إعلان قطري يبدد آمال الغزيين في هدنة قريبة

الخارجية القطرية ترفض فكرة أن تكون الدوحة مارست ضغوطا على حماس للقبول بهدنة.
الثلاثاء 2024/03/12
طول أمد الحرب يطيل معاناة مئات آلاف الفلسطينيين

الدوحة - استبعدت قطر التي تقود جهود وساطة بين حركة حماس وإسرائيل، التوصل إلى اتفاق قريب لوقف إطلاق النار في غزة، في أحدث إعلان يبدد آمال مئات آلاف الفلسطينيين في القطاع الذي يتعرض لأعنف عدوان إسرائيلي ويئن تحت وطأة الحصار والجوع في شهر الصيام.

وأكدت الدوحة الثلاثاء أن إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "ليستا قريبتين من اتفاق" بشأن هدنة في الحرب الدائرة بينهما منذ السابع من أكتوبر في القطاع المحاصر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحافي في الدوحة "لسنا قريبين من التوصل إلى اتفاق وهذا يعني أننا لا نرى الجانبين يتفقان على لغة يمكن أن تحلّ الخلاف الحالي حول تنفيذ اتفاق".

وبعد أسابيع من المفاوضات بين طرفَي النزاع بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة حول هدنة وتبادل الأسرى، بدأ شهر رمضان الاثنين على وقع استمرار القصف المدفعي والغارات الجوية وسط أزمة إنسانية تتفاقم في القطاع المحاصر.

وقال الأنصاري "إننا مستمرّون في العمل على المفاوضات للتوصل إلى اتفاق على أمل أن يكون خلال شهر رمضان"، لكنه أوضح أنه لا يستطيع "تقديم أي جدول زمني" للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن "الوضع معقد للغاية على الأرض".

وفي حين يتبادل الطرفان الاتهامات بتعطيل التوصل إلى هدنة، قال مصدر في حركة حماس إن "الاتصالات والمشاورات التي يجريها الوسطاء بمصر وقطر مستمرة مع إسرائيل في مسعى للتوصل لاتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى، لكن لا يوجد أي اختراق حتى صباح" الثلاثاء.

وتعهّدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من أكتوبر على الدولة العبرية الذي أوقع أكثر من 1160 قتيلا، وفق أرقام رسمية.

وخُطف أكثر من 250 شخصاً أثناء الهجوم وتقدّر إسرائيل أن 130 منهم ما زالوا محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 31 توفوا أو قتلوا.

وارتفعت حصيلة الحرب في غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، إلى أكثر من 31184 قتيلا و72889 جريحا "72 في المئة منهم أطفال ونساء".

ورفض الأنصاري فكرة أن تكون قطر قد مارست ضغوطا على حماس في مساعيها للتوصل إلى هدنة. وقال "كوسيط يتبادل وجهات النظر بين الجانبين، لا أظنّ أنه من المفيد استخدام مثل هذه المصطلحات حول ممارسة الضغط أو استخدام النفوذ"، مضيفا أن الدوحة "تستخدم بالتأكيد كل ما لديها من قدرات لدفع الجانبين نحو التوصل إلى اتفاق".

وتضمّ الدولة الخليجية الثرية أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط لكنّها تستضيف أيضا المكتب السياسي لحركة حماس الذي يقيم رئيسه إسماعيل هنية في الدوحة.

وأكد هنية الأحد في كلمة وجهها مع حلول شهر رمضان أن الحركة منفتحة على استمرار المفاوضات، مؤكدا أن حماس تريد وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وعودة النازحين إلى منازلهم وإدخال المساعدات الإنسانية، غير أنّ إسرائيل سبق أن أعلنت رفضها انسحاب جنودها من القطاع ونيتها القضاء على حماس، حتى لو تمّ التوصل إلى اتفاق هدنة.