"غرباء في كل مكان" شعار بينالي البندقية لهذا العام

البينالي ينطلق بنسخته الستين في 20 أبريل المقبل بمشاركة 331 فنانا ويعد أحد الأحداث الرئيسية في تقويم الفنون العالمية.
الاثنين 2024/03/25
أعمال توثق لحالات الغربة

البندقية (إيطاليا) - يرفع بينالي البندقية لهذا العام، شعارا يرتبط بالأوضاع المأساوية حول العالم، هو “غرباء في كل مكان”، وفيه إحالة إلى حركات الهجرة والنزوح الكبرى التي تجتاح العالم، إلى جانب الأزمة الاقتصادية العالمية والتحديات المعيشية التي ضاعفت الشعور بالغربة داخل الأوطان. وينطلق البينالي بنسخته الستين في 20 أبريل المقبل، بمشاركة 331 فنانا، ويعد البينالي الملقب باسم "أولمبياد عالم الفن"، أحد الأحداث الرئيسية في تقويم الفنون العالمية.

وقال أمين المعرض أدريانو بيدروسا في بيان "إن المعرض يقام في عالم مليء بالأزمات المتعلقة بحركة الأشخاص عبر الحدود". وأضاف "أينما ذهبت، سوف تقابل أجانب دائما، بغض النظر عن المكان الذي تجد فيه نفسك، فأنت في أعماقك غريب". وتابع أن الموضوع يمكن اعتباره “دعوة للعمل”، إذ يكتسب أهمية بالغة في جميع أنحاء أوروبا، عندما يصل عدد النازحين قسريا إلى أعلى مستوياته عام 2022 (108 ملايين نازح)، ويزداد هذا العدد في العام التالي”.

واعتبر بيدروسا أنه يشعر أن تجاربه الخاصة تنعكس على موضوع المعرض، وقال: “عشت في الخارج وكنت محظوظا بالسفر على نطاق واسع”، لكن غالبا ما أُعامل على أنني غريب من العالم الثالث، على الرغم من أني أحمل أحد جوازات السفر الأعلى مرتبة في الجنوب العالمي (برازيلي الجنسية)، والأهم من ذلك أعرّف نفسي بأنني غريب، وأنا أوّل غريب أكون أمينا للبينالي”.

◙ الشعار مستمدّ من اسم مجموعة تورينو الموسيقية التي حاربت العنصرية والعنف ضد الأجانب في إيطاليا
◙ الشعار مستمدّ من اسم مجموعة تورينو الموسيقية التي حاربت العنصرية والعنف ضد الأجانب في إيطاليا

وأكد أن موضوع المعرض “له صدى إضافي بشكل خاص في البندقية. في وقت ما، كانت المدينة أهم مركز للتجارة في البحر الأبيض المتوسط. ويبلغ عدد السكان 50 ألف نسمة، وقد يصل هذا العدد إلى 165 ألفاً في مواسم الذروة، بسبب الأعداد الهائلة من السيّاح”.

يعرض البينالي مجموعة “كلير فونتين” المقيمة في باريس، التي صنعت عددا من منحوتات النيون، وتمثل عبارة “أجانب في كل مكان” أو “غرباء في كل مكان” شعار مستمدّ من اسم مجموعة ميلانو تورينو الموسيقية التي حاربت العنصرية والعنف ضد الأجانب، والمرتبطة بكراهية الأجانب في إيطاليا في أوائل العقد الأول من القرن 21.

وقال بيدروسا “إن الفنانين من السكان الأصليين سيكون لهم حضور “رمزي” قوي في المعرض”. كما ستقوم مجموعة “ماهكو”، القادمة من حدود البرازيل وبيرو، برسم لوحة جدارية ضخمة على واجهة الجناح المركزي في جيارديني. وستقدّم مجموعة “ماتاهو” من نيوزيلندا تركيباً ضخماً في الغرفة الأولى.

كما سينضم معرض بعنوان “التجريد الغريب” لأعمال الصينية إيفلين تاوتشنغ وانغ. وسيخصص قسم لـ”أرشيف العصيان”، الذي أنشأه ماركو سكوتيني، ووصفه موقع المنظمة على الإنترنت بأنه “دليل مستخدم لأربعة عقود من العصيان الاجتماعي عبر التاريخ والجغرافيا”.

وسيركز البينالي على المنسوجات، مع أعمال مجموعة الخيّاطة التشيلية بوردادوراس دي إيسلا نيجرا، كما سيضم أعمالا لفنانين من القرن العشرين من أميركا اللاتينية، وأفريقيا، والعالم العربي، وآسيا، يرجع تاريخها إلى الفترة بين عام 1905 إلى عام 1990. وكان آلاف الفنانين والمهندسين والمعماريين وأمناء المعارض، وقعوا رسالة مفتوحة تطالب باستبعاد إسرائيل من نسخة 2024 لبينالي البندقية للفنون، تضامنا مع قطاع غزة.

15