رهان مغربي على الاستثمار لتحفيز صناعة السياحة

مراكش وأغادير أهم وجهتين سياحيتين في المغرب إذ تستقطبان وحدهما نحو 60 في المئة من السياح الأجانب الوافدين إلى البلاد.
الثلاثاء 2024/03/26
الوجهة المحبذة للأوروبيين

الرباط- وضع المسؤولون المغاربة جزءا كبيرا من رهاناتهم على تحفيز صناعة السياحة خلال المرحلة المقبلة من أجل جذب المزيد من الاستثمارات باعتبارها أحد المحركات المهمة لتنمية الاقتصاد.

وقالت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور إن بلدها “يعمل على تشجيع الاستثمار في التنشيط السياحي وتوفير تجارب سياحية فريدة عن طريق الشراكة بين القطاعين العام والخاص”.

واشترت علامات عالمية معروفة وكذلك مستثمرون مغاربة في الآونة الأخيرة عدة فنادق كانت مغلقة في مدن سياحية كبرى وذلك لتشجيع الاستثمار في القطاع، خاصة ما تعلق منه بمجال الضيافة.

وأكدت عمور في مقابلة مع وكالة رويترز الاثنين أن إعادة فتح الفنادق المغلقة من بين أولويات الحكومة، وهناك عدة إجراءات جارية لدعم الفنادق المغلقة أو التي تواجه صعوبات.

واضطرت مجموعة من الفنادق المحلية إلى وقف نشاطها إما بسبب ضعف الإدارة وتراكم الضرائب والتأمينات الاجتماعية أو نتيجة تداعيات أزمة وباء كورونا، وتوجد أغلب هذه الفنادق في مراكش وورزازات وأغادير.

فاطمة الزهراء عمور: الشراكة بين القطاعين العام والخاص هدفنا للتطوير
فاطمة الزهراء عمور: الشراكة بين القطاعين العام والخاص هدفنا للتطوير

وتعتبر مراكش وأغادير أهم وجهتين سياحيتين في المغرب إذ تستقطبان وحدهما نحو 60 في المئة من السياح الأجانب الوافدين إلى البلاد. وذكرت عمور أن الوزارة تعمل عبر الشركة المغربية للهندسة السياحية على إيجاد حلول لإشكالية هذه الفنادق من خلال تسهيل التواصل بين أصحابها ومستثمرين جدد.

ويساهم صندوق محمد السادس للاستثمار في إنشاء آليتين لهذه المؤسسات، الأولى مخصصة لشراء الفنادق المغلقة والثانية للتجديد من خلال جولة ديون ثانوية. وكان المغرب قد أطلق هذا الصندوق في عام 2021، وتلقى مساهمة أولية بلغت 15 مليار درهم (حوالي 1.4 مليار دولار) من ميزانية الدولة.

ويهدف الصندوق إلى جمع 14 مليار دولار من السوق الدولية لتمويل المشاريع الاستثمارية الكبرى، في إطار الشراكات مع القطاع الخاص والدخول في رأسمال الشركات الصغرى والمتوسطة ومنح القروض للشركات النشيطة في القطاعات عالية الربحية.

وقالت الوزيرة “لتحقيق أهدافنا نشتغل حاليا على العرض السياحي الجديد، وعلى الروافع الأساسية لتطوير القطاع، من بينها الترويج والنقل الجوي، وتعزيز رأس المال البشري، وتعزيز العرض الفندقي وتشجيع الاستثمار في التنشيط السياحي”.

ويعد قطاع السياحة ثاني مصدر للعملة الأجنبية بعد تحويلات المغاربة بالخارج كما يمثل حوالي سبعة في المئة من الناتج المحلي.

وأشارت عمور إلى أنه لإنعاش القطاع الذي تضرر خلال جائحة كورونا أطلق المغرب مؤخرا برنامجا باسم “سياحة غو” بالشراكة بين القطاعين الخاص والعام لتقديم الدعم التقني للشركات الراغبة في الانخراط في الرقمنة أو تحسين دخلها أو إنجاح التحول البيئي.

ويطمح المغرب للوصول إلى 26 مليون سائح بحلول 2030 وجذب 17.5 مليون سائح في 2026 مقارنة مع 14.5 مليون سائح في 2023. كما يهدف إلى تحقيق 120 مليار درهم (12 مليار دولار) وتوفير 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة من القطاع السياحي.

ويشكل تنظيم المغرب لنهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2025 والتنظيم المشترك مع إسبانيا والبرتغال لنهائيات كأس العالم في 2030 فرصتين ذهبيتين لازدهار أكبر لقطاع السياحة.

وقالت عمور “تنظيم بلادنا لكأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم المشترك مع إسبانيا والبرتغال، حدثان مهمان وفرصة ذهبية للسياحة في بلادنا، شخصيا أعتقد أن وجود مثل هذين الموعدين يساعد في التركيز على الهدف ويشجعنا أكثر على الوفاء بالتزاماتنا”. وأضافت “في خارطة الطريق السياحية 2023 – 2026 تم وضع أهداف مهمة فيما يخص الرفع من طاقة الاستيعاب، ما يساهم في استقبال هذين الحدثين في أفضل الظروف”.

وانتقل المغرب من المرتبة 34 في عام 2019 إلى المرتبة 22 في عام 2022 على قائمة منظمة السياحة العالمية لأكثر الوجهات جذبا في العالم.

الترويج والنقل الجوي ودعم رأس المال البشري وتعزيز العرض الفندقي وزيادة مشاريع الترفيه على رأس الأولويات

وقالت وزيرة السياحة “هذا التقدم نتيجة التدابير الاستباقية التي اتخذتها الحكومة، كالمخطط الاستعجالي (الذي واكب أزمة كوفيد) لدعم المهنيين بقيمة ملياري درهم وبرنامج طموح للترويج والنقل الجوي”. ووقعت الحكومة المغربية شراكة مع بعض شركات الطيران العالمية منها رايان إير الرائدة في مجال الطيران منخفض الكلفة.

وابتداء من أبريل المقبل ستطلق رايان أير 24 خطا جويا دوليا جديدا مع ثماني أسواق مصدرة إستراتيجية، هي ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهولاندا والبرتغال والسويد والمملكة المتحدة.

وقالت إن الرحلات التي ستطلقها الشركة الأيرلندية منخفضة الكلفة ستوجه إلى ست وجهات مغربية هي مراكش وطنجة وأغادير وبني ملال وفاس والرباط.

وأشارت إلى أن الشركة ذاتها ستطلق 11 خطا جويا داخليا جديدا لربط تسع وجهات مغربية “لتمكين السياح الأجانب والمغاربة من السفر بسهولة في عدة مناطق في المغرب”.

وأظهر تقرير حديث أن المغرب احتل المركز الأول في أفريقيا والمركز الثاني في المنطقة العربية من حيث جاذبية الاستثمار السياحي خلال الفترة ما بين 2017 و2021، وفقا لما نشرته منصة المغرب الاقتصادي في وقت سابق هذا الشهر.

وجاء تصدر البلد للقارة الأفريقية باستقطابه نحو 22 مليار دولار من الاستثمار السياحي، فيما حققت مصر 21 مليار دولار وجنوب أفريقيا 10 ملايين دولار وتنزانيا 9 ملايين دولار وتونس 8 ملايين دولار.

وعلى مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حل المغرب ثانيا بعد الإمارات التي استقبلت استثمارات بنحو 81 مليار دولار، فيما جاءت كل من السعودية ومصر والبحرين ثالثا باستقبالها 21 مليار دولار لكل منها.

11