تكتل سياسي جديد يكشف مرشحه لمنافسة تبون على رئاسة الجزائر

بلقاسم ساحلي ثالث شخصية سياسية تخوض السباق الانتخابي مع إعلان الأمين العام لحزب التجمع الجزائري ترشحه بعد أن سبقتهما إلى ذلك زبيدة عسول.
السبت 2024/04/20
تكتل من سبعة أحزاب لاعادة الاعتبار للفعل السياسي والحزبي

الجزائر - اتفقت مجموعة من الأحزاب السياسية في الجزائر على ترشيح رئيس حزب "التحالف الجمهوري"، بلقاسم ساحلي، للانتخابات الرئاسية المبكرة، والتي من المقرر إجراؤها في السابع سبتمبر المقبل، وفقا لما ذكرت تقارير إعلامية محلية.

وقررت سبعة أحزاب سياسية تأسيس تكتل يحمل اسم "تكتل أحزاب الاستقرار والإصلاح" وتحت شعار "إعادة الاعتبار للفعل السياسي، الانفتاح والحوار، من أجل الاستقرار والإصلاح" بحسب صحيفة "النهار"الجزائرية.

واتفقت الأحزاب على ترشيح رئيس حزب "التحالف الجمهوري"، بلقاسم ساحلي، للانتخابات الرئاسية المبكرة.

وفي انتخابات عام 2019، أعلن بلقاسم ساحلي ترشحه لرئاسة الجزائر، لكنه لم يستوف الشروط الكاملة، ما استدعى المجلس الدستوري حينها إلى رفض ملف ترشحه.

وأرجعت الأحزاب المشاركة تأسيس التكتل إلى "غياب رؤية توافقية وقراءة سياسية موضوعية وحكيمة للتطلعات المشروعة التي عبر عنها الجزائريون في العديد من المناسبات، وتأثير الاستقطاب والاصطفاف الحاد لدى الأوساط السياسية والمجتمعية".

وأشار البيان التأسيسي للتكتل السياسي الجديد إلى "غياب حوار جاد وموسع حول الآليات الانتخابية، وعدم توفير الظروف الملائمة لتحقيق التفاف قوي لمختلف شرائح المجتمع حول المشاريع الإصلاحية"، وهو ما دفع إلى تأسيس الجسم الجديد، الذي يهدف إلى إعادة الاعتبار للفعل السياسي والحزبي".

ويستهدف التكتل السياسي الجديد في الجزائر إلى "خلق الديناميكية اللازمة والتفاعل الضروري والانخراط الجماهيري لدى الأوساط الشعبية، وكذا ترقية الحوار الوطني وتحريك النقاش السياسي داخل البلاد، وحثّ مختلف الأحزاب وفعاليات المجتمع المدني على الانخراط في نقاش هادف وبناء، مبني على أساس النقاش الحر والمسؤول".

ومن بين الأهداف التي يضعها التكتل "السعي إلى رفع التحديات المستجدة على البلاد، وأبرزها الحفاظ على الاستقلال الوطني وسيادة القرار الجزائري، وتعميق الديمقراطية وترقية الحسّ المدني، وتنويع الاقتصاد الوطني وتحريره من التبعية المفرطة للمحروقات، بالإضافة إلى تعزيز ديناميكية السياسة الخارجية للبلاد، وتفعيل دورها في القضايا الإقليمية والدولية".

وذكر ساحلي في كلمة له أن الانتخابات الرئاسية القادمة هي "موعد تاريخي تتنافس فيه مختلف البرامج"، مبرزا أن ترشحه لهذا الاستحقاق تم في إطار "رؤية معتدلة من أجل إعادة الاعتبار للتيار الديمقراطي الجمهوري وتحقيق إصلاح سياسي وبناء اقتصاد قوي ومتنوع".

وذكر ساحلي أن التكتل السياسي الجديد "يبقى مفتوحا على كافة التشكيلات السياسية، سواء الراغبة في الانضمام إليه أو التنسيق معه".

وساحلي هو ثالث شخصية سياسية يعلن دخوله السباق نحو قصر المرادية، تزامنا مع إعلان الأمين العام لحزب التجمع الجزائري، طارق زغدود، ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية، بعد أن سبقتهما إلى ذلك رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي، زبيدة عسول.

وحسب المصدر ذاته، فقد عقد حزب التجمع الجزائري، اجتماعا لمكتبه الوطني الجمعة خصص لدراسة سبل مشاركة الحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر المقبل.

وتمخض الاجتماع عن اختيار الأمين العام للحزب، طارق زغدود، للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، من أجل "المساهمة في إثراء العمل السياسي وتنشيط التعددية الحزبية وإعطاء حركية للنهج الديمقراطي الذي تشهده الجزائر".

وقرر المكتب الوطني لحزب التجمع الجزائري، إنشاء لجنة داخل الحزب تعمل على ضمان "التحضير الجيد لهذا الموعد الانتخابي".

وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، قد أكد في أواخر مارس الماضي، أن قرار إجراء انتخابات رئاسية "مسبقة" في 7 سبتمبر 2024، أي قبل 3 أشهر من الموعد المقرر لها، جاء "لأسباب تقنية محضة"، رافضا التصريح إن كان سيترشح لولاية ثانية من عدمه.

وقال تبون "المنطق الأساسي لهذا التغيير هو أن شهر ديسمبر ليس التاريخ الحقيقي للانتخابات. نعرف أنه بعد استقالة الرئيس المرحوم (عبدالعزيز بوتفليقة) تولى الرئاسة رئيس مجلس الأمة وتم تجديد موعد الانتخابات، لكن للأسف لم تحدث وتم تمديد" المرحلة الانتقالية.

وتابع "الأسباب تقنية محضة ولا تؤثر على سيرورة (سير) الانتخابات"

وأوضح "في سبتمبر يكون المواطن أكثر استعدادا للإدلاء بصوته بعد العطلة الصيفية، ويكون كل الناس قد رجعوا إلى الوطن".

وكانت رئاسة الجمهورية أعلنت في 21 مارس في بيان صدر إثر اجتماع خاص ترأسه تبون وحضره رئيس الوزراء ورئيسا غرفتي البرلمان ورئيس أركان الجيش ورئيس المحكمة الدستورية "إجراء انتخابات رئاسية مسبقة يوم 7 سبتمبر  2024".

وأضاف البيان أنه "سيتم استدعاء الهيئة الناخبة يوم 8 يونيو 2024".

وجرت آخر انتخابات رئاسية في 12 ديسمبر 2019 وفاز فيها تبون بحصوله على 58 بالمئة من الأصوات، ليخلف حينها بوتفليقة الذي دُفع إلى الاستقالة بضغط من الجيش والحراك الاحتجاجي الشعبي.