 مليار دولار، ما اعتبرته حركة حماس "رخصة وضوء أخضر لحكومة المتطرّفين الصهاينة للمضيّ في العدوان الوحشي على شعبنا".
وفي محادثة الأحد مع بيني غانتس، عضو حكومة الحرب الإسرائيليّة، أكّد وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن "التزام الولايات المتحدة أمن إسرائيل"، وفق ما قالت الخارجيّة الأميركيّة.
وكذلك، شدّد بلينكن على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانيّة لغزّة، فضلا عن "وقف فوري لإطلاق النار يضمن إطلاق سراح الرهائن، وتدابير إضافيّة لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيّين".
لكنّ المفاوضات للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار متعثّرة، فقد أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الأربعاء الماضي أن المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن الهدنة وتبادل أسرى في قطاع غزة تشهد "بعضا من التعثر".
وأشار إلى أنّ الدوحة "تقوم بعمليّة تقييم شامل لدور" الوساطة الذي تؤدّيه.
إلى ذلك، تشهد الضفّة الغربيّة المحتلّة تصاعدا في أعمال العنف مع مقتل ثلاثة فلسطينيين هم شابان وامرأة برصاص القوات الإسرائيلية الأحد، وفق وزارة الصحة في رام الله.
وأكّد الجيش الإسرائيلي أنّ قوّاته "حيّدتهم" بعد محاولتهم مهاجمة جنود.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني أفاد السبت بأنّ 14 شخصاً قُتلوا في عملية عسكريّة إسرائيليّة بدأت مساء الخميس في مخيّم نور شمس قرب طولكرم في الضفّة التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد وفاة أحد جنوده بعدما أصيب في 17 أبريل بجروح بالغة في هجوم لحزب الله على قرية في شمال إسرائيل.