بيت الحكمة الإماراتي يفتح مسار التبادل الثقافي مع مكتبة قطر

وفد بيت الحكمة يستعرض أفضل الممارسات التي تطبقها المكتبة في إدارة وتنظيم وتطوير مواردها وخدماتها.
الخميس 2024/03/14
التأسيس لتعاون ثقافي مثمر

الدوحة - زار وفد من بيت الحكمة بالشارقة، برئاسة مديرته التنفيذية مروة العقروبي، مكتبة قطر الوطنية في الدوحة، في إطار سعيه لتعزيز العلاقات الثقافية والمعرفية بين الجانبين، حيث كان في استقبال الوفد هوسم تان، المديرة التنفيذية لمكتبة قطر الوطنية، التي رحبت بالضيوف وأشادت بالدور البارز الذي يقوم به بيت الحكمة في نشر الثقافة والمعرفة.

وجرى خلال الزيارة بحث سبل التعاون والتبادل المعرفي والثقافي بين الجانبين، والاستفادة من الخبرات والممارسات الناجحة في مجالات حفظ العناوين والرقمنة والتوثيق والترويج للمواد والمخطوطات التراثية والتاريخية والثقافية.

واصطحبت هوسم تان وفد بيت الحكمة في جولة ميدانية داخل مبنى مكتبة قطر الوطنية الواقعة في قلب المدينة التعليمية، اطلع خلالها على أهم وأندر المواد والمخطوطات التراثية والتاريخية والثقافية التي تحتويها، كما تعرف الوفد على مرافق المكتبة وأقسامها المختلفة، ومن بينها محطات الإبداع، ومكتبة الأطفال، والمكتبة التراثية، وغرف الوسائط السمعية والبصرية.

بيت الحكمة ومكتبة قطر الوطنية يجتمعان على أهداف مشتركة تتجسد في ترسيخ المعرفة وخدمة الموروث الثقافي

وعقب الجولة، عقد وفد بيت الحكمة اجتماعا مع فريق مكتبة قطر الوطنية، لاستعراض أفضل الممارسات التي تطبقها المكتبة في إدارة وتنظيم وتطوير مواردها وخدماتها، وكذلك المعارض الثقافية التي تستضيفها على مدار العام. وسرد وفد الشارقة أمام مسؤولي المكتبة الفعاليات والمعارض والأنشطة المختلفة التي ينظمها ويستضيفها بيت الحكمة في الشارقة، بهدف ترسيخ الوعي الثقافي والمعرفي لأفراد المجتمع، وتعزيز الحوار والتفاعل بين الثقافات والحضارات المختلفة، وتسليط الضوء على الموروث والإبداع العربييْن والإسلامييْن والإنسانييْن.

وعرّج وفد بيت الحكمة في آخر محطة له بمكتبة قطر الوطنية على المعرض الذي تنظمه المكتبة حالياً بعنوان “حروف الإيمان: الخط العربي في إندونيسيا” بالشراكة مع بعض المؤسسات الثقافية المحلية والإندونيسية، ويعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي تبرز المخطوطات القرآنية الإندونيسية وتأثير الخط العربي على الفن والثقافة الإندونيسية.

وأكدت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، أهمية التعاون والعمل المشترك بين المؤسسات الثقافية العربية، مشيدة بالمرافق المتطورة والممارسات الحديثة التي تمتلكها مكتبة قطر الوطنية، والتي تعكس رؤيتها في تقديم خدمات معرفية وثقافية عالية الجودة للمجتمع القطري والعربي والعالمي.

وقالت “نتطلع لترسيخ وتعزيز التعاون المستقبلي مع مكتبة قطر الوطنية، من خلال تبادل الزيارات والتنسيق المشترك لتنظيم الفعاليات والأنشطة الثقافية المتنوعة التي تدعم جهودنا في بناء مجتمع المعرفة”.

وأضافت العقروبي “يجتمع بيت الحكمة ومكتبة قطر الوطنية على أهداف مشتركة تتجسد في ترسيخ الثقافة والمعرفة وخدمة الموروث الثقافي المحلي والخليجي والعربي والإسلامي، ومواكبة العصر والتطورات العالمية في مجالات الحفظ والرقمنة، ومن هنا فإننا نسعى إلى تحقيق شراكة إستراتيجية تستند إلى التعاون والتكامل، وتسهم في تحقيق رسالتنا في نشر الثقافة والمعرفة في المنطقة والعالم”.

من جانبها، قالت هوسم تان “سعدنا كثيرا باستقبال وفد بيت الحكمة في الشارقة هنا في مكتبة قطر الوطنية لمناقشة جوانب التعاون الممكنة بين مؤسستين كبيرتين يجمعهما حب الثقافة والمعرفة وسعي دؤوب لتوحيد المجتمعات والتقريب بين الثقافات المختلفة، وقد ناقشنا خلال الاجتماع الذي جمعنا أهمية العناية بالتراث العربي والإسلامي وإبرازه للأجيال الحالية”.

وشارك وفد بيت الحكمة أثناء زيارته إلى دولة قطر في فعاليات المؤتمر والمعرض السنوي السابع والعشرين لجمعية المكتبات المتخصصة – فرع الخليج العربي، كما توجه إلى متحف الفن الإسلامي ومركز أدب الطفل.

بيت الحكمة يواصل مساعيه لتشبيك الفعل الثقافي والمعرفي بين الدول الخليجية، مُركّزا على الاهتمام بالثقافة العربية ونشرها والعمل على خلق مساحة للتعاون العربي

وتأتي زيارة بيت الحكمة في الشارقة إلى قطر بعد زيارته موفى فبراير الماضي إلى متحف “عُمان عبر الزمان” إذ بحث المسؤولون على المؤسسة سبل التعاون المشترك في المجالات الثقافية والتراثية والتعليمية وتطوير آفاق المبادرات التي تخدم أهدافهما المشتركة لإثراء القطاع المتحفي والمكتبي وتبادل الجانبان الخبرات والمعارف في مجالات الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي.

ويواصل بيت الحكمة مساعيه لتشبيك الفعل الثقافي والمعرفي بين الدول الخليجية، مُركّزا على الاهتمام بالثقافة العربية ونشرها والعمل على خلق مساحة للتعاون العربي.

ويذكر أن بيت الحكمة الإماراتي تأسس تزامنا مع الاحتفاء بالشارقة «العاصمة العالمية للكتاب 2019»، إذ جرى تدشين هذه المؤسسة لتحفظ قيمة هذا اللقب ومعانيه وتنقلها للأجيال المقبلة، ولتكون منارة تجسد مكانة الكتاب والمعرفة في الإمارة.

ويقدّم “بيت الحكمة” مفهوماً جديداً للقراءة والمعرفة والتعلم والتفاعل الاجتماعي بين الفئات والأعمار والجنسيات كافة، وصمم ليكون نموذجاً عن مكتبة المستقبل التي تجمع بين مصادر المعرفة التقليدية والرقمية، وبين التفاعل والتعلم، لتلتقي فيه الأصالة بالحداثة، وسط تصميم فريد للمساحات والقاعات متعددة الاستخدامات. وعبر محتوياته وفعالياته ونشاطاته يجسد بيت الحكمة أحدث نموذج لمكتبات المستقبل في العالم.

12