الشركات تتسابق لإصدار المزيد من الطرز الهجينة

يراهن صانعو السيارات على أن اهتمام المستهلكين بالتوصل إلى حل وسط بين محركات الوقود بالكامل والكهرباء بالكامل هو اتجاه دائم من خلال التركيز أكثر على المركبات الهجينة التي تعد تويوتا أبرز المهتمين بهذه التقنية.
ديترويت (الولايات المتحدة)- تعمل الشركات على زيادة القدرة على بناء مركبات هجينة تعمل بالبنزين والكهرباء ومركبات هجينة تعمل بالكهرباء وخاصة في الولايات المتحدة مع تنامي الاهتمام بالطرز الخالية من الكربون أو تصدر ملوثات أقل.
ويؤكد مسؤولون تنفيذيون ومحللون أن ذلك يأتي استجابة لطلب المستهلكين المتزايد على التكنولوجيا التي خططت جنرال موتورز وغيرها من شركات تصنيع السيارات ذات مرة للتخلص التدريجي منها لصالح الأساطيل الكهربائية بالكامل.
ويلاحظ أن السيارات الهجينة انتشرت بشكل واسع بين المستخدمين. وتقول ستيلانتيس إن النسخة الهجينة من جيب رانجلر متعددة الأعراض (أس.يو.في) مثلت جزءا مهما من مبيعاتها في العام الماضي.
كما ارتفعت مبيعات سيارات فورد الهجينة بنسبة 37 في المئة تقريبًا خلال الشهرين الأولين من العام، مدفوعة بالطلب على الشاحنة الهجينة مافريك المدمجة التي يبدأ سعرها من 25.3 ألف دولار.
وقال سكوت سيمرز، المدير العام لشركة بالم سبرينغز موتورز في كاثيدرال سيتي بولاية كاليفورنيا لوكالة رويترز إن “السيارة الأكثر سخونة في مجموعتنا الآن هي سيارة مافريك الهجينة”.
وتمثل سيارة مافريك الهجينة الآن حوالي نصف مبيعات الطراز. ويقول التجار إنهم يستطيعون بيع المزيد إذا تمكنت شركة فورد من تصنيعها.
وقال جيم بومبيك، نائب رئيس فورد لتطوير المنتجات، لرويترز “كان علينا الإسراع في إضافة القدرة إلى مافريك”. وأضاف “لقد أضفنا نوبة ثالثة كاملة للاستجابة للطلب”.ويتحدى التحول نحو السيارات الهجينة سياسات المناخ المؤيدة للمركبات الكهربائية والمجموعات البيئية، التي تريد من الشركات التخلص التدريجي من محركات الاحتراق الداخلي التي ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون في أسرع وقت ممكن.
وتعرض العديد من الحكومات قواعد دعم السيارات الكهربائية وقواعد الانبعاثات، وهي تحث القطاع على إثبات قدرتها على ابتكار طرز حديثة تنسجم مع المعايير البيئية وفي الوقت ذاته تكون مفعمة بالتكنولوجيا المتقدمة التي يتم تطويعها لتحقيق الهدف.
ويؤكد محللو الصناعة أن معظم شركات السيارات القديمة تخسر أموالا على السيارات الكهربائية، وتعد السيارات الهجينة طريقا أكثر ربحية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إذا غيرت الإدارة المستقبلية مسارها.
وقال مارك ويكفيلد، رئيس ممارسة السيارات العالمية في شركة أليكس بارتنارز “تعتبر السيارات الهجينة وسيلة تحوط كبيرة ضد التغيير الإداري الذي يخفف من الضغط من وجهة نظر تنظيمية”.
ويشعر مؤيدو فرض قيود قوية على انبعاثات محركات الاحتراق بالقلق من أن تقدم الحكومة الأميركية حوافز لشركات لبيع المزيد من السيارات الهجينة المزودة بمحركات الاحتراق.
وقال دان بيكر من مركز التنوع البيولوجي في واشنطن “إذا كانت السيارات الهجينة تطير بعيدا، فلا داعي لأن تقوم وكالة حماية البيئة (إي.بي.أي) بتشجيع بيعها بشكل أكبر مع وجود ثغرات تسمح بالمزيد من التلوث”.
وبقيادة شركات تويوتا وفورد وهوندا، يمكن أن يرتفع إصدارات السيارات الهجينة في أميركا الشمالية إلى 20 في المئة من إجمالي إنتاج المركبات الخفيفة بحلول 2025، مقارنة بنحو 14 في المئة للكهربائية، وفقا لبيانات أوتو فوركاست سوليوشنز (أي.أف.أس).
وقال سام فيوراني نائب الرئيس التنفيذي لشركة أي.أف.أس لرويترز “بينما انخفضت توقعات السيارات الكهربائية بنحو مليون وحدة في العام الماضي، ارتفعت النماذج الهجينة بنفس الحجم تقريبا”.
ويقوم المورّدون مثل شايفلر باستثمارات طويلة الأجل لتوسيع القدرة على الإنتاج الهجين. وتخطط الشركة الألمانية لاستثمار 230 مليون دولار في مصنع جديد في مدينة دوفر بولاية أوهايو لزيادة إنتاج المحاور الكهربائية المستخدمة في أنظمة الدفع الهجين.
وتقوم الشركة حاليا بتوريد المكونات الأساسية للأنظمة الهجينة المتوفرة في شاحنات البيك أب فورد أف – 150. وتقول فورد إنها تخطط لمضاعفة حصة أف – 150 الهجينة إلى 20 في المئة من المبيعات.
ويتوقع مارك ماكغراث رئيس عمليات شيفلر في الولايات المتحدة اعتمادا أوسع نطاقا للمحركات الهجينة للشاحنات الصغيرة والمركبات الرياضية الكبيرة. وقال “نرى مناقشات مع جميع (شركات صناعة السيارات) الكبرى في هذا القطاع”.
ويتم تغذية الطلب على الدفع الهجين من قبل المستهلكين على السيارات أو الشاحنات الهجينة التي تتمتع بمزيج من الامتيازات.
وبسبب الإحباط جرّاء ضعف الاقتصاد في استهلاك الوقود لشاحنته أف – 150 التي تعمل بمحرك ثماني الأسطوانات، قام جيريمي أشتون من ولاية ماريلاند بالتسوق للحصول على بديل واشترى شاحنة هجينة مقابل نحو 61 ألف دولار.
وتأتي الشاحنة مزودة بمجموعة نقل الحركة باور بوست الهجينة بالكامل والتي تجمع بسلاسة بين محرك وقود سعة 3.5 لتر ومحرك كهربائي بقوة 44 حصانا ومكابح متجددة وبطارية ليثيوم أيون.
وقال أشتون إن الشاحنات المماثلة التي تعمل بالبنزين فقط “كانت بنفس السعر. وبعض الشاحنات التي تعمل بالبنزين أغلى ثمنا”.
وأكد أنه لم يعجبه مظهر سيارة فورد لايتنيغ الكهربائية بالكامل أو تحدي الشحن.
وتوفر السيارة الهجينة البيضاء من طراز أف – 150 ما بين 22 إلى 24 ميلا للغالون الواحد، وهو ما اعتبره أشتون “أفضل بكثير على الوقود”.
وبدأ ديف ويلسون، رئيس مجموعة وكلاء بريستون في ماريلاند، طلب المزيد من الطراز الهجينة في أغسطس وسبتمبر الماضيين. وقال “كنا متفائلين بشأنهم”. وفي شهر ديسمبر، شكلت السيارات الهجينة حوالي 35 في المئة من إجمالي مبيعات أف – 150.
وبالنسبة إلى موديل عام 2024، ستبدأ سيارات فورد أف – 150 الهجينة بنفس سعر شقيقتها المزودة بمحركات إيكوبوست سعة 3.5 لتر بشاحن توربيني.
وقال ديفيد كريست رئيس علامة تويوتا التجارية لرويترز إن الشركة اليابانية الرائدة منذ فترة طويلة في سوق السيارات الهجينة في الولايات المتحدة، “تخطط لزيادة كبيرة في عدد الطرازات الهجينة والمبيعات الإجمالية للسيارات الهجينة”.
وأوضح كريست أنه في العام الماضي، كانت 29 في المئة من المبيعات مختلطة.
ومنذ بداية العام حتى الآن بلغت النسبة 37 في المئة ويتوقع أن تكون هذا العام أقرب إلى 45 في المئة من إجمالي ما يتم تسويقه.
وسيتم تقديم الجيل القادم من سيارة كامري سيدان من تويوتا هذا العام مع محركات هجينة فقط.
وقامت تويوتا بتقليص علاوة السعر التي تفرضها على السيارات الهجينة مقارنة بالمركبات المماثلة التي تعمل بمحركات الاحتراق، مع زيادة إنتاجها.
وقال كريست إن “الفجوة السعرية كانت تصل من 6 آلاف دولار إلى 7 آلاف دولار. الآن، هي ما بين 1500 دولار و2000 دولار”.
وأطلقت تويوتا مؤخرا نسخة الدفع الهجين من أيقونتها سي-أتش.آر، التي تنتمي لفئة موديلات الكروس أوفر المدمجة.
ويعتمد الطراز على سواعد محرك كهربائي بقوة 163 حصانا، مع محرك رباعي الأسطوانات سعة لترين وبقوة 152 حصانا.