حميدتي: مستعدون للتفاوض ودعم عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب

قائد قوات الدعم السريع يحرج قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في ذكرى الحرب في السودان، ويتهمه بإدخال البلاد في المأزق الذي تعيش فيه الآن.
الاثنين 2024/04/15
حميدتي لا يفوت فرصة لمد يده للسلام

الخرطوم – كشف قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي اليوم الاثنين أن قوات الدعم السريع لا تزال متمسكة بخيار السلام والحكم المدني في البلاد، مؤكدًا التزامها بالتفاوض ودعم عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب، وهو ما يشكل إحراجا جديدا لقائد الجيش الجنرال عبدالفتاح البرهان الذي لا يزال يتمسك بخيار القتال.

وقال حميدتي في كلمة مصوّرة بمناسبة مرور عام على اندلاع الحرب في السودان نشرها على منصة إكس "نمد أيادينا بيضاء للسلام والترحيب بالمبادرات لوقف إطلاق نار شامل لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين وفتح ممرات آمنة للمدنيين وعمال الإغاثة.

وتابع "رغم أننا نسيطر على دارفور والجزيرة وغالب ولاية الخرطوم وأجزاء من كردفان والنيل الأبيض مستعدون لوقف إطلاق نار شامل لإيصال المساعدات الإنسانية وبدء محادثات سياسية جادة وشاملة للتوصل إلى حل سياسي شامل يؤدي لحكومة مدنية تقود البلاد إلى التحول الديمقراطي والسلام الحقيقي الدائم".

ودعا قائد قوات الدعم لتأسيس جيش سوداني قومي واحد ومهني ينأى عن السياسة ويعكس التنوع في قيادته وقاعدته.

وجدد دعوته لوقف الحرب عبر التفاوض وبمخاطبة جذورها التاريخية ورفع المظالم وتحقيق الانتقال السلمي الديمقراطي.

وأوضح حميدتي أن الحرب لم تكن أبدا خيارا لقوات الدعم السريع مشيرا إلى أن موقفها ظل ثابتا ولا يزال وهو السعي إلى التحول الديمقراطي والحكم المدني.

وحذر قائد الدعم السريع من أن الحرب "التي سبّبت دماراً لم يسبق له مثيل في تاريخ السودان، ولا سيما في الخرطوم، تهدد باتساع نطاقها السلام والأمن في المنطقة الأفريقية وتعرض الأمن والسلم الدولي للخطر".

وأشار حميدتي إلى أن الحرب تسببت في تشريد أكثر من أربعة ملايين مواطن بالخرطوم ومناطق أخرى.

وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في إحدى مدن غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 ملايين شخص بحسب الأمم المتحدة.

ولطالما أبدى قائد قوات الدعم السريع استعداده لحقن دماء السودانيين وإنهاء الحرب التي تدخل اليوم عامها الثاني، بينما يرفض البرهان أي مفاوضات للسلام ويقول إن قواته ستمضي في خيار حسم المعركة عسكريا.

ويرى مراقبون أن خطاب حميدتي يشكل احراجا كبيرا للبرهان الذي لم يدل بأي تصريح في هذه المناسبة، وهو ما يؤشر على أنه غير منشغل بمآسي شعبه بقدر انشغاله بالحسم العسكري الذي يبدو بعيد المنال.

ولا يعني أن مدّ حميدتي يده للسلام بأنه سيتراجع عن مكاسبه ميدانية، فقواته التي لاتزال تسيطر على مناطق واسعة من السوادان، تخوض معارك عنيفة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تشكل نقطة تحول في الصراع الدائر، إذ يعني نجاح قوات الدعم السريع في السيطرة عليها كتابة نهاية الحركات المسلحة الداعمة للجيش، لكن في حال فشلها فإن ذلك قد يقود إلى انهيار دفاعاتها في باقي الأنحاء.

وشدد حميدتي على أن قوات الدعم السريع لن تتهاون في الدفاع عن نفسها ضد عناصر النظام البائد في الجيش وجهاز المخابرات والحركات المسلحة التي اختارت الوقوف مع أعداء التغيير.

وأضاف أن قواته تمكنت من وقف تقدم الجيش في أم درمان وألحقت الهزيمة به وبالحركات المتحالفة معه بولايتي سِنار والجزيرة حيث استولت قوات الدعم السريع على 118 مركبة قتالية بعتادها.

وذكر أنه "اتضح عندما كنا نبحث عن السلام في جدة (بالسعودية) وكمبالا (عاصمة أوغندا) والمنامة (عاصمة البحرين) كانت قيادة الجيش بالتنسيق مع قيادتها في النظام القديم يعدون العدة للاستمرار في الحرب بمهاجمة قواتنا في أم درمان".

وقال حميدتي إن الجيش السوداني هو المسؤول عن "إدخال البلاد في المأزق الذي تعيش فيه الآن"، مؤكدًا أن القوات المسلحة كانت تبحث بكل الطرق عن "تقويض العملية السياسية وإفشال الجهود الرامية إلى إقامة نظام ديمقراطي".

وجدد قائد قوات الدعم السريع مطالبة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بإجراء تحقيق دولي يبيّن للسودانيين والعالم الطرف الذي أشعل الحرب، مؤكدًا ترحيبه بجميع المبادرات الإقليمية التي تهدف لتحقيق السلام الشامل واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي.

واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، في منتصف أبريل 2023، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين على أثر خلافات حول خطط دمج الدعم السريع في الجيش، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.