محادثة متشنجة بين بايدن ونتنياهو عقب مقتل عمال إغاثة في غزة

واشنطن – من المرتقب أن يجري الرئيس جو بايدن محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، وفق ما أفاد مسؤول أميركي، وذلك في أول اتصال بينهما منذ أن أدت غارة إسرائيلية إلى مقتل سبعة من العاملين الأجانب في مجال الإغاثة في غزة.
ويأتي الاتصال بعد أن أعرب بايدن عن غضبه حيال مقتل ناشطي منظمة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) ومقرها الولايات المتحدة، قائلا إن على إسرائيل بذل المزيد من الجهد لحماية عمال الإغاثة والمدنيين.
وأكد مسؤول أميركي مطلع لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء أن "الرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو سيجريان محادثة (الخميس)".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مصادره أن المكالمة الهاتفية المقررة اليوم الخميس، بين الرئيس بايدن ونتنياهو، من المتوقع أن تكون "متشنجة".
وقال أحد المسؤولين الأميركيين "بايدن غاضب جدا من بيبي (لقب نتنياهو). وأكد مسؤول ثان أن هذه هي الأجواء في البيت الأبيض قبل المكالمة مع نتنياهو.
وكان نتنياهو قد أقر الثلاثاء بأن الجيش الإسرائيلي قتل "عن غير قصد" سبعة من عمال الإغاثة في غارة جوية على قطاع غزة. ومن بين الضحايا مواطن أميركي كندي إلى جانب ثلاثة بريطانيين وبولندي وأسترالية.
وانتقد بايدن إسرائيل بشدّة على الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل ناشطي المطبخ المركزي العالمي، معربا عن شعوره "بالغضب والحزن".
واعترف البيت الأبيض بشعور بايدن المتزايد بالإحباط نتيجة فشل إسرائيل في حماية عمال الإغاثة والمدنيين، على الرغم من النداءات المتكررة الموجهة لنتانياهو.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين "أعتقد أنه يمكنكم إدراك الشعور بالإحباط في ذلك التصريح" الذي أدلى به بايدن.
ومع ذلك أكد البيت الأبيض على مواصلة بايدن دعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مستبعدا وجود خطط للحد من تسليم الأسلحة إلى الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة.
وأصبحت العلاقة بين بايدن والزعيم اليميني المتشدد نتنياهو أكثر توترا.
وتحدث بايدن إلى نتنياهو آخر مرة في 18 مارس عندما حض الرئيس الأميركي الزعيم الإسرائيلي على عدم شن هجوم بري على مدينة رفح الجنوبية.
وفي السياق، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم الخميس، إنه تحدث اليوم مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، وإنه عبر عن "غضبه" لمقتل 7 من موظفي منظمة (وورلد سنترال كيتشن) الإغاثية بضربة إسرائيلية في وسط قطاع غزة.
وأشار أوستن إلى أنه أكد لنظيره الإسرائيلي على الحاجة لاتخاذ خطوات قوية لحماية موظفي الإغاثة والمدنيين الفلسطينيين بعدما وصفه بأنه "فشل في عمليات التنسيق".
وأوضح أوستن أنه دعا غالانت لضمان إجراء تحقيق سريع وشفاف ومشاركة النتائج علنا ومحاسبة المسؤولين. وقال الوزير الأميركي إن الاعتداء على قافلة (وورلد سنترال كيتشن) يزيد من صعوبة إمداد المنطقة بالمساعدات الإنسانية.
وأضاف أنه دعا غالانت لضرورة توفير إسرائيل تدابير حماية وضمانات أمنية جديدة للعاملين في المجال الإنساني. وتابع "أوضحت ضرورة رؤية زيادة في المساعدات القادمة عبر جميع المعابر في الأيام المقبلة وخاصة لمناطق شمال غزة المعرضة لخطر المجاعة".
ومن المقرر أن يزور وفد إسرائيلي واشنطن الأسبوع المقبل لمناقشة قضية رفح.
وكان نتنياهو قد ألغى الزيارة في وقت سابق احتجاجا على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار لمجلس الأمن الدولي يدعم وقف إطلاق النار في غزة، لكنه رضخ لاحقا.