اجتماع إسرائيلي يناقش تفويض الوفد المشارك في قطر بمفاوضات التهدئة

القدس - أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحكومة الأمنية ستجتمع الأحد لبلورة موقف وفد الدولة العبرية الذي سيتوجّه إلى قطر للتفاوض على صفقة للإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في إطار تهدئة في غزة.
وأشار بيان لمكتب نتنياهو إلى أن رئيس الوزراء دعا "حكومة الحرب والحكومة الأمنية (...) للاجتماع الأحد لاتخاذ قرار بشأن تفويض الوفد المفاوض قبل توجّهه إلى الدوحة".
وفق وسائل إعلام إسرائيلية، من المقرر عقد اجتماع حكومة الحرب في الساعة 18:00 (16:00 ت غ).
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أشار الجمعة إلى أن وفدا سيتوجّه إلى الدوحة بعد اجتماع للحكومة الأمنية "لمناقشة موقف إسرائيل"، من دون توضيح متى سيتوجه الوفد إلى قطر.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، السبت، بأنّ الوفد الإسرائيلي الذي يقود المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس لتبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة ينتظر أن يصل إلى قطر الاثنين.
وقالت الهيئة إنّ "مجلس الوزراء الحربي لن يجتمع الليلة (السبت)، وبالتالي من غير المتوقع أن يغادر الوفد المفاوض الإسرائيلي إلى قطر قبل الاثنين". ونقلت الهيئة عن مصدر سياسي في الحكومة لم تسمه قوله "لا توجد خطة لعقد اجتماع مجلس الحرب الليلة، سيُعقد مساء الأحد".
وأشارت الهيئة إلى أنه "وبناء على موعد اجتماع مجلس الحرب، فلن يغادر الوفد برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع إلى الدوحة قبل يوم الاثنين".
ووفق لقطات نشرها مكتب رئيس الوزراء، اجتمعت حكومة الحرب والحكومة الأمنية الجمعة، لكن أي قرار لم يصدر.
ويأتي الإعلان عن قرب موعد توجّه وفد إسرائيلي إلى قطر بعد موافقة حماس على تليين موقفها.
وباتت الحركة تقترح اتفاق هدنة من ستة أسابيع يتضمن مبادلة رهائن بأسرى فلسطينيين، وفق ما أفاد قيادي في حماس وكالة الصحافة الفرنسية، بعدما كانت تطالب بوقف إطلاق نار نهائي قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وقال القيادي إن الحركة مستعدة للإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، على "أن تفرج إسرائيل عن 20 الى 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي". وتطالب الحركة بالإفراج عن 30 إلى 50 معتقلا فلسطينيا في مقابل الإفراج عن كل جندي محتجز لديها. وتحدثت عن استعدادها لأول مرة للإفراج عن مجندات.
ومساء السبت دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في منشور على منصة إكس نتنياهو إلى "إعطاء أوامر للوفد بالبقاء في إسرائيل" وإلى "تشديد الضغط العسكري إلى حين القضاء على حماس".
وكان وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت عقد، السبت، اجتماعا بديلا عن الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحرب، بشأنّ صفقة الأسرى المحتملة مع حركة حماس.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) "بعد عدم اجتماع مجلس الحرب الليلة (السبت)، عقد وزير الدفاع جلسة نقاش، شارك فيها كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك والوفد المفاوض حول صفقة الأسرى".
وشارك في الاجتماع رئيس الموساد ديفيد برنياع، الذي من المتوقع أن يغادر لإجراء محادثات في قطر في وقت لاحق.
وأشارت الهيئة إلى أنّ نتنياهو لم يدع إلى اجتماع مجلس الحرب مساء السبت، خلافًا للاجتماعات السابقة التي تعقد مساء كل سبت منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وفشلت جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل شهر رمضان الذي بدأ الأسبوع الماضي، وقالت إسرائيل إنها تعتزم شن هجوم جديد في رفح، آخر مدينة آمنة نسبيا في قطاع غزة بعد خمسة أشهر من الحرب.
وعبر المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي سيبدأ زيارة للمنطقة تستغرق يومين، عن قلقه من الهجوم المحتمل على رفح، محذرا من مخاطر "سقوط الكثير من الضحايا المدنيين".
وقال مكتب نتنياهو الجمعة إن رئيس الوزراء وافق على خطة الهجوم على رفح حيث يقيم أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وإن السكان المدنيين سيتم إجلاؤهم.
ولم يحدد المكتب موعد الهجوم ولا يوجد دليل حتى الآن على وجود استعدادات إضافية على الأرض.
وتجمعت أسر الرهائن الإسرائيليين وأنصارهم مرة أخرى في تل أبيب للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم.
في الوقت نفسه، دعا المحتجون المناهضون للحكومة الإسرائيلية إلى إجراء انتخابات جديدة، وأغلقوا عددا من شوارع تل أبيب. وقدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدد المحتجين ببضعة آلاف.
وبدأ الصراع في السابع من أكتوبر عندما نفذت حماس هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل، مما أدى وفقا للإحصائيات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 252 رهينة.
وردا على ذلك شنت إسرائيل حملة عسكرية برية وجوية على غزة أدت وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس إلى مقتل أكثر من 31645 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
كما أدى الهجوم الإسرائيلي إلى تدمير معظم مباني القطاع، مما أجبر جميع السكان تقريبا على ترك منازلهم وتسبب في أزمة جوع هائلة.
وقالت الأونروا في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "سوء التغذية لدى الأطفال ينتشر بسرعة ويصل إلى مستويات غير مسبوقة في غزة".
وذكرت مستشفيات في غزة أن بعض الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف.
وفي وقت لاحق ذكرت بعض وسائل إعلام فلسطينية أن شاحنات مساعدات وصلت إلى مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة لأول مرة منذ أربعة شهور. ووفقا للتقارير، وصلت الشاحنات، وعددها 13 ومحملة بالطحين، إلى منشأة تابعة للأونروا.
ودعت الدول الغربية إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود للسماح بدخول المساعدات، وقالت الأمم المتحدة إنها تواجه "عقبات هائلة" تشمل إغلاق المعابر وعمليات التفتيش المرهقة وفرض قيود على الحركة والاضطرابات داخل غزة.
وتقول إسرائيل إنها لا تضع أي قيود على المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة وتتهم وكالات الأمم المتحدة بالتسبب في تأخر وصول المساعدات بسبب تقاعسها وعدم كفاءتها.
وبدأت عمليات إدخال المواد الإغاثية إلى غزة بحرا ومن خلال عمليات الإسقاط الجوي.
وقالت مؤسسة ورلد سنترال كيتشن الخيرية إن أول شحنة مساعدات عن طريق البحر وصلت إلى غزة من قبرص أمس الجمعة وجرى تفريغها.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إن شحنة ثانية من المساعدات الغذائية جاهزة لمغادرة قبرص والتوجه بحرا إلى غزة السبت، بينما قالت الولايات المتحدة والأردن إنهما نفذتا عملية إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية.
ووصفت الملكة رانيا قرينة العاهل الأردني في حديث لشبكة (سي.إن.إن) عمليات الإسقاط الجوي بأنها "حرفيا مجرد قطرات في محيط من احتياجات لم يجر تلبيتها بعد"، متهمة إسرائيل "بقطع كل ما هو مطلوب للحفاظ على حياة الإنسان: الغذاء والوقود والدواء والمياه".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة لمدة ستة أسابيع على الأقل والتزامهما بالعمل على حرية المرور في البحر الأحمر وسط هجمات على السفن من قبل الحوثيين اليمنيين المتحالفين مع إيران. وأوضحت الوزارة أن المناقشات جرت خلال توقف بلينكن في البحرين.