إيران تحض الغرب على تثمين ضبط نفسها تجاه إسرائيل

طهران - حضّت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها الإثنين، الدول الغربية على أن تكون "ممتنة" لضبط النفس الذي أبدته تجاه إسرائيل، وذلك بعد إدانة الهجوم الذي شنّته طهران ضد الدولة العبرية ردا على قصف قنصليتها في دمشق.
وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي "على الدول الغربية أن تكون ممتنة لإيران على ضبط النفس (الذي أظهرته) خلال الأشهر الماضية" عوضا عن "كيل الاتهامات بحقها".
ودانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الهجوم الإيراني غير المسبوق الذي استهدف إسرائيل ليل السبت الأحد والذي قالت طهران إنه "دفاع مشروع" بعد الهجوم الذي دمّر مبنى قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل ونسبته إلى إسرائيل.
وأدت الضربة إلى مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران.
ودان زعماء مجموعة السبع "بالإجماع" الأحد العملية العسكرية لإيران التي "تهدد، بأفعالها (...) بتصعيد إقليمي وهذا الأمر ينبغي تجنبه".
وقال كنعاني خلال المؤتمر الصحافي إن على حلفاء إسرائيل "بما فيهم الولايات المتحدة، أن يثمنوا تصرفات إيران من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين بدلا من الإدلاء بتصريحات ومواقف غير منطقية".
وأوضح "نظرا إلى عدم تحرك مجلس الأمن وتقاعسه والسلوك غير المسؤول للولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية في خلق الردع ضد الكيان الصهيوني، تحركت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال استخدام حقوقها في إطار الدفاع المشروع ووفقاً للقوانين الدولية".
وصرح كنعاني "نحن مقتنعون بأنه لولا الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، لم تكن إسرائيل لتتجرأ على مهاجمة التمثيل الدبلوماسي الإيراني" في دمشق، علما بأن واشنطن أكّدت مرارا أنه لم يكن لها دور في ذلك الهجوم.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية أن تكون إيران قد أجرت ترتيب اتفاق مسبق مع أي دولة قبل الهجوم الذي شنته للرد على إسرائيل.
وكان مسؤولون إقليميون، من بينهم وزير الخارجية الإيراني قد قالوا إن طهران أخطرت دولا مجاورة قبل أيام من الهجوم.
وتعليقا على استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في الأردن قال كنعاني إنه "جاء ردا على الأخبار التي نشرت في بعض وسائل الإعلام الإيرانية بخصوص الأردن ودوره في اعتراض بعض الصواريخ والمسیرات الإيرانية باتجاه الأراضي المحتلة". مشيرا إلى أن "المرجعيات العسكرية هي التي ستحدد ذلك"،
وأضاف أن "الأردن من الدول التي تأثرت بالأعمال العدائية لإسرائيل في المنطقة، ويجدر بأن يحظى الرد الإيراني بترحيب الدول العربية والإسلامية".
وتعقيباً على أنباء بشأن توجّه الولايات المتحدة ودول غربية إلى فرض عقوبات على إيران، ردا على الهجمات، دعاها كنعاني إلى عدم اتخاذ "إجراءات غير منطقية".
وتطرق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى سفينة الشحن التي احتجزتها إيران في مضيق هرمز، السبت الماضي، وقال إن ذلك كان "بسبب انتهاكها قوانين الملاحة البحرية"، معتبراً أن بلاده في إطار ممارسة سيادتها على أراضيها "تراقب حركة جميع السفن في مضيق هرمز الاستراتيجي".
وأضاف كنعان أن "أي سفينة تنتهك السيادة الإيرانية سيجري توقيفها"، مؤكداً "التزام إيران بحرية الملاحة في مضيق هرمز، على أساس القوانين والمقررات الدولية"، وأنه سيجري "اتخاذ قرار مناسب بشأن السفينة وستعلنه الجهات المعنية".
واحتجزت بحرية الحرس الثوري الإيراني، السبت، سفينة شحن في مضيق هرمز، قالت إنها مملوكة لتاجر إسرائيلي يدعى إيال عوفر، صاحب شركة "زودياك مريتايم"، ومقرها لندن، مشيرة إلى أنها كانت تعمل تحت العلم البرتغالي.