مبيعات أجهزة آيفون تسجل أسوأ أداء منذ الجائحة

لندن- استعادت شركة سامسونغ عرش صناعة الهواتف الذكية لتزيح بذلك أبل الأميركية، التي تعرضت لصعوبات في الربع الأول من العام الجاري جراء المنافسة من مصنعين محليين في الصين.
وتراجعت شحنات هواتف آيفون بنسبة 10 في المئة خلال الفترة بين يناير ومارس الماضيين، مسجلة انخفاضا أسوأ من المتوقع، ما يعكس ضعف المبيعات في الصين رغم الانتعاش الأوسع نطاقا في صناعة الهواتف الذكية.
وتشير التقديرات الأولية لشركة آي.دي.سي للأبحاث إلى أن أبل شحنت 50.1 مليون هاتف آيفون خلال الفترة المذكورة، متخلفة عن متوسط تقديرات المحللين التي جمعتها وكالة بلومبرغ والتي تبلغ 51.7 مليون وحدة.
ويأتي الانخفاض الحاد في مبيعات الشركة المصنعة لآيفون بعد أدائها القوي في الربع الأخير من 2023 عندما تفوقت على منافستها الكورية باعتبارها صانع الهواتف رقم واحد في العالم.
وواجهت أبل التي استحوذت على حصة تبلغ 17.3 في المئة من السوق صعوبة في الحفاظ على مبيعاتها داخل الصين، أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم منذ ظهور أحدث جيل من هواتف آيفون في سبتمبر.
وأثرت عودة شركة هواوي من جديد والمنافسة المحلية المتزايدة وحظر بكين للأجهزة الأجنبية في مكان العمل، سلبا على مبيعات أبل.
ويتناقض هذا الركود بشكل خاص مع تسجيل سوق الهواتف المحمولة بشكل عام أفضل نمو منذ أعوام، فقد شحن صُناع الهواتف الذكية ما يصل إلى 289.4 مليون جهاز في هذه الفترة.
ويمثل ذلك زيادة بنسبة 7.8 في المئة عن أدنى مستوياتها قبل عام، عندما كان الكثير من المصنعين يعانون من فائض في الأجهزة غير المباعة.
وحازت سامسونغ حصة عالمية من سوق الهواتف الذكية بلغت 20.8 في المئة خلال الربع الأول، في حين زادت العلامة التجارية ترانسشن التي تركز على الميزانية شحناتها بنسبة 85 في المئة. كما انتعشت شحنات شركة شاومي لتقليص الفجوة مع أبل.
وقالت نبيلة بوبال مديرة الأبحاث في شركة آي.دي.سي إن “سوق الهواتف الذكية تتعافى من الاضطرابات التي شهدتها خلال العامين الماضيين بشكل أقوى محققة تغييرا ملحوظا”.
وأوضحت أنه رغم أن كلا الشركتين الرئيستين شهدتا نموا سلبيا في الربع الأول، يبدو أن سامسونغ في وضع أقوى بشكل عام مما كانت عليه في الأرباع الأخيرة.
وانخفضت أسهم الموردين الرئيسيين لشركة أبل في مستهل التداولات الآسيوية الاثنين وسط عمليات بيع واسعة النطاق بسبب مخاوف من تصاعد النزاع في الشرق الأوسط.
ومن بين الشركات الموردة التي عانت من التراجع هون هاي بريسيشن إندستري وموراتا مانيوفاكتشرينغ وأل.جي وتي.دي.كي.
وخلال جائحة كورونا شهدت هواتف آيفون ارتفاعا في مبيعاتها وسط تراجع المستهلكين عن شراء الهواتف الذكية الأخرى العاملة بنظام أندرويد والمقدمة من معظم منافسيها.
وأدى هذا إلى ارتفاع المخزون ومن ثم قدم منافسون صينيون مثل شاومي أسعارا تنافسية، حيث أمضوا شهورا في استنفاد الفائض لديهم وبدأوا الآن في تعزيز شحناتهم مجددا.
50.1
مليون هاتف آيفون قامت الشركة بشحنهم خلال الفترة بين يناير ومارس الماضيين
كما أدت العودة القوية المفاجئة لهواوي خلال العام الماضي، بفضل رقاقتها المصنوعة في الصين وتطوير نظام التشغيل هارموني أو.أس في سلسلة هواتف ميت 60، إلى تقويض حصة أبل في السوق الصينية الرئيسية منذ أغسطس الماضي.
وتعتقد بوبال أن تراجع مبيعات أبل يعود بشكل كبير إلى المنافسة المتزايدة في الصين، وأن الكثير من الأماكن الأخرى بدأت العام بمخزون فائض من أجهزة آيفون بعد شحنات كثيفة في الأشهر الأخيرة من 2023.
وأظهرت أبحاث آي.دي.سي أن متوسط أسعار بيع الهواتف يرتفع، حيث يختار المستهلكون بشكل متزايد موديلات متميزة يعتزمون الاحتفاظ بها لفترة أطول.
وقادت أبل التي تحافظ باستمرار على أعلى متوسط لأسعار البيع في الصناعة هذا الاتجاه، حيث أظهر المستهلكون تفضيلا واضحا لأجهزتها عالية المستوى.
ومع ذلك لجأت الشركة الأميركية هذا العام إلى تطبيق خصومات غير عادية لتحفيز المبيعات، حيث حصل بعض شركاء البيع بالتجزئة في الصين على خصم يصل إلى 180 دولارا عن السعر العادي.
وفي مارس الماضي افتتحت أبل متجرا كبيرا جديدا في وسط مركز شنغهاي المالي، بحضور رئيسها التنفيذي تيم كوك.
وتستضيف الصين أكبر شبكة بيع بالتجزئة للشركة خارج الولايات المتحدة، وتمثل نحو خُمس المبيعات التي تستحوذ هواتف آيفون على جزء كبير منها.