مقتل العشرات جراء عمليات إنزال جوي للمساعدات وقصف إسرائيلي على غزة

قطاع غزة (الأراضي الفلسطينية) - أكد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحركة حماس الثلاثاء أن 18 شخصاً لقوا حتفهم بعد محاولتهم الاثنين جمع مساعدات أنزلتها الطائرات في البحر وعلى الأرض في شمال قطاع غزة، داعية إلى "وقف إنزال المساعدات" جوا.
وقال المصدر إن 12 من بين القتلى "استشهدوا غرقاً قبالة محافظة شمال قطاع غزة حيث دخل عشرات المواطنين الجائعين إلى البحر للحصول على مساعدات ألقتها الطائرات داخل البحر ... كما استشهد 6 مواطنين آخرين نتيجة التدافع في أكثر من مكان حين كانوا يحاولون الحصول على مساعدات ألقتها الطائرات بشكل خاطئ أيضاً في ظل المجاعة المستمرة".
وقال مدير مكتب الاعلام الحكومي في غزة اسماعيل الثوابتة لوكالة الصحافة الفرنسية رداً على سؤال بشأن ارتفاع الحصيلة إنه "كان هناك مصابون نقلوا إلى أكثر من مستشفى، كمال عدوان والعودة والمعمداني في البلدة القديمة. كانوا مصابين وتوفوا ليلا أو في الصباح".
وأضاف أنه عندما تُلقي الطائرات المساعدات يندفع كثيرون نحوها. والاثنين ألقى العشرات بأنفسهم في الماء وبينهم العديد من الأطفال والشباب لاستعادة الرزم.
ومن ثم، قالت حماس "ندعو إلى وقف عمليات إنزال المساعدات بهذه الطريقة المسيئة والخاطئة وغير اللائقة وغير المُجدية، ونطالب بفتح المعابر البرية بشكل فوري وسريع من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من الجوع ومن النقص الحاد في الغذاء للشهر السادس على التوالي"، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر
وأضافت "طالما حذّرنا جميع الدول التي تنفّذ عمليات الإنزال الجوي للمساعدات من خطورة إجراءاتها الخاطئة، لأن جزءاً من هذه المساعدات يُلقى في البحر، وجزءاً منها يُلقى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجزءاً منها يُلقى في المناطق الخطرة، مما يُعرّض حياة المواطنين الجوعى للخطر الشديد، وها هو نفس السيناريو يتكرر".
وبدأت طائرات عسكرية من دول عدة مطلع فبراير بإسقاط رزم المساعدات بالمظلات، ولا سيما الأردن ومصر وفرنسا والولايات المتحدة والمانيا.
وفي 8 مارس، قُتل خمسة أشخاص وأصيب عشرة آخرون جراء سقوط طرود مساعدات عليهم بعد أن ألقتها طائرات على مدينة غزة.
وتجري عمليات إنزال مساعدات عبر الجو يومياً تقريبا للتعويض عن نقص المساعدات الداخلة برا إلى قطاع غزة حيث بات السكان على حافة المجاعة بسبب الحرب.
كما تم تدشين ممر بحري من قبرص عبرته سفينة حملت مساعدات منظمة خيرية أميركية وُزعت في غزة قبل أسبوع.
لكن وكالات الإغاثة تقول إن الإنزال والممر البحري لا يغنيان عن إدخال المساعدات عبر المعابر البرية للقطاع المحاصر.
وتزايدت الدعوات لفتح المعابر وتسريع تدفق المساعدات إلى غزة التي كان يدخلها وفقا للأمم المتحدة قبل الحرب ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا، في حين ان العدد اليوم يتراوح بين 100 و150 شاحنة.
وتقيد إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة ما أدى إلى شح في إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة بدأت تحصد أرواح أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما، ويقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، بينهم نحو مليوني نازح جراء الحرب.
وأدت غارات جوية إسرائيلية لمقتل عشرات الفلسطينيين في طرفي قطاع غزة الليلة الماضية مستهدفة محيط مستشفى الشفاء في الشمال ومدينة رفح في الجنوب حيث يتكدس أكثر من مليون شخص طلبا للمأوى.
وفي الشمال، حيث يحتدم قتال عنيف منذ أكثر من أسبوع بمحيط مستشفى الشفاء، قال أفراد من عائلة أبوحصيرة لرويترز إن العشرات قُتلوا في ضربة دمرت تجمعا عائليا قرب أكبر مستشفى في غزة.
وقال أحد أفراد الأسرة ويدعى أبو علي أبوحصيرة في رسالة نصية لرويترز "مجزرة جديدة بحق عائلة أبو سهيل أبو حصيرة وأبنائه وأحفاده والبالغ عددهم نحو 30 شخصا".
وتقول إسرائيل إنها قتلت واعتقلت المئات من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذين كانوا يستخدمون المستشفى كقاعدة. وتنفي حماس والأطقم الطبية وجود مقاتلين ويقولون إنه تم اعتقال مدنيين.
وفي الجنوب، حيث يقيم أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في رفح قبالة السياج الحدودي مع مصر، قالت السلطات الصحية إن 18 شخصا من بينهم ثمانية أطفال قُتلوا في غارة على منزل عائلة أبو نقيرة.
وتناثرت البطاطين وملابس الأطفال وسط الأنقاض صباح اليوم الثلاثاء حيث قام الأقارب بالبحث بين الأنقاض لاستعادة ممتلكاتهم. وفي الخارج، سحق عمود من الخرسانة المسلحة سيارة محترقة. وبكى أفراد الأسرة على الجثث الملقاة في مشرحة مستشفى قريب.
وتقول إسرائيل إنها تخطط لشن هجوم بري على رفح حيث تعتقد أن معظم مقاتلي حماس يختبئون الآن. وتعارض الولايات المتحدة، أقرب حلفاءها، مثل هذا الهجوم قائلة إنه سيسبب ضررا كبيرا للمدنيين الذين لجأوا هناك.
وفي الجنوب أيضا، استمر حصار الدبابات حول مستشفيين آخرين في خان يونس لليوم الثالث.
وشنت إسرائيل هجومها على قطاع غزة بعد أن عبر مقاتلو حماس الحدود في هجوم خاطف في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وتقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس إنه تم تأكيد مقتل ما لا يقل عن 32333 فلسطينيا وإصابة 74694 آخرين في الهجوم الإسرائيلي، من بينهم 107 فلسطينيين قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وهناك مخاوف من وجود آلاف الأشخاص تحت الأنقاض لم يتم انتشالهم بعد.
وتقول الأمم المتحدة إن غزة على شفا المجاعة، حيث يعاني جميع السكان من نقص حاد في الغذاء، ونصفهم في أعلى مستوى من الكارثة، والموت الجماعي وشيك ما لم تصل المزيد من المساعدات على الفور. وتنفي إسرائيل مسؤوليتها عن المجاعة في غزة وتصر على أنها تسمح بدخول ما يكفي من الغذاء.