إسرائيل تكشف عن استعدادها لأي سيناريو انتقامي إيراني

مستشار خامنئي يتوعد بأن السفارات الإسرائيلية لم تعد آمنة مع نشر طهران أسماء وصور تسعة صواريخ قادرة على الوصول إلى تل أبيب.
الأحد 2024/04/07
هل سترد إيران بنفسها على هجوم قنصليتها

طهران – أكدت إسرائيل اليوم الأحد استعدادها للتعامل مع أي تطورات تتعلق بإيران، في وقت جددت الجمهورية الإسلامية تهديداتها بالرد على قصف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، معتبرة أن السفارات الإسرائيلية لم تعد آمنة، دون أن تحدد موعدا لهجومها الانتقامي أو الجهة التي ستتكفل بذلك.

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت، اليوم الأحد، في نهاية تقييم للوضع العملياتي إن كل الاستعدادات اكتملت للرد على أي سيناريو قد يحدث في مواجهة إيران.

وأضاف أن المنظومة الدفاعية أكملت الاستعداد للرد على أي سيناريو محتمل، وفق ما أفاد بيان صادر عن مكتبه.

جاء ذلك بعدما أجرى غالانت "تقييمًا للوضع التشغيلي" مع كبار المسؤولين وضباط الجيش الإسرائيلي.

كما أتت تلك التصريحات فيما أفيد بأن قوات من الجيش الإسرائيلي غادرت لأول مرة منذ بدء الحرب عدة مناطق جنوب قطاع غزة، بينها خان يونس، لتتمركز حالياً في نقاط متفرقة قرب منطقة السياج، وتؤمّن المحور الذي يمنع عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجيش سحب كل القوات البرية من جنوب غزة ما عدا كتيبة واحدة، حسب ما نقلت "رويترز".

وكانت إسرائيل وضعت جيشها في حالة تأهب قصوى، وألغت إجازات الوحدات القتالية، واستدعت بعض جنود الاحتياط إلى وحدات الدفاع الجوي. كما حجبت إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

وأكد مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة وإسرائيل في حالة تأهب قصوى، عقب تعهد إيران بالرد على مقتل عدد من قادة الحرس الثوري بالغارة الإسرائيلية على القنصلية مطلع الأسبوع الحالي.

وفي حمأة التوترات المشتعلة في المنطقة بشكل غير مسبوق منذ الاثنين الماضي، إثر الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، أعلن كبير مستشاري مرشد إيران للشؤون العسكرية اللواء رحيم صفوي، أن السفارات الإسرائيلية لم تعد آمنة.   

واعتبر صفوي في حفل تأبين لقتلى الغارة الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة وإسرائيل فشلتا في مواجهة ما قال إنه "محور المقاومة".

وأضاف أن الأحداث التي تجري الآن تختلف تماما عن العقود الأربعة الماضية.

كما رأى أن الأحداث الجديدة ستشكل مستقبل المنطقة، معتبراً أن الصراع في غزة يعيد تشكيل ديناميكيات الأمن العالمي، وفق تعبيره.

ونشرت وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية، اليوم الأحد، أسماء وصور 9 صواريخ إيرانية قادرة على الوصول إلى إسرائيل، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية".

وأتى هذا بعدما كشفت بعض المعلومات الاستخباراتية أن إيران تخطط لشن هجوم انتقامي عبر أسراب من طائرات "شاهد" بدون طيار وصواريخ كروز، رجح مسؤولون أميركيون أن تكون الأهداف قنصليات وسفارات إسرائيلية في عدد من البلدان.

بينما لا يزال التوقيت مبهماً، فإن بعض المسؤولين الأميركيين رجحوا أيضا أن يتم قبل نهاية شهر رمضان أي خلال الأيام القليلة المقبلة، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

إلى ذلك، لايزال من غير المعلوم ما إذا كانت صواريخ إيران وطائراتها المسيرة ستطلق من سوريا أو العراق أو ربما من الأراضي الإيرانية نفسها بشكل مباشر.

ورجح بعض المحللين العسكريين الأميركيين أن تضرب إيران إسرائيل بنفسها بدلا من قيام وكلائها بمهاجمة القوات الأميركية في العراق وسوريا، كما فعلوا أكثر من 170 مرة خلال الأشهر الأربعة التي تلت هجوم حماس.

وبدوره، كشف مسؤول دفاعي إسرائيلي أن المحللين الإسرائيليين توصلوا إلى نفس النتيجة، وهي أن إيران نفسها ستهاجم ولن تتحرك من خلال حزب الله، أقرب حليف لها، الذي يشارك منذ تفجر الحرب في السابع من أكتوبر على غزة، بمواجهات يومية على الحدود.

وكانت إيران جددت، السبت، تهديداتها بالرد على الهجوم الذي دمّر مبنى تابعا لقنصليتها في دمشق وأسفر عن مقتل سبعة من الحرس الثوري الاثنين الماضي.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة اللواء محمد باقري "ستتم العملية الانتقامية في الوقت المناسب وبتخطيط وبأقصى قدر من الضرر للعدو بما يجعله يندم على عمله". وأضاف قائلا "نحن من نحدد وقت العملية وخطتها".

جاءت تصريحات باقري خلال مراسم تشييع أقيمت السبت في أصفهان (وسط البلاد)، للواء محمد رضا زاهدي الذي قضى في ضربة القنصلية.

وكان الحرس الثوري أعلن، مساء الاثنين الماضي، مقتل محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادي رحيمي وخمسة من الضباط المرافقين لهما بهجوم إسرائيلي جوي على القنصلية، في ضربة وصفت بالأكثر إيلاما لطهران منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في يناير عام 2020 في بغداد.

ويذكر أن الرد الإيراني على مقتل سليماني حينها اقتصر على إطلاق بعض الصواريخ صوب قاعدة عين الأسد التي كانت تضم قوات أميركية.