الابتكار تذكرة السيارات لإثبات جدارتها في عالم الطرز الفاخرة

البرمجيات والدفع الكهربائي يدفعان جينيسيس لتخطي إخفاقات لكزس وإنفينيتي أمام مرسيدس وبي.أم.دبليو.
الأربعاء 2024/04/03
أكثر من مجرد مركبة، أليس كذلك؟

حققت العلامة الكورية الفاخرة جينيسيس نجاحا في العديد من الأماكن، وهي الآن تتجه نحو أوروبا لتتغلب على منافسيها التقليديين على أرضها رغم كثرة المطبات التي تقف أمامها لتدارك كبوة لكزس وإنفينيتي مستفيدة من توسع الدفع الكهربائي والبرمجيات.

سيول- تشكل أوروبا بالنسبة للعديد من علامات السيارات الفاخرة غير الأوروبية “مثلث برمودا” ابتكاريا، فبعدما دخلت إنفينيتي اليابانية ولينكولن الأميركية السباق هناك أمام الطرز الألمانية، اختفتا دون أن تتركا أثرا يذكر.

وحاولت كاديلاك في السابق إثبات جدارتها أيضا، لكن سرعان ما استسلمت أمام شدة السباق قبل أن تراهن على طراز ليريك متعددة الأغراض (أس.يو.في) بداية من 2025.

وتبدو الوحيدة التي لا تزال تحاول التمسك بالبقاء في حلبة التنافس هي سيارات لكزس، لكن دون أن تطبع بصمتها بشكل يجعل منها رقما صعبا.

والدليل على ذلك أن العلامة التجارية الفاخرة لشركة تويوتا اليابانية نشرت العام الماضي أسطولا أقل من نصف عدد السيارات في أوروبا مقارنة بما باعته مرسيدس – بنز في الربع الأخير من عام 2023 وحده.

◙ جينيسيس تطبق أحدث التقنيات المبتكرة في سياراتها لتعزز عملية التواصل بين البشر والمركبات

ويشير التاريخ الحديث إلى أن هيمنة شركات مرسيدس وبي.أم.دبليو وأودي، تجعل محاولة منافسين آخرين اقتحام أرضها بمثابة مهمة صعبة، ومع ذلك فإن اهتمام هيونداي بإنفاق الوقت والمال لتأسيس علامتها جينيسيس في قلب النخبة الفاخرة في أوروبا يبدوا مثيرا.

وفعليا، تشهد جينيسيس في الولايات المتحدة وكوريا وأيضا الشرق الأوسط نجاحا كبيرا، ورغم ما يشير إليه الكشف مؤخرا عن مفهوم نيولون أس.يو.في والطراز ناغما عالي الأداء، فإنها لا تظهر أي علامة على تخفيف استخدام الوقود الأحفوري.

ومع ظهور طرز جديدة عالية التقنية والأداء، ينظر المختصون إلى أوروبا على أنها لعبة عالية المخاطر ومنخفضة المكافآت بالنسبة للعديد من العلامات بما فيها جينيسيس.

ويؤكد لورانس هاميلتون، المدير الإداري لشركة جينيسيس موتور أوروبا “نحن ننظر إلى جينيسيس باعتبارها علامة تجارية عالمية، ومن هذا المنظور، لكي تكون ذات مصداقية، من المهم أن يُنظر إليها على أنها قادرة على المنافسة وناجحة في أوروبا”.

ونقلت منصة موتور ترند المتخصصة في السيارات عن هاميلتون قوله إن “أوروبا هي موطن العلامات التجارية الفاخرة في كل القطاعات ونحن نرى أن النجاح في أوروبا له أهمية خاصة”.

وبطبيعة الحال، يقول الأشخاص الذين يقفون وراء العلامات التجارية اليابانية والأميركية الفاخرة نفس الشيء تقريبا عندما كشفوا عن خططهم قبل سنوات.

لورانس هاميلتون: ساحة اللعب أصبحت الآن أكثر تكافؤا بفضل التكنولوجيا
لورانس هاميلتون: ساحة اللعب أصبحت الآن أكثر تكافؤا بفضل التكنولوجيا

ولكن، كما يقول هاميلتون، وهو بريطاني يتمتع بخبرة تقرب من ثلاثة عقود في صناعة السيارات والذي أمضى ما مجموعه 16 عاما في العمل لدى هيونداي، فإن الأمر مختلف هذه المرة.

ويعتقد أن التحول العالمي إلى المحركات الكهربائية والمركبات المعرفة بالبرمجيات سيوفر فرصة فريدة للشركة بالنظر لما تتمتع به الأخيرة من خبرة وتعاون مع شركات مثل سامسونغ وأل.جي في تكنولوجيا الرقائق.

ويعترف قائلا “إنني أقدر تماما هيمنة العلامات التجارية الأوروبية الثلاث، لكنني أعتقد أن ساحة اللعب أصبحت الآن أكثر تكافؤا”.

وأضاف “إذا كانت جميع السيارات كهربائية وجميع السيارات سريعة وهادئة وسلسة، فهناك الآن عوامل فارقة أخرى ستحدد العلامة التجارية الفاخرة”. وتابع “هذا يجعل الأمر أكثر وضوحا. الآن هو الوقت المناسب لتحدي التاريخ والهيمنة”.

وتشكل ثقافة التكنولوجيا الفائقة في كوريا خزانا لنماذج السيارات التي تصنعها جينيسيس بمختلف فئاتها، ولكن الوعي العالمي المتزايد بالثقافة الشعبية النابضة بالحياة سوف يلعب دورا أيضا.

ومن الواضح أن جينيسيس هي أكثر من مجرد سيارة تشبه لكزس، إذ يتيح برنامجها الخاص ون أوف ون تكوين مركبات ذات مجموعات فريدة من الألوان والتجهيزات، مثل علامات رولز رويس وبنتلي البريطانيتين ومع برنامج مانوفاكتور من مرسيدس.

وتخطط هيونداي لإصدار أعداد محدودة من سيارات سبيديوم النموذجية، وربما حتى مركبات مخصصة بالكامل على المدى الطويل وستكون جميعها تعمل بالطاقة الكهربائية.

واليوم، هناك قيود أقل بكثير في ما يتعلق بالهندسة وتصميم المنتجات في الكثير من النواحي مما كانت عليه الصناعة منذ وقت طويل للغاية، ولن تؤدي التكنولوجيا إلا إلى تسريع ذلك.

وتمنح منصات المركبات الكهربائية درجة من المرونة لاستكشاف أشياء جديدة، حيث تعتبر السيارة سبيديوم مثالا على ذلك، وبالتالي يمكن للشركة الكورية تقديم مجموعات من المركبات المثيرة للاهتمام.

وتم تصنيع سبيديوم بطريقة مميزة مستوحاة من التصاميم الإبداعية ذات نمط “فري ستايل”، والذي يعد المفهوم الأساسي لفئة إكس كونسبت.

◙ هيمنة شركات مرسيدس وبي.أم.دبليو وأودي، تجعل محاولة منافسين آخرين اقتحام أرضها بمثابة مهمة صعبة

ويواكب هذا الطراز كغيره من سيارات هيونداي قيم وإرث فلسفة تصميم جينيسيس المتأصلة والمعروفة بـ”الأناقة الرياضية”، مع لمسات إبداعية وبطريقة أكثر تطورا وحداثة.

وفي حين أن قطاع توليد القوة في السيارات الفاخرة على مستوى العالم يشهد تغيرا مستمرا، فمن الواضح أن هناك تركيزا على الفئة التي يريدها المستخدمون الآن.

وأطلقت جينيسيس الأسبوع الماضي نسخة خماسية المقاعد من أيقونتها الصالون جي 90 الفارهة، التي تعتمد على سواعد محرك سداسي الأسطوانات بقوة 415 حصانا، بينما يبلغ عزم الدوران الأقصى 549 نيوتن متر.

ويتولى توزيع القوة على العجلات الأربع للسيارة ناقل حركة أوتوماتيكي من 8 سرعات. وتنطلق السيارة من الثبات إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 5.2 ثانية. وتم تجهيز السيارة بمجموعة تعليق فائقة، مع نظام التوجيه على العجلة الخلفية.

وتتمتع جي 90 بشاشة كبيرة لنظام الملتيميديا خاصة بالمقاعد الخلفية، كما تستكمل ملامح الرفاهية الداخلية بالعزل الخاص للضوضاء الخارجية، فضلا عن موضع تخزين في الكونسول الأوسط يعمل بالأشعة فوق البنفسجية لتطهير المتعلقات الموجودة فيه.

وتستند السيارة على باقة موسعة من أنظمة السلامة والكاميرا والرادار، ومساعد التصادم الأمامي والزاوية الميتة ومساعد الحفاظ على حارة السير.

وتعليقا على هذه الأيقونة يقول هاميلتون إن جي 90 تشكل نموذجا مهما لمنافسة مرسيدس الفئة أس، وهي ستكون جزءا مهما ضمن باقة تضم علامتي جي.في 60 وجي.في 70 اللتين تعتبران لوحدهما بمثابة صراع لجينيسيس.

◙ هناك قيود أقل بكثير في ما يتعلق بالهندسة وتصميم المنتجات في الكثير من النواحي مما كان عليه الأمر منذ وقت طويل للغاية
هناك قيود أقل بكثير في ما يتعلق بالهندسة وتصميم المنتجات في الكثير من النواحي مما كان عليه الأمر منذ وقت طويل للغاية

وتنتمي جي.في 60 الكهربائية إلى فئة الكروس أوفر وهي تحاول المنافسة مع مرسيدس إي.كيو.سي وأودي إي – ترون.

واستنادا إلى النجاح الباهر الذي حققه طراز جي 70 خلال العام 2022، وأدائه الاستثنائي في عام 2023، تبدو التحسينات الكثيرة التي طرأت على موديل 2024 أحد عوامل البقاء في حلبة السباق لفترة أطول.

ويؤكد هاميلتون أن الشركة الكورية لا تتوقع إسقاط مرسيدس، مثلا، بل يجب تقبل اللاعبين الألمان الثلاثة، وبدرجة ثانية تسلا وفولفو من خلال إصدارات مبتكرة يمكن أن تترك بصمتها في مجال سريع التغير بفعل التسارع التكنولوجي.

وتطبق جينيسيس أحدث التقنيات المبتكرة في سياراتها لتعزز عملية التواصل بين البشر والمركبات. ومن المتوقع أن تعزز خاصية الاتصال بالوجه من راحة المستخدمين كتقنية تساعد المركبة على التواصل مع السائقين، إلى جانب نظام المصادقة ببصمة الإصبع.

 

15