نتفليكس تخوض معركة تحفيز قدرتها التنافسية في البث التدفقي

نيويورك - ستكون خطة نتفليكس للحفاظ على نمو المشتركين بعد ربعين من الزيادات الكبيرة موضع التركيز عندما تعلن عن أرباحها الخميس، مع تحذير بعض المحللين من أن المكاسب من الحملة على مشاركة كلمات المرور من المقرر أن تتراجع.

وشهدت شركة البث المباشر أقوى نمو لها منذ الوباء في النصف الثاني من 2023، حيث اشترك حوالي 22 مليون شخص في الخدمة بعد أن قيدت نتفليكس مشاركة كلمات المرور على مستوى العالم.

ولكن من المتوقع أن يتباطأ التأثير الناجم عن حملة مشاركة كلمات المرور هذا العام، ممّا يسلط الضوء على جهودها الأخرى، بما في ذلك المستوى المدعوم بالإعلانات والتركيز المتزايد على الرياضة.

ومن المتوقع أن تضيف الشركة 5 ملايين مشترك في الربع الأول المنتهي في مارس، وفقًا لبيانات شركة الأبحاث أل.أس.إس.جي.

وفي حين أن هذا يمثّل ما يقرب من ثلاثة أضعاف الإضافات التي شهدتها في الفترة ذاتها من العام الماضي والتي بلغت 1.8 مليون مشترك، إلا أنه يمثل تباطؤًا عن النمو الكبير الذي شهدته في الربعين الأخيرين من عام 2023.

وكانت برامج نتفليكس الأصلية بما في ذلك “فوول مي ون” و”غريزلدا” من بين أفضل برامج البث المباشر في الولايات المتحدة في يناير وفبراير الماضيين، وكان المحتوى المرخص مثل “غريز أنتومي” من بين أكثر البرامج التي يتم بثها، وفقا لبيانات من شركة نيلسون.

ومن المتوقع أن تضيف الشركة حوالي 3.7 مليون مشترك في الربع الثاني المنتهي في يونيو المقبل، بينما يتابع المحللون الخطوة التالية لحملة مشاركة كلمات المرور.

وتم تنفيذ هذه الحملة عالميا في مايو الماضي، وقد أدى إلى تحركات مماثلة من قبل منافسي البث المباشر مثل والت ديزني وساعدت في ارتفاع سعر سهمها بنحو الثلث في عام 2024.

لكن بعض المحللين قالوا إن الحملة الأمنية وصلت إلى نقطة التشبع في الولايات المتحدة، على الرغم من أنه قد يكون لها مجال للتنفيذ في الأسواق الدولية بما في ذلك الهند.

وقال باولو بيسكاتور المحلل في شركة بي.بي فوسايت لوكالة رويترز “ستكون هناك بعض المخاوف من التشبع في الأسواق الأساسية الرئيسية، نظرا للنمو الأوّلي من حملة تقاسم كلمات المرور”.

وذكر قسم الإعلانات في الشركة في يناير الماضي أن نتفليكس تجاوزت 23 مليون مشترك شهريا لفئتها المدعومة بالإعلانات، وتمثل الخطة 30 في المئة من جميع الاشتراكات الجديدة في البلدان الاثني عشر المتاحة.

ويتوقع المحللون أن ينمو اعتماد الخطة المدعومة بالإعلانات، والتي تكلف 6.99 دولار شهريًا في الولايات المتحدة، هذا العام بعد أن رفعت نتفليكس مؤخرًا أسعار خططها المجانية التجارية.

ورجّح محللون في شركة ويب بوش سيكوريتيز الشهر الماضي أن تدفع هذه الزيادة في الأسعار المزيد من مشتركي الطبقة الأساسية إلى الطبقة المدعومة بالإعلانات بينما تؤدي إلى ارتفاع متوسط الإيرادات لكل مستخدم من ارتفاع أسعار الطبقة المميزة".

وأشاروا إلى أن "الطبقة الإعلانية ستستمر في الحد من الاضطراب، ولديها فرصة كبيرة لتوسيع إيراداتها الإعلانية في عام 2024 وما بعده".

وذكرت نتفليكس خلال التواصل مع المستثمرين في الربع الماضي، أنها تتوقع استثمار ما يصل إلى 17 مليار دولار هذا العام على المحتوى “بطريقة ذكية وحكيمة ومسؤولة”.

ويرى المحللون أن إنفاق الشركة الثابت على المحتوى ساعدها على جذب المشتركين في وقت يسحب فيه المنافسون استثماراتهم في محاولة لجعل خدمات البث الخاصة بهم مربحة.

وقال جيف فلودارتشاك المحلل في مجموعة بيفوتال للأبحاث "في الولايات المتحدة على وجه التحديد، يبدو أن منافسيهم في مجال البث المباشر على استعداد متزايد لبيع المحتوى الحصري السابق لنتفليكس، وهو ما من شأنه أن يساعد في تقليل الاضطراب".

وفي خضم ذلك، سيراقب المستثمرون خطط الشركة في ما يتعلق بالمحتوى الرياضي بعد أن وقّعت صفقة مع مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية الأميركية (دبليو.دبليو.إي) في وقت سابق من هذا العام لبث برنامجها الأسبوعي الرائد "راو" اعتبارا من العام 2024.

وأدت الخطوة إلى تعميق رهان نتفليكس على ما تسميه الشركة الترفيه الرياضي، حيث تتطلع إلى الاستفادة من ثبات هذا المحتوى دون دفع علامات الأسعار التي تبلغ مليار دولار والتي تأتي مع الحقوق الرياضية التقليدية للبطولات مثل الدوري الأميركي للمحترفين.

وقال فلودارتشاك "لقد مثلت دبليو.دبليو.إي صفقة مالية جذابة للغاية. إنها موجهة نحو الترفيه أكثر من الرياضة، لذلك كان من المنطقي إلى حد ما أن تقوم نتفليكس بذلك".