2023 عام التوزيعات الأكبر لأرباح مساهمي الشركات العملاقة

المبالغ التي دُفعت للمساهمين ارتفعت بمقدار 5.6 في المئة عن تلك التي سجلت في العام 2022 و15 في المئة بالمقارنة مع العام 2019.
الخميس 2024/03/14
عوائد تفوق التوقعات

لندن - دفعت المجموعات الكبرى في العالم أكثر من 1.66 تريليون دولار من الأرباح لمساهميها في العام الماضي، وهو أعلى مستوى على الإطلاق مع مدفوعات قياسية من البنوك تشكل نصف النمو.

وتكشف الأرقام الصادرة عن مجموعة جانوس هندرسون لإدارة الأصول، الأربعاء، أن المبالغ التي دُفعت للمساهمين ارتفعت بمقدار 5.6 في المئة عن تلك التي سجلت في العام 2022، و15 في المئة بالمقارنة مع العام 2019.

وتشمل الدراسة ربع السنوية التي قامت بها هندروسن، أكبر 1200 شركة من حيث القيمة وتمثل حوالي 85 في المئة من أرباح الأسهم المدفوعة في جميع أنحاء العالم.

ومن الولايات المتحدة إلى فرنسا وألمانيا وإندونيسيا، سجلت 22 دولة أرقاما قياسية هذا العام مع زيادة واضحة خصوصا في أوروبا بلغت نسبتها 17.6 في المئة.

ولأول مرة منذ بدء الدراسة، تحتل مجموعتان من قطاع التكنولوجيا قمة اللائحة في الأرباح المعاد توزيعها على المساهمين، وهما مايكروسوفت التي ارتفعت أرباحها أكثر من 10 في المئة وأبل.

بن لوفتهاوس: تبين أن التشاؤم بشأن الاقتصاد العالمي لا أساس له
بن لوفتهاوس: تبين أن التشاؤم بشأن الاقتصاد العالمي لا أساس له

ولغاية 2014، لم تحتل أي شركة للتكنولوجيا المراكز العشرة الأولى من حيث جني الأرباح، لكن التسارع التكنولوجي والذي تغذى مع بروز الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع ساهم في تغير الخارطة.

وعلى أساس عالمي، قامت 86 في المئة من الشركات المدرجة إما بزيادة توزيعات الأرباح أو الحفاظ عليها، وفقا لمؤشر هندرسون العالمي للأرباح، والذي توقع أيضا أن تصل توزيعات الأرباح إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 1.72 تريليون دولار هذا العام.

وقال مدير الأصول في المملكة المتحدة يانوس هندرسون إن “القيمة الإجمالية لتوزيعات الأرباح ارتفعت من 1.57 تريليون دولار في 2022 مع نمو أساسي يمثل تحركات العملة والأرباح الخاصة وتغيرات التوقيت وتغيرات المؤشر بخمسة في المئة اعتبارا من 2022”.

ولا يزال قطاع المواد الخام حاضرا بقوة، لكن عددا من الشركات قام بـ”تخفيضات كبيرة” تعكس أرباحها، مثل البرازيلية بتروباس التي احتلت المرتبة الثانية في حجم الأرباح الموزعة على المساهمين في 2022 لكنها غير حاضرة بين أفضل 20 شركة في 2023.

وتراجعت شركة التعدين بي.أتش.بي التي احتلت المرتبة الأولى في 2021 و2022، إلى المرتبة السادسة. وجاءت إكسون موبيل وبتروتشاينا في المراتب الخمس الأولى بينما حلت شيفرون في المركز الحادي عشر.

لكن التقرير أشار مع ذلك إلى أن “نحو نصف الزيادة في أرباح الأسهم في جميع أنحاء العالم جاء في 2023 من القطاع المصرفي”، مشيرا إلى أن ذلك مرتبط بأرباح القطاع الناجمة عن الزيادة في أسعار الفائدة.

وكتب بن لوفتهاوس الذي أشرف على كتابة التقرير أنه “تبين أن التشاؤم بشأن الاقتصاد العالمي لا أساس له من الصحة في عام 2023 والتدفق النقدي للشركات في معظم القطاعات بقي متينا”، مما ساعد على تغذية الأرباح.

وقال لوفتهاوس رئيس دخل الأسهم العالمية في جانوس هندرسون “لقد ظل التدفق النقدي للشركات في معظم القطاعات قويا، مما وفر الكثير من القوة لتوزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم”.

وعززت أسعار الفائدة المرتفعة هوامش البنوك ودفعت البنوك مبلغا قياسيا قدره 220 مليار دولار للمساهمين في العام الماضي، وهو ارتفاع أساسي بنسبة 15 في المئة عن عام 2022 واستمرار الانتعاش بعد تجميد مدفوعات البنوك خلال الوباء.

◙ 1.66 تريليون دولار حجم الأرباح بفضل أعمال مايكروسوفت وأبل اللتين احتلتا قمة اللائحة

ووجد التقرير أن أي تأثير إيجابي من ارتفاع أرباح البنوك تم تعويضه بالكامل تقريبا من خلال التخفيضات في قطاع التعدين، حيث أثر انخفاض أسعار السلع الأساسية على أرباح التعدين.

وأدت التخفيضات الكبيرة في أرباح خمس شركات بارزة، وهي بي.أتش.بي وريو تينتو، بالإضافة إلى بتروباس وإنتل وأي.تي آند تي إلى خفض معدل نمو الأرباح العالمية الأساسي لعام 2023 بمقدار نقطتين مئويتين.

وقال التقرير “بعيدا عن هذين القطاعين (البنوك والتعدين)، اللذين كان تأثيرهما كبيرا على نحو غير عادي، شهدنا نموا مشجعا من صناعات متنوعة مثل السيارات والمرافق والبرمجيات والأغذية والهندسة، مما يدل على أهمية وجود محفظة متنوعة”.

وعلى أساس جغرافي، كانت أوروبا (باستثناء المملكة المتحدة)، محركا رئيسيًا للنمو، حيث ساهمت بخُمسيْ الزيادة العالمية حيث ارتفعت المدفوعات بنسبة 10.4 في المئة على أساس أساسي إلى 300.7 مليار دولار.

وذكر معدو التقرير أن اليابان كانت أيضا مساهمًا رئيسيًا، على الرغم من أن ضعف الين خفف من تأثيرها إلى حد ما. وفي حين قدمت الولايات المتحدة المساهمة الأكثر أهمية في نمو الأرباح العالمية بسبب حجمها، فإن معدل النمو البالغ 5.1 في المئة كان يتماشى مع المتوسط العالمي.

وكانت أرباح الأسواق الناشئة ثابتة على أساس أساسي، حيث سلطت جانوس هندرسون الضوء على التخفيضات الحادة في البرازيل والنمو الباهت في الصين.

11