سلطان عمان يشرف على إدارة عمليات الإنقاذ والطوارئ لمواجهة السيول

مسقط – قال مصدر عماني مطلع لـ”العرب” إن “السلطان هيثم بن طارق يشرف بشكل مباشر على توجيه عمليات الإنقاذ والطوارئ التي تشهدها البلاد بسبب اجتياح السيول مناطقَ واسعة من سلطنة عمان وتسببها في العديد من حالات الوفاة والإصابات الخطيرة”.
وذكر المصدر أن لجنة الطوارئ المكلفة من قبل السلطان هيثم تنسق عمليات إنقاذ معقدة وخطيرة تقوم بها وحدات الدفاع المدني والقوات الجوية في أماكن عزلتها السيول.
وتدخلت القوات الجوية العُمانية عشرات المرات منذ الأحد لإنقاذ مواطنين عالقين بسبب الفيضانات، بحسب المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة.
وتشهد البلاد منذ الأحد عواصف رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح عاتية تسببت بسيول في مناطق عدة في شمال البلاد وشرقها.
وتقدمت زوجة السلطان هيثم السيدة عهد البوسعيدي بتعزية لأهالي ضحايا السيول. وأصدر مجلس الوزراء العماني بدوره بيانا تقدم فيه بخالص العزاء لأهالي ضحايا الأمطار الغزيرة والمتضررين منها.
وأعلن قطاع الاستجابة الطبية والصحة العامة جاهزيته للتعامل مع التقلبات الجوية في البلاد عبر وضع خطة لضمان استمرارية عمل المؤسسات الصحية وتقديم خدماتها في المحافظات والمناطق المتضررة.
وارتفع عدد ضحايا السيول في السلطنة منذ الأحد إلى 16 على الأقل بينما تقرر على خلفية الأزمة تمديد تعليق الدراسة حضوريا وتعليق عمل موظفي القطاع العام والخاص بعدة محافظات في السلطنة.
ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن المنسق في اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة بالسلطنة محمد البوصافي قوله إنه “تم تفعيل غرفة عمليات طوارئ”، للتعامل مع أزمة الأمطار الغزيرة والسيول التي تشهدها البلاد بسبب مرورها بـ”منخفض المطير” الجوي.
وأضاف البوصافي أنّ “المؤسسات الصحية بمحافظة شمال الشرقية (شمال) استقبلت من الأحد حتى اليوم (الاثنين) 13 حالة وفاة و4 إصابات جراء الغرق”، دون تفاصيل بشأن تأثيرات السيول على باقي المحافظات.
وأفاد قطاع البحث والإنقاذ في السلطنة بأنه تم العثور على ثلاثة أشخاص فارقوا الحياة جراء أزمة السيول بمحافظتي الداخلية وشمال الشرقية (شمال)، بحسب ما نقلته الوكالة العمانية عبر حسابها بمنصة إكس.
أما علي الفارسي، متحدث هيئة الدفاع المدني والإسعاف في السلطنة، فقال لإذاعة “الشبيبة” المحلية إنه “تم إنقاذ 1500 شخص منذ الأحد سواء من مجاري الأودية أو من تجمعات مائية وحتى من المدارس”.
ولم تصدر سلطنة عمان إلى حد الآن إحصائية شاملة رسمية بالوفيات والمصابين جراء السيول التي تجتاح البلاد منذ الأحد.
وقررت السلطنة الاثنين تعليق عمل موظفي القطاعين الحكومي والخاص الثلاثاء في خمس من المحافظات الإحدى عشرة، وهي: مسندم والبريمي والظاهرة وشمال الباطنة والداخلية، بسبب أزمة السيول.
وقالت الوزارة إنه يمكن تطبيق العمل عن بعد حال تعذّر مباشرة العمل حضوريّا في باقي المحافظات.
وأفاد التلفزيون العماني الرسمي بأن وزارة التربية والتعليم بالسلطنة قررت استمرار تعليق الدراسة حضوريا بالمدارس وتحويل الدراسة عن بعد الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي.
وأوضحت أن هذا القرار يشمل جميع محافظات سلطنة عُمان باستثناء محافظتي ظفار والوسطى.
وقالت عائشة بنت جمعة القاسمية، أخصائية أرصاد جوية في هيئة الطيران المدني العماني، إنه “من المتوقع خلال الساعات القادمة أن تشتد غزارة الأمطار، وستكون ذروة التأثير يوم الثلاثاء وفجر يوم الأربعاء”.
وأضافت أنّ “بعض المحافظات شهدت الأحد أمطارًا غزيرة إلى شديدة الغزارة نتج عنها جريان الأودية، وكان بعضها بشكل جارف”.
وتقع سلطنة عمان على الأطراف الشرقية لشبه الجزيرة العربية على زاوية تطل على الخليج العربي وبحر العرب، وهو موقع يجعلها في مسار الأمطار الموسمية والأعاصير التي تتسبب بين حين وآخر في تشكل سيول وسقوط ضحايا.