إيران تجلي موظفيها من سوريا تحسبا لرد إسرائيلي

وزير الخارجية الإيراني يكشف عن تفاصيل المراسلات مع واشنطن ليلة القصف على الدولة العبرية.
الخميس 2024/04/18
مخاوف إيرانية من استهداف مقاراتها الدبلوماسية مجددا

واشنطن – قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الخميس إن إيران بدأت تجلي موظفيها من مواقع سورية، تحسبًا لرد إسرائيلي عقب هجومها السبت على إسرائيل انتقاما لقصفها أحد مبانيها الدبلوماسية بدمشق مطلع أبريل الجاري.

ويأتي ذلك في وقت تتواصل الدعوات الإقليمية والدولية إلى خفض التوترات في الشرق الأوسط، مع تصاعد المؤشرات بمواجهة إسرائيلية_إيرانية في قادم الأيام ما يهدّد بجرّ المنطقة إلى مزيد من التصعيد في خضمّ الحرب مع حركة حماس في قطاع غزة.

وبحسب الصحيفة فإن "إيران تستعد لهجوم إسرائيلي انتقامي على أراضيها أو على وكلائها"، وأبرزهم حزب الله جنوب لبنان.

وقالت إن ذلك يأتي "في حين تضغط الولايات المتحدة والدول الأوروبية على إسرائيل من أجل رد يمنع تصعيد التوترات الناجمة عن هجوم طهران بالصواريخ والطائرات بدون طيار نهاية الأسبوع الماضي".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومستشارين سوريين وإيرانيين قولهم، إن "طهران بدأت أيضًا في إجلاء موظفيها من مواقع في سوريا حيث يوجد الحرس الثوري الإيراني بشكل كبير".

وتترقب إيران بكثير من الحذر رد الدولة العبرية على الهجوم الذي نفذته طهران ليل السبت/الأحد بالمئات من المسيرات والصواريخ البالستية، على الأراضي الإسرائيلية، وتحاول من حين إلى آخر الادعاء بأنها لا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب.

فقد قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لدى إنّ بلاده بعثت "رسائل" عدّة إلى الولايات المتحدة للتأكيد أنّ إيران "لا تسعى إلى توسيع التوترات" في الشرق الأوسط مع إسرائيل، حسبما أفادت وزارته الخميس.

وأضاف عبداللهيان لدى وصوله ليل الأربعاء الخميس إلى نيويورك لحضور اجتماع لمجلس الأمن الدولي "ما يمكن أن يزيد التوترات في المنطقة هو سلوك النظام الصهيوني".

وكانت إسرائيل أعلنت الأربعاء أنّها تحتفظ "بالحق في حماية نفسها" في مواجهة إيران، في أعقاب الهجوم الذي نفذته الجمهورية الإسلامية ليل السبت الأحد على أراضيها بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وشدّد الوزير الإيراني على أنّه "تمّ بعث رسائل قبل العملية وبعدها" إلى الولايات المتحدة، خصوصاً عبر السفارة السويسرية في طهران التي تمثّل المصالح الأميركية في إيران في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، موضحا أن الهدف هو "التوصّل إلى فهم صحيح لتصرّفات إيران".

وقال "ابلغنا الأميركيين بوضوح أنّ قرار... الرد على النظام الإسرائيلي"، في أعقاب الضربة المنسوبة إلى إسرائيل ضدّ القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل، كان "نهائياً".

وأضاف "حاولنا أن نوضح للولايات المتحدة في هذه الرسائل أنّنا لا نسعى إلى توسيع التوترات في المنطقة".

ومن المتوقع أنّ يلتقي أمير عبداللهيان في نيويورك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزراء خارجية آخرين على هامش اجتماع مجلس الأمن لمناقشة طلب السلطة الفلسطينية نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

والأربعاء، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن رد بلاده على إسرائيل كان "محدودا وعقابيا"، وتوعّد تل أبيب بالتعامل "بشدة وصرامة" في حال قيامها بأدنى هجوم على الأراضي الإيرانية.

وبدوره، قال قائد القوات البحرية الإيرانية الأدميرال شهرام إيراني، الأربعاء إن قطعا بحرية سترافق سفن بلاده التجارية إلى البحر الأحمر، في إطار تجهيز قواتها لرد إسرائيلي متوقع على هجوم انتقامي إيراني غير مسبوق في 13 أبريل.

وقالت هيئة البث العبرية الخميس إن الآراء ما زالت متباينة بين قادة إسرائيل حول طبيعة الرد على إيران عقب هجومها على إسرائيل السبت انتقاما لاستهداف أحد مبانيها الدبلوماسية بسفارتها لدى العاصمة السورية دمشق مطلع أبريل الجاري.

ونقلت الهيئة عن مصدر إسرائيلي لم تسمّه، قوله إن "إسرائيل ستجد صعوبة في تنفيذ الرد على الهجوم الإيراني بالصيغة الأصلية التي تم التخطيط لها والمصادق عليها مسبقا من قبل الحكومة"، مساء السبت وصباح الأحد. ولم تفصّل الهيئة ماهيّة هذا الرد الذي أقرّته الحكومة وطريقة تنفيذه، لكنها قالت "قرر رئيس الوزراء انتظار إجراء محادثة مع الرئيس الأميركي جو بايدن حول القضية ولن يكون الرد كما كان مخططًا له، فقد تفاقمت الحساسية السياسية".

واستدركت "سيكون هناك رد، لكن على الأغلب سيكون مختلفا عما كان مخططا له ومختلفا عما كان ينبغي القيام به على الفور بعد الهجوم الإيراني ليلة السبت وصباح الأحد".

وقالت الهيئة "في إطار الضغط على إسرائيل لتجنب رد غير عادي، قال دبلوماسيون بعد أن تحدثوا مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى لا أحد يضمن أننا سنكون قادرين على منع الهجوم الإيراني القادم بنسبة 100 بالمئة".

وسبق أن أعلنت إسرائيل أن عدة دول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، شاركت في صد الهجوم الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة.

وبهذا الصدد، نقلت هيئة البث عن دبلوماسيين غربيين لم تسمّهم، أن "التفاهم (مع الغرب) هو أن إسرائيل ستردّ، والسؤال هو كيفية التأكد من أن الرد لن يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق".

وقالت الهيئة "نصح نتنياهو بمهاجمة منشآت حسّاسة في إيران ردا على هجوم السبت".

وذكرت أنه "لا يزال تباين الآراء في القيادة الإسرائيلية حيال هذه المسألة مستمرًا، ويعتقد معظم صنّاع القرار أنه يجب تنفيذ الرد في أسرع وقت ممكن" مضيفة "وفقًا لمسؤول حكومي إسرائيلي كبير، فإنه مع مرور كل يوم، تتضاءل فرص وقوع ضربة انتقامية قوية في إيران".

لكنها بيّنت أنه "في الوقت نفسه هناك ضغوط دولية على إسرائيل لعدم اتخاذ خطوات تصعيدية ملحوظة قد تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة بين إسرائيل وإيران".

كما نقلت عن دبلوماسي أوروبي، لم تسمّه، أن "أوروبا مستعدة للذهاب بعيدًا فيما يتعلق بفرض عقوبات على إيران".