حماس تدرس مقترح إسرائيل رغم عدم تلبيته طلبات الفلسطينيين

القاهرة – قالت حركة حماس الثلاثاء، إن موقف إسرائيل الذي تسلمته بأحدث جولة مفاوضات في القاهرة ما زال متعنّتا، رغم ذلك تدرسه "بكل مسؤولية وطنية" وستبلغ الوسطاء ردّها عليه، في حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "تحديد موعد" لشن هجوم على رفح حيث لجأ 1.5 مليون فلسطيني هربا من معارك أكثر حدة في أنحاء أخرى من القطاع.
وأضافت الحركة في تصريح صحافي نشرته عبر موقعها "خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة، تسلمنا الموقف (الإسرائيلي) بعد جهود الوسطاء في مصر وقطر وأميركا (الولايات المتحدة)".
ولفتت إلا أنها "تُقدر الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء"، مؤكدة "حرص الحركة على التوصل لاتفاق يضع حدًّا للعدوان (الإسرائيلي)" على غزة.
لكنها استدركت بالقول إن "الموقف الإسرائيلي ما زال متعنتًا ولم يستجب لأيٍّ من مطالب شعبنا ومقاومتنا".
وتابعت أنه "رغم ذلك، فإن قيادة الحركة تدرس المقترح المقدّم بكل مسؤولية وطنية، وستبلغ الوسطاء بردّها حال الانتهاء من ذلك".
ومع استمرار الحرب في غزة تتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بما في ذلك من الولايات المتحدة أكبر حليف لها ومزودها الأول بالسلاح.
وكان قيادي في حماس قد قال لرويترز الاثنين إن الحركة الفلسطينية رفضت المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار الذي تم طرحه خلال محادثات القاهرة.
وأرسلت إسرائيل وحماس وفدين إلى مصر الأحد للمشاركة في محادثات تتوسط فيها الدوحة والقاهرة فضلا عن وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأمريكية.
وتعكس مشاركة بيرنز في المحادثات ضغوطا أميركية متزايدة للتوصل إلى اتفاق يضمن تحرير الرهائن المحتجزين في غزة وإدخال المساعدات للمدنيين الذين يئنون تحت وطأة الصراع المستمر منذ ستة أشهر.
لكن القيادي في حماس علي بركة قال لرويترز "ترفض حماس شروط الهدنة المطروحة من العدو الإسرائيلي بالقاهرة. اجتمع المكتب السياسي وأخذ هذا القرار".
وكان قيادي آخر في الحركة قد أفاد لرويترز في وقت سابق بعدم إحراز أي تقدم في المفاوضات.
وأضاف القيادي الذي طلب عدم نشر اسمه "ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة... لا يوجد تقدم حتى اللحظة".
وأسرت حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 253 رهينة بينهم 133 ما زالوا محتجزين، وتحدث مفاوضون عن تحرير نحو 40 رهينة في المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل مع حماس.
وقالت إسرائيل إنها حريصة على التوصل إلى اتفاق لمبادلة سجناء بالرهائن تفرج بموجبه عن عدد من الفلسطينيين المسجونين في سجونها مقابل إطلاق سراح رهائن من المحتجزين في غزة، لكنها غير مستعدة لإنهاء الهجوم العسكري قبل غزو رفح.
وتريد حماس أن يضمن أي اتفاق إنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي وإخراج القوات الإسرائيلية من غزة والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم في أنحاء القطاع.
ورفح هي الملاذ الأخير للمدنيين الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل الذي دمر أحياءهم السكنية. وتقول إسرائيل إن رفح هي آخر أهم معاقل مقاتلي حماس.
ويتكدس أكثر من مليون شخص في رفح وسط أجواء صعبة للغاية ونقص في الغذاء والماء والمأوى. وطلبت حكومات ومنظمات أجنبية من إسرائيل عدم اجتياح المدينة خوفا من سقوط عدد هائل من القتلى.
وقال نتنياهو "نعمل دون كلل لتحقيق أهدافنا، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع رهائننا وتحقيق النصر التام على حماس".
وأضاف "هذا النصر يتطلب الدخول في رفح والقضاء على كتائب الإرهاب هناك. سيحدث ذلك. جرى تحديد موعد"، دون أن يكشف عن هذا الموعد.
ويثير احتمال شن إسرائيل هجوما بريا في رفح مخاوف عالميا، لا سيما في الولايات المتحدة التي أكدت الإثنين أنها لا تزال ترفض عملية اسرائيلية واسعة النطاق في المدينة.
ودعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون في مقالة رأي نشرت الإثنين في أربع صحف يومية هي "لو موند" الفرنسية و"واشنطن بوست" الأميركية و"الرأي" الأردنية والأهرام "المصرية" إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في غزة والإفراج عن "جميع الرهائن"، محذّرين إسرائيل من "عواقب خطيرة" لهجوم تعتزم شنّه في رفح.
ولفت القادة الثلاثة إلى أن الهجوم الذي تعتزم إسرائيل شنّه في رفح "لن يؤدي إلا إلى مزيد من الموت والمعاناة، وزيادة مخاطر وعواقب التهجير القسري الجماعي لسكان غزة، ويهدد بالتصعيد الإقليمي".
وصرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين "أبلغنا اسرائيل بوضوح اعتقادنا أن اجتياحا واسع النطاق لرفح سيكون له تأثير ضار هائل على المدنيين، وأنه سيضر في نهاية المطاف بأمن اسرائيل".
وأضاف "لا يتعلق الأمر فقط بتقديم إسرائيل خطة. لقد أوضحنا لهم أننا نعتقد أن هناك طريقة أفضل لتحقيق الهدف المشروع المتمثل في إضعاف وتفكيك وهزيمة كتائب حماس التي ما زالت موجودة في رفح".