اكتشاف متغير جيني يقلل من خطر مرض الزهايمر

المتغير الجيني يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة 70 في المئة، ما يفتح آفاقا لاكتشاف علاج للمرض.
الاثنين 2024/04/15
الزهايمر ناجم عن تراكم البروتينات في الدماغ

كولومبيا (الولايات المتحدة) - حدد فريق من العلماء في جامعة كولومبيا متغيرا جينيا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة تصل إلى 70 في المئة، ما يفتح آفاقا واعدة لتطوير أدوية وقائية من المرض.

وجد العلماء الأميركيون أن المتغير الجيني يسمح للبروتينات المسببة للأمراض بالمرور خارج الدماغ بدلا من التكتل.

وأفاد الدكتور كاغان كيزيل، من جامعة كولومبيا: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن بعض هذه التغييرات تحدث في الأوعية الدموية في الدماغ. وقد نكون قادرين على تطوير أنواع جديدة من العلاجات التي تحاكي التأثير الوقائي للجين للوقاية من المرض أو علاجه”.

ويعرف مرض الزهايمر بأنه الشكل الأكثر شيوعا للحالة، ويعتقد أنه ناجم عن تراكم البروتينات في الدماغ، بما في ذلك تاو والأميلويد.

ولا يوجد علاج حاليا لهذا المرض، على الرغم من أن الأدوية الواعدة لإبطاء تقدمه قيد التجربة حاليا.

مرض الزهايمر يعرف بأنه الشكل الأكثر شيوعا للحالة، ويعتقد أنه ناجم عن تراكم البروتينات في الدماغ، بما في ذلك تاو والأميلويد

ونظرت الدراسة، التي نشرت في مجلة “أكتا نيرو باتولوجيكا “، في جينات الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض الزهايمر ولكن لم تظهر عليهم الأعراض لمعرفة ما الذي يحميهم.

ونظر العلماء في بيانات من 11 ألف شخص، بما في ذلك أولئك الذين ورثوا الشكل “اي 4” من جين “ايه بي أو أي”، ما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالمرض.

ووجدوا متغيرا جينيا يؤثر على الفيبرونكتين، وهي مادة موجودة في الحاجز الدموي الدماغي، والتي تتحكم في ما يمكن أن يدخل ويخرج من العضو.

ويساعد هذا المتغير على منع تراكم الكثير من الفيبرونكتين، ما يسمح لبروتينات الأميلويد بالهروب وتقليل احتمالية التسبب في مرض الزهايمر.

ويقلل المتغير الوراثي الوقائي في جين الفبرونكتين من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 71 في المئة لدى حاملي “ايه بي او أي” واي4  وقد يؤخر ظهور المرض.

وقال الدكتور بدري فارداجان، من جامعة كولومبيا إن هؤلاء الذين يملكون المتغير الذي تم تحديده في هذه الدراسة “يمكن أن يخبرونا بالكثير عن المرض وما هي العوامل الوراثية وغير الوراثية التي قد توفر الحماية”.

وأضاف الدكتور كيزيل: “قد يبدأ مرض الزهايمر بترسبات الأميلويد في الدماغ، لكن مظاهر المرض هي نتيجة التغيرات التي تحدث بعد ظهور الترسبات. وقد نحتاج إلى البدء في إزالة الأميلويد في وقت مبكر جدا، ونعتقد أنه يمكن القيام بذلك من خلال مجرى الدم. ولهذا السبب نحن متحمسون لاكتشاف هذا البديل في الفبرونكتين، والذي قد يكون هدفا جيدا لتطوير الأدوية”.

فغ

ومن خلال دراسة حديثة بجامعة كيرتن في بنتلي بأستراليا، وجد باحثون أن بروتين الأميلويد الذي يصنعه الكبد طبيعياً، يلعب دوراً مهماً في ظهور مرض الزهايمر وتطوره.

وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها في المجلة العلمية “بلاس بيولوجي”، ونشر تفاصيلها موقع “هيليبراكسيس” الألماني،أظهرت أن تراكم الأميلويد، وهو نوع من البروتين يصنعه الكبد في الدماغ، يؤدي إلى الفقدان التدريجي للخلايا العصبية أو وظيفتها، والذي قد يؤدي بدوره إلى موت الخلايا أو ما يعرف بـ”التنكس العصبي” وزيادة مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.

وتعتبر رواسب “أميلويد بيتا” في الدماغ واحدة من السمات المرضية للإصابة  بالزهايمر، وقد ارتبطت بظهور التنكس العصبي لدى تجارب على البشر. ويوجد البروتين أيضاً في ما يسمى بـ”الأعضاء المحيطية” وترتبط مستويات الدم بحمل الأميلويد على الدماغ والتدهور المعرفي، مما يزيد من احتمالية أن يساهم إنتاج بيتا المحيطي في حدوث المرض، وفق الدراسة.

وبقي اختبار هذه الفرضية صعباً حتى الآن، لأن الدماغ ينتج أيضاً هذا النوع من البروتين والتمييز بين البروتينات من المصدرين كان يمثل تحدياً كبيراً للباحثين. لكن في الدراسة الحالية، تم التغلب على هذا التحدي من خلال تطوير فأر ينتج فقط أميلويد بيتا البشري في خلايا الكبد. وتوصل فريق الباحثين إلى أن هذا النوع من البروتين ينتقل في الدم عن طريق البروتينات الدهنية، تماماً كما هو الحال عند البشر، وفي نهاية المطاف يصل البروتين إلى الدماغ عبر الأطراف.

وجد الباحثون أن الفئران طورت تنكسآً عصبياً وضموراً في الدماغ، مصحوباً بالتهاب عصبي وعائي وخلل في الشعيرات الدموية في الدماغ، وكلاهما من السمات النموذجية للإصابة بمرض الزهايمر. فقد كان أداء الحيوانات المصابة ضعيفًا في اختبار التعلم، والذي اعتمد على وظيفة ما يسمى بـ”الحُصين”. الحُصين هو جزء صغير موجود في الدماغ البشري، ويستقر بالتحديد أسفل كلٍّ من الفصين الصدغيين للدماغ ويؤدي دوراً مهماً في تكوين الذكريات الجديدة لدى الإنسان.

وفي نهاية الدراسة خلص الباحثون إلى أن أميلويد بيتا المتكون من الأعضاء المحيطية قادر على التسبب في تنكس عصبي، في حين أن أميلويد بيتا، الذي يتكون في الكبد، له أيضاً دور محتمل في تطور المرض لدى البشر.

خخ

وقد تحدث نتائج هذه الدراسة تقدماً مهماً نحو فهم مرض الزهايمر وكذلك البحث عن علاجات له. وأوضح الباحثون أن معظم نماذج المرض حتى الآن تركز على فرط إنتاج أميلويد بيتا في الدماغ. غير أن الباحثين لا يعتقدون أن الغالبية العظمى من مرض الزهايمر أصيبوا بالمرض نتيجة عامل ترسب بروتين أميلويد بيت في الدماغ. بدلاً من ذلك، قد تلعب عوامل نمط الحياة دوراً أكثر أهمية، بما في ذلك إتباع نظام غذائي عالي الدهون، والذي يمكن أن يسرع إنتاج بروتين أميلويد بيتا في الكبد.

وقد تكون تأثيرات الأميلويد بيتا المحيطية على الشعيرات الدموية في الدماغ حاسمة في تطور المرض. “على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسة، فإن هذه النتيجة تشير إلى أن وفرة رواسب البروتين السامة في الدم يمكن معالجتها عن طريق النظام الغذائي للشخص وبعض الأدوية التي تستهدف على وجه الخصوص، بروتين أميلويد بيتا البروتين الدهني، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، كما أشار القائم على الدراسة، جون مامو من جامعة كيرتن في بنتلي.

16