مقتل العشرات في قصف إسرائيلي على حلب

دمشق - أدت ضربات إسرائيلية على مدينة حلب بشمال سوريا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة إلى مقتل 42 شخصا بينهم خمسة أعضاء في جماعة حزب الله اللبنانية وذلك وفق ما قال مصدران أمنيان وسط تصاعد القصف الإسرائيلي على مواقع لموالين لإيران على الساحة السورية.
ويمثل هذا أسوأ هجوم حتى الآن من حيث عدد القتلى خلال الحملة الإسرائيلية المكثفة على حلفاء إيران في سوريا.
وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية على كل من حزب الله والحرس الثوري الإيراني في سوريا منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس المدعومة من إيران عليها في السابع من أكتوبر. ورسخت طهران ووكلاؤها وجودهم في أرجاء سوريا بما يشمل المناطق المحيطة بحلب والعاصمة دمشق.
وقصف الجيش الاسرائيلي المطارات الدولية في المدينتين مرارا على مدى سنوات لعرقلة تدفق الأسلحة إلى حلفاء إيران في المنطقة، لكن الغارات منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول تسقط أعدادا أكبر من القتلى ودفعت إيران إلى سحب بعض من كبار ضباطها من سوريا.
وقالت وزارة الدفاع السورية إنه خلال الغارات الإسرائيلية تم قصف عدة مناطق في جنوب شرق محافظة حلب في حوالي الساعة 1:45 صباحا بالتوقيت المحلي (2245 بتوقيت غرينتش أمس الخميس) مما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين والعسكريين.
وأضافت أن الضربات الجوية تزامنت مع "اعتداء بالطيران المسير نفذته التنظيمات الإرهابية من إدلب وريف حلب الغربي في محاولة منها لاستهداف المدنيين في مدينة حلب ومحيطها".
وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن خمسة من مقاتلي حزب الله من بين القتلى. وذكر أحد المصادر أن أحدهم قائد ميداني محلي قتل شقيقه في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان في نوفمبر تشرين الثاني.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ اندلاع الحرب في غزة. وقُتل أكثر من 270 مقاتلا من حزب الله و50 مدنيا، من بينهم مسعفون وصحفيون، في القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان. وقتل نحو 12 من القوات الإسرائيلية ونصف هذا العدد من المدنيين في شمال إسرائيل.
وهذا التصعيد هو الأكبر منذ حرب 2006 التي استمرت شهرا بين إسرائيل وحزب الله وتوقفت بقرار من الأمم المتحدة لكن الجهود الدبلوماسية لم تنجح حتى الآن في إنهاء القصف الدائر حاليا عبر الحدود.
وكان مركز ألما الإسرائيلي للأبحاث كشف إن القصف الذي شهدته محافظة دير الزور السورية قبل أيام هو رسالة إسرائيلية لإيران موضحا في تقرير أن الهجوم نفذته إسرائيل، وكان "نادرًا نسبيًا من حيث الحجم" إذ طال حوالي عشرة مقار تابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني" في مدن البوكمال والصالحية والميادين ودير الزور.
ونقل المركز عن مصادر لم يسمِّها أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف مخازن أسلحة ومقرًا ومنزلًا في دير الزور، حيث كان يجتمع كبار مسؤولي "الحرس الثوري" والميليشيات الشيعية.