المشاكل تتراكم على بوينغ في مسار السلامة والمنافسة

مُصنع الطائرات الأميركية يستكشف تفريغ أو إعادة نشر شركات محددة من شركة سبيريت التي تزود مكونات أيرباص الرئيسية إذا توصلت إلى اتفاق.
الخميس 2024/03/21
أزمة متواصلة

سياتل (الولايات المتحدة) - تبحث بوينغ كيف يمكن لشركة سبيريت أيرو أن تتخلى عن علاقاتها مع أيرباص أو تقللها بشكل حاد، حيث يشكل عمل عملاق سلسلة التوريد لصالح صانعة الطائرات الأوروبية تعقيدات في محاولة الشركة الأميركية المنافسة للاستحواذ على فرعها السابق.

ويستكشف مُصنع الطائرات الأميركية تفريغ أو إعادة نشر شركات محددة من شركة سبيريت التي تزود مكونات أيرباص الرئيسية إذا توصلت إلى اتفاق، وفقا لما قالته مصادر مطلعة على الأمر لرويترز الأربعاء.

وبالتوزاي مع ذلك، تستكشف بوينغ أيضا بيع وحدتين على الأقل من أعمالها المرتبطة بالصناعات الدفاعية، في الوقت الذي تواجه فيه شركة صناعة الطائرات أكبر أزمة منذ سنوات.

ونقلت وكالة بلومبرغ عن مصادر مطلعة قولها إن “الأصول التي من المحتمل أن تكون مطروحة للبيع تشمل وحدة ديجيتال ريسيفر تكنولوجي والتي تصنع منتجات لعملاء الاستخبارات والدفاع الحكوميين”.

وبالنسبة للوحدة الثانية فتتمثل في دراسة بوينغ خيارات بيع حصتها في يونايتد لونش ألاينس، وهو مشروع مشترك مع لوكهيد مارتن لإطلاق الصواريخ، بحسب المصادر ذاتها.

الشركة تدرس تخلي سبيريت أيرو عن علاقتها مع أيرباص لإتمام الاستحواذ
الشركة تدرس تخلي سبيريت أيرو عن علاقتها مع أيرباص لإتمام الاستحواذ

وبوينغ وأيرباص الشركتان الرئيسيتان الوحيدتان لصناعة الطائرات التجارية في العالم، وتحاول كلتاهما حل مشكلات الجودة وخفض التكاليف حيث تتعامل الأولى مع أزمة ناجمة عن انفجار لوحة المقصورة في الجو على طائرة 737 ماكس 9 مطلع هذا العام.

وبينما كانت بوينغ تفكر في السابق في إعادة سبيريت إلى الحظيرة، فإن الحادثة التي تعرضت لها طائرة شركة ألاسكا أيرلاينز خلال رحلة داخلية في الخامس من يناير أدت إلى تسريع الجهود، حيث أعادت الشركة النظر في القرار الذي اتخذته منذ عقدين بفصل جزء مهم من أعمالها التصنيعية لتوفير المال.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، طلبت بوينغ أيضا من شركات الطيران التي تشغل طائرات 787 دريملاينر التحقق من مفاتيح سطح الطائرة بعد أن أدى هبوط طائرة من هذا الطراز تابعة لخطوط لاتام التشيلية بشكل مفاجئ من الجو إلى إصابة أكثر من 50 شخصا.

وتعمل بوينغ أيضا على ضبط إستراتيجية دفاعية في حالة اعتراض المنظمين الأوروبيين على اعتماد أيرباص على منافستها الرئيسية في المكونات الرئيسية في سلسلة التوريد الخاصة بها، والتي يتم تصنيع بعضها خصيصا باستخدام التصميم والتكنولوجيا الخاصة بها.

وحذر لوك تيتغات، القائم بأعمال رئيس هيئة تنظيم الطيران في أوروبا، مؤخرا من أن الوكالة ستعلق موافقتها غير المباشرة على إنتاج بوينغ للطائرات إذا لزم الأمر، لكنه أبدى شعورا بالاطمئنان لأن شركة صناعة الطائرات تعالج أحدث أزمة تتعلق بالسلامة.

وأعطى تيتغات أثناء مقابلة مع رويترز الأربعاء الماضي، أول إشارة عامة إلى أن التعاون الدولي الذي يدعم إنتاج الطائرات العالمي يتم اختباره بشكل نادر من قبل بسبب الأزمة المستمرة حول سلسلة طائرات بوينغ 737 ماكس الأكثر مبيعا.

وقال إن “وكالة سلامة الطيران الأوروبية مستعدة للتوقف عن الاعتراف بالموافقات الأميركية، التي تعلن أن طائرات بوينغ يتم تصنيعها بشكل آمن”.

Thumbnail

وكانت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية قد أكدت الأسبوع الماضي أن مراجعة ملفات تابعة لبوينغ وحسابات عن المورد سبيريت وجدت حالات متعددة من ضعف الضوابط.

وبموجب اتفاق عبر الأطلسي، تنظم إدارة الطيران الفيدرالية والوكالة الأوروبية لسلامة الطيران الأوروبية مصانع صانعي الطائرات في كل منهما، بوينغ وأيرباص ويعترف كل منهما بموافقات السلامة الخاصة بكل منهما.

ولكن إذا فقد أحد الطرفين الثقة في فحوصات الامتثال التي يجريها الجانب الآخر، فيمكنه الدعوة إلى إجراء مشاورات، وإذا فشلت تلك المشاورات، فيمكن تعليق الاعتراف بعد توقف لمدة 30 يوما، لكن مثل هذه الخطوات نادرة.

وقال تيتغات “يجب أن تكون جميع الأدوات قابلة للتنفيذ بمجرد أن نرى المبرر أو الوضع الذي يتطلب منا اتخاذ الإجراءات المناسبة”، مضيفا أن “ليس هناك أي إجراء وشيك من هذا القبيل”.

ونما تأثير الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران على تصميم طائرات بوينغ بعد حادثتي تحطم طائرة ماكس، لكن لديها طرقا قليلة نسبيا لزيادة مراقبتها لإنتاج نماذج بوينغ الحالية بخلاف الخيار الجذري المتمثل في تعليق الاعتراف.

وحين شدد على ما قد يدفع الوكالة إلى الذهاب إلى هذا الحد، قال تيتغات، متحدثا عن نفسه فقط “المزيد من الحوادث المميتة في المستقبل”.

وفي خضم ذلك، لا تبدو أيرباص من ناحيتها راضية عن المشكلات الفنية التي تعاني منها منافستها الأميركية بوينغ لأنها تضر بصورة صناعة الطيران برمتها.

وقال جيوم فوري الرئيس التنفيذي للصانع الأوروبي خلال مؤتمر “أوروبا 2024” في برلين الثلاثاء الماضي “لست سعيدا بمشكلات منافسي. إنها ليست جيدة للصناعة ككل”. وأضاف “نحن في صناعة تعتبر الجودة والسلامة أولوية قصوى”.

وحققت أعمال أيرباص خُمس إيرادات سبيريت أيرو في العام 2023، مما يجعلها كبيرة بما يكفي لإدراجها في صفقة محتملة، على الرغم من أن بوينغ يمكن أن تكمل عملية شراء سبيريت دون بيع تلك الشركات.

11