بكين تكثف الجهود لتخفيف الاضطرابات بالشرق الأوسط بعد الرد الإيراني

بكين – أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي اتصالات هاتفية مساء الاثنين مع كل من نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبداللهيان لبحث جهود التهدئة في الشرق الأوسط، ما يشير إلى أن بكين تسعى إلى لعب دور صانع السلام في المنطقة.
وفي أحدث ردود الفعل الدولية المستمرة على الضربة الانتقامية الإيرانية على إسرائيل ردا على مهاجمة سفارة طهران في سوريا، أعلنت الصين أنها تعتقد أن إيران قادرة على "التعامل مع الوضع بشكل جيد وتجنيب المنطقة المزيد من الاضطراب" مع الحفاظ على سيادتها وكرامتها.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قوله لنظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في اتصال هاتفي الاثنين إن بكين تقدر تأكيد طهران على عدم استهداف دول المنطقة ودول الجوار.
وقال وانغ أيضا إنه أشار إلى وصف إيران أفعالها بأنها محدودة وتم تنفيذها دفاعا عن النفس. وأضاف وانغ أن بكين تدين بشدة وتعارض بقوة الهجوم على السفارة، ووصف الأمر بأنه "غير مقبول".
وبعد إطلاع وانغ على موقف إيران، أخبره أمير عبداللهيان بأن طهران تدرك التوتر في المنطقة، وترغب في ممارسة ضبط النفس وليس لديها أي نية لمزيد من التصعيد.
كما حذّر الوزير الإيراني نظيره الصيني، وفقاً للوكالة، من أنّ أيّ هجوم جديد ضدّ مصالح إيران أو أمنها سيؤدّي إلى ردّ فعل "حاسم وفوري وكبير"، مشيرة إلى أنّ هذا التحذير موجّه خصوصا إلى واشنطن.
وتصاعد التوتر في الشرق الأوسط مع تعهد الجيش الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني، ودعت عدة دول إلى ضبط النفس. ومنذ الهجوم الصاروخي الذي وقع مساء السبت، استدعت دول عديدة السفراء الإيرانيين.
وليل السبت الأحد أطلقت إيران على إسرائيل أكثر من 300 مقذوف شملت طائرات مسيّرة مفخّخة وصواريخ بالستية ومجنّحة، في هجوم غير مسبوق أكّد الجيش الإسرائيلي أنّه تمكّن بمساعدة أميركية خصوصاً من "إحباطه".
وقالت طهران إنّ هذا القصف هو ردّ على غارة دمّرت مطلع أبريل الجاري القنصلية الإيرانية في دمشق وتسبّبت بمقتل 16 شخصاً بينهم عناصر وقياديان في الحرس الثوري الإيراني. وأكّدت طهران أنّ الغارة التي استهدفت قنصليتها شنّتها إسرائيل.
وذكرت وكالة شينخوا أن وانغ تحدث أيضا مع وزير الخارجية السعودي في نفس اليوم، موضحا أن الصين مستعدة للعمل مع الرياض لتجنب المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.
وأفادت وسائل الإعلام الصينية الرسمية بأن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال إن المملكة "تتوقع بشدة" أن تلعب الصين دورا بناء ومهما في هذا الصدد، وإن بلاده مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع بكين للدفع من أجل وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة والبدء في تنفيذ حل الدولتين، والمساعدة في إحلال الاستقرار في المنطقة في أقرب وقت.
ومنذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر، اندلعت اشتباكات بين إسرائيل والجماعات المتحالفة مع إيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق.
وذكرت شينخوا أن الأمير فيصل بن فرحان قال إن السعودية "تثق تماما" بالصين، وترغب في الدفع من أجل تنمية مستدامة للتعاون الثنائي.
وأضاف أن السعودية، التي تشعر بقلق عميق إزاء الوضع المتصاعد الحالي في الشرق الأوسط، تأمل في عودة الوضع إلى مساره الطبيعي في أقرب وقت ممكن.