اتفاق على تشكيل قوة ليبية مشتركة لإعادة الاستقرار لمعبر رأس جدير

طرابلس - تبذل جهود كبيرة لاحتواء أزمة معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس بعد حصول اشتباكات بين قوتين ليبيتين مسلحتين أدت إلى إغلاقه وفتح التكهنات بشأن تداعيات ذلك على حالة الاستقرار الهش في المنطقة الغربية.
وكشف الهادي برقيق رئيس المجلس الأعلى للأمازيغ في تصريح لموقع ليبيا 24 الجمعة عن وجود مفاهمة لإعادة الاستقرار للمعبر من الجانب الليبي وذلك عبر اتفاق مع الفريق محمد الحداد رئيس الأركان العامة للجيش في طرابلس لدخول قوة مشتركة من الطرفين للمعبر لتنفيذه.
وشدد على ان الغرفة العسكرية بزوارة عقدت اتفاقا مع رئاسة الأركان العامة للجيش على تأمين مشترك للمنفذ محذرا من تدخل أية قوة أخرى من خارج هذه القوتين.
وأشاد برقيق بما وصفه قدرة القيادة العسكرية على احباط محاولات نشر الفتنة عبر استغلال التوتر في معبر راس جدير لإشعال فتيل الحرب.
وفي المقابل هاجم رئيس المجلس الأعلى للأمازيغ عماد الطرابلسي وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة بمحاولة تأجيج التوتر والخلافات بسبب تصريحاته الأخيرة والتي حملت اتهامات للقوة الامازيغية بالتسبب في التوتر.
وفي إشارة للبعد السياسي للتصريحات هاجم برقيق حكومة الدبيبة مشككا في استمرار شرعيتها قائلا "إن الطرابلسي وزير مكلف ولا يملك صلاحيات مطلقة، وأن الحكومة التي يتبعها ماهي إلا حكومة تصريف أعمال بصلاحيات محدودة".
وكان الطرابلسي اتهم القوة الامازيغية الأمازيغية المسيطرة على المعبر بالقيام بأنشطة تهريب خاصة المخدرات مثل الأمفيتامين من تونس الى ليبيا والبنزين في الاتجاه المعاكس.
من جانبه قال الفريق صلاح الدين النمروش، معاون رئيس الأركان العامة في جولة تفقدية لمعبر رأس جدير الخميس إن تشكيل القوة العسكرية المشتركة هدفه بسط الأمن في المعبر الحدودي مع تونس.
ونفى أن تكون القوة قد تحمل تجاذبات سياسية أو قبلية قائلا "إن ما يجري تداوله عن التحشيد العسكري لفرض قوة بعينها بقوة السلاح، أمر عار عن الصحة".
وطالب المسؤول العسكري بضرورة تكاتف كل القبائل والعشائر لإعادة الاستقرار الأمني للمعبر ودعم القوة العسكرية المشتركة.
وفي حال تشكيل القوة المشتركة فإنها ستمثل رسالة قوية للدبيبة ولوزير داخليته وسط تصاعد الانتقادات للحكومة والمطالبة بتشكيل حكومة جديدة انتقالية تمهيدا لإجراء الانتخابات وفق تفاهمات بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة في اجتماعات اقيمت بتونس.
وكانت صحيفة لومند الفرنسية أشارت إلى صراع بدأ يتشكل بين السلطة في غرب ليبيا والأمازيغ الذين يسيطرون على المعبر الحدودي منذ العام 2011 بعد اطاحة ثورة شعبية دعمها حلف شمال الأطلسي ودول أخرى مثل قطر، بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وتسود حاليا مخاوف في ليبيا من تحول تطورات ملف السيطرة وإدارة معبر راس جديد إلى إثارة النعرات الطائفية وتغذيتها خاصة أن هناك أطراف ترتزق من الفوضى.