إسرائيل تقلص قواتها في جنوب غزة استعداد لاجتياح رفح

القدس - قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إن مغادرة قوات إسرائيلية لجنوب غزة تأتي للإعداد لعمليات في المستقبل منها عملية في رفح، في الوقت الذي تثير فيه عملية الاجتياح المحتملة للمدينة المحاذية للحدود المصرية وآخر ملاذ للفارين من حرب غزة، مخاوف دولية وتوترات حتى مع حكومة الحرب بقيادة بينامين نتنياهو الذي يصر على تنفيذها اي كانت الضغوط التي تمارس على إسرائيل.
لكن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي رأى أن إعلان الجيش الإسرائيلي الانسحاب من جنوب القطاع ليس سوى مجرد "استراحة" على الأرجح لقواته وعملية تبديل لبعض وحداتها.
وقال لقناة ايه بي سي "بحسب ما فهمنا، واستنادا إلى ما أعلنوه، إنها في الواقع فترة استراحة واستعادة لياقة لقواته (الجيش الإسرائيلي) الموجودة على الأرض منذ أربعة أشهر".
وأوضح المسؤول الأميركي أن الانسحاب الإسرائيلي ليس "بالضرورة" مؤشرا إلى "عملية جديدة وشيكة لهذه القوات"، بينما تسود مخاوف من تنفيذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية اجتياح لمدينة رفح الحدودية مع مصر التي تعتبر آخر ملاذ للنازحين الفارين من وسط قطاع غزة.
وسحبت إسرائيل كل قواتها من جنوب قطاع غزة بما في ذلك خان يونس، وفق ما أعلن الجيش ووسائل إعلام الأحد، بعد أشهر من المعارك العنيفة مع حماس، والتي أدت إلى دمار واسع في المنطقة. وقال إن "قوة كبيرة" ستواصل العمل في بقية القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال مسؤول في الجيش لصحيفة هآرتس "ليست هناك ضرورة لبقائنا في القطاع بدون حاجة (عملياتية)"، مضيفا "قامت الفرقة 98 بتفكيك كتائب حماس في خان يونس وقتلت الآلاف من نشطائها، لقد فعلنا كل ما بوسعنا هناك".
وقلص الجيش الإسرائيلي قواته في غزة منذ بداية العام للتخفيف عن جنود الاحتياط وبسبب تزايد الضغط الأميركي لتحسين الوضع الإنساني. ولم يقدم الأحد تفاصيل حول دوافعه أو أعداد القوات.
وأبقت إسرائيل على كتيبة واحدة فقط هناك، في حين أرسلت فريقا لإجراء جولة محادثات جديدة في مصر مع ممثلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). ويسعى المفاوضون للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد مرور ستة أشهر على بداية الهجوم على القطاع.
ولم يتضح ما إذا كان الانسحاب سيؤخر ما هدد به الجيش منذ فترة طويلة من توغل في مدينة رفح بجنوب القطاع، والذي قال مسؤولون إسرائيليون إنه ضروري للقضاء على حركة حماس.
وقال سكان فلسطينيون في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، والتي تعرضت لقصف إسرائيلي على مدار شهور منذ بداية الحرب، إنهم رأوا القوات الإسرائيلية تغادر وسط المدينة وتتراجع إلى المناطق الشرقية.
وقال عماد جودت (55 عاما)، الذي يعيش مع أسرته المؤلفة من ثمانية أفراد في خيمة برفح، "يبدو أخيرا يمكن يكون عيدا سعيدا"، مضيفا "الاحتلال سحب قوات من مناطق في خان يونس، والأميركان ضاغطين بعد ما تم قتل أجانب، ومصر تستضيف جولة كبيرة بتضم الأميركان وحماس وإسرائيل وقطر، هالمرة إحنا متأملين".
وصارت رفح الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني لجؤوا إلى المدينة القريبة من الحدود مع مصر.
وأجهد القتال في غزة على مدى ستة أشهر كلا من جيش واقتصاد إسرائيل. ويقول كثيرون من خبراء الأمن الإسرائيليين إنهم يرون الآن تهديدا أكبر من جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران.
كما تبقي إسرائيل على حالة تأهب تحسبا لرد محتمل من إيران بعد مقتل جنرالات إيرانيين في الأول من أبريل في هجوم يشتبه بأنه إسرائيلي.
ويأتي سحب قوات إسرائيلية من غزة بشكل عام وسط ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة إذ طالب الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل بتحسين الظروف الإنسانية في غزة والعمل على وقف إطلاق النار، قائلا إن الدعم الأميركي يمكن أن يعتمد على ذلك.
وكانت تلك هي المرة الأولى التي يسعى فيها بايدن، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، إلى استغلال المساعدات الأميركية كوسيلة للتأثير على السلوك العسكري الإسرائيلي. ومعلوم أن الولايات المتحدة مورد أسلحة رئيسي للجيش الإسرائيلي.