"آفاق الفنانين الناشئين" يشارك في بينالي البندقية

المشاركة هي الثانية لفن أبوظبي في البندقية ومصممة لتقديم الفنانين الناشئين في الإمارات إلى جمهور عالمي واسع.
السبت 2024/04/13
"شيطان الغبار" للفنانة لطيفة سعيد

أبوظبي - أعلن فن أبوظبي أن برنامج "آفاق الفنانين الناشئين" سيعرض أعمال الفنانين المها جارالله وسامو شلبي ولطيفة سعيد خلال فعاليات بينالي البندقية، الذي سيقام في صالة مارينيانا للفنون بمدينة البندقية في الفترة من 16 أبريل الجاري إلى 15 مايو المقبل، تحت شعار "أجانب في كل مكان". ويشارك في البينالي الملقب باسم "أولمبياد عالم الفن"، ويعد أحد الأحداث الرئيسية في تقويم الفنون العالمية، 331 فنانا من مختلف مناطق العالم.

وسامو شلبي فنان تشكيلي مصري - فلسطيني مقيم بين دبي ولندن. نشأ سامو في القاهرة ودبي قبل متابعة تعليمه الفني في سنترال سانت مارتينز، وتعرض لعدد لا يحصى من التعبيرات الفنية والأساليب وأشكال صناعة الفن التي شكلت أعماله الإبداعية الفريدة.

واستكشف الفنان مجالات عدة مثل تصميم المسرح، وتصميم الأزياء، والمجوهرات، ثم بدأ في دمج خيوط الجوهر المسرحي في عمله، مملوءة بذوق درامي مميز. تجتاز استكشافاته الفنية أنماط العصور القديمة والسريالية والغريبة، والتي تمت تصفيتها من خلال عدسته المعاصرة والشخصية. يجسد عمله سحرًا متأصلا في طمس الحدود بين الهوية والثقافة والأزياء الراقية.

ومن خلال الجمع بين مجموعة من الجماليات والزخارف من عقود مختلفة، يصنع سامو عوالم جديدة مألوفة ولكنها بعيدة جدًا. سواء على الكاميرا أو القماش، تعد الرمزية وسرد القصص من العناصر الحاسمة لاستحضار رؤية سامو إلى الوجود.

◙ "عوالم خفية" للفنان سامو شلبي
◙ "عوالم خفية" للفنان سامو شلبي

وفي تعليقه على المشاركة قال شلبي "أتطلع إلى تقديم أحدث أعمالي ‘عوالم خفية’ الذي أطلقته خلال معرض فن أبوظبي في نوفمبر 2023، والذي يدمج السرديات الشخصية ويعبر عنها بالرسم والتركيب والعناصر متعددة الوسائط، وأهدف من خلاله إلى خلق تجربة غامرة تدعو المشاهدين إلى التعرف إلى الجوانب المعقدة للهوية والإدراك".

وأضاف “بالنسبة إلى الفنانين الناشئين مثلي، فإن هذه المنصات تمثل مساحات حيوية تمكننا من تعزيز القدرات وتحدي كل ما هو تقليدي لنقدم منظوراً متجدداً للفن والثقافة. كما أن كوني فناناً من الشرق الأوسط، فلا بدّ من إعلاء الأصوات المتنوعة وتركيز الاهتمام العالمي عليها، وأنا ممتنّ لبرنامج آفاق الفنانين الناشئين على ما قدمه من دعم للفنانين، وأتطلع إلى مشاركة رؤيتي مع الجمهور في البندقية وغيرها".

ويكشف تركيب سامو شلبي “عوالم خفية” عن متاهة مسرحية وباهظة من الرؤى السريالية، مستوحاة من مختلف الحركات الفنية التاريخية من عصر النهضة والفن الباروكي إلى ما قبل الرفائيلية والرمزية، في إعادة التخصيص المعاصرة. وتصور لوحاته وصوره ومجوهراته المصقولة للغاية والمبتكرة المشاهد في كرنفال بصري لا بداية له ولا نهاية، يكمن خلفه التأمل في هوياتنا المتعددة. إن استخدامه الإستراتيجي والدرامي للستائر والنمط الميتافيزيقي تقريبًا لوظيفة الطي يحفز خيالنا نحو مشهد أحلام من صنعه.

أما المها جارالله فهي فنانة تشكيلية إماراتية مقيمة في أبوظبي من مواليد عام 1996. وتأتي أغلبية صورها مفعمة بالذكريات ومطلية بألوان فاتحة ووجوه باهتة. وفي بعض الأحيان يحاكي نظام الألوان المائل إلى الحمرة والأزرق لقطات قديمة من الحياة في الإمارات.

وتقول الفنانة إن "عرض الأعمال في البندقية بالتعاون مع فن أبوظبي يحظى بالأهمية البالغة بالنسبة إلي، بسبب تاريخ تجارة اللؤلؤ بين منطقتنا من العالم وأوروبا، وخاصة البندقية، كان الغوص بحثاً عن اللؤلؤ من الأعمال الأساسية بالنسبة إلى اقتصادنا قبل الطفرة النفطية التي غيرت طبيعة حياتنا. ومع التطور الذي شهدته بلداتنا ومدننا، كيف سنتذكر البقايا المعمارية لماضينا غير البعيد، والتي بدأت تختفي بالفعل؟ تعتبر البندقية، جزيرة مثل أبوظبي، لكن بينما نتصارع مع التغيير الجذري، في ما يبدو إطارا زمنيا قصيرا إلى حد كبير، فقد عانت البندقية قروناً من الفيضانات والأضرار التي لحقت بمبانيها ومعمارها. أعتقد أن هناك حوارات مثيرة للاهتمام حول الهندسة المعمارية في كلا المكانين، وحول سياق عرض العمل التركيبي ‘ذاكرة خام’، في البندقية”.

◙ البينالي الذي يعد أحد الأحداث الرئيسية في تقويم الفنون العالمية، يشارك فيه 331 فنانا من مختلف مناطق العالم

وتركيب “ذاكرة خام” إعادة تمثيل خيالية لموقع الرويس الرمزي بالقرب من أبوظبي وآثاره الشبحية في الوقت الحاضر. وتحمل الهندسة المعمارية والإسكان في فترة السبعينات والثمانينات من القرن العشرين ذكرى وتجربة خاصة للحداثة النفطية والثقافات التي تطورت بين الأشكال العامية وما بعد الحداثة. وتأتي المساحة الحميمة والمحلية مع السرد الملحمي لصناعة النفط وسعيها الاقتصادي. ومن خلال التحقيق في أنقاض هذا التراث المنسي، فإنها تنظر بشكل خاص إلى بقايا النباتات والحدائق، من خلال المناظر الطبيعية المشعة والمستقبل المفقود.

أما لطيفة سعيد فهي فنانة ومصممة إماراتية تعمل في مجموعة متنوعة من الوسائط والمجالات، كالفنون الجميلة والتصميم الغرافيكي وصناعة الإعلانات وتكوين العلامات التجارية وتصميم المنتجات. تخرجت لطيفة من جامعة زايد، كلية لطيفة، بشهادة بكالوريوس في الفنون والعلوم عام 2007. وتعتمد سعيد في ممارسة فنها ومهماتها التصميمية نهجا تجريبيا يرتكز على المفاهيم واستخدام مواد وتقنيات خاصة بها.

وقالت سعيد “إنني متشوقة للغاية إلى هذه الفرصة التي تتيح لي نسج سرديتي ضمن لوحة غنية في هذه الوجهة العالمية المرموقة للثقافة. فهذه الفرص لها أثر بالغ على الفنانين الناشئين، وتوفر لهم منصة عالمية تدعم الحوار والنمو. سيرى الزوار في البندقية في أعمالي انعكاساً واضحاً لجوهر منطقتي وتجسيداً لها من خلال عرض لظاهرة طبيعية نراها في الصحراء الخليجية تحت عنوان ‘شيطان الغبار’، وهو عمل يمثل حوارا بين الابتكار والطبيعة. كما أن الأعمال الفنية التجريبية تعطي شعوراً بالتأمل والتساؤل وتدعو المشاهدين إلى التعمق في الانسجام الانتقائي والدقيق في الطبيعة بين عناصرها الأربعة وهي الهواء والنار والماء والتراب".

ومنذ عام 2017 قدم برنامج “آفاق الفنانين الناشئين”، ضمن فعاليات فن أبوظبي، منصة لثلاثة من الفنانين الناشئين في الإمارات لتطوير ممارساتهم وابتكار مشاريعهم الفنية الطموحة، حيث يشاركون في برنامج مدته عام كامل من زيارات الورش والأستوديوهات الفنية بتوجيه من أحد القيّمين الضيوف، قبل عرض أعمالهم في المعرض السنوي المرموق الذي يقام في شهر نوفمبر بمنارة السعديات. ويعد مؤرخ الفنون والناشر والقيّم هو المشرف على هذه النسخة من البرنامج.

يشار إلى أن هذه هي المشاركة الثانية لفن أبوظبي في البندقية ومشاركته الرابعة على الصعيد العالمي، والمصممة بهدف تقديم الفنانين الناشئين في الإمارات إلى جمهور عالمي واسع. ويتزامن توقيت البينالي مع فن أبوظبي، ويتيح لهم فرصة عرض أعمالهم على الساحة الدولية والتواصل مع مختصي ومقتني الفنون ومع الفنانين من جميع أنحاء العالم.​

14